بعد موافقة برلين .. ما الأسلحة التي سترسلها ألمانيا لأوكرانيا ؟

وافقت برلين، بشكل رسمي، على إمداد أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة، التي طالما طالبت بها خلال الأشهر الماضية، وكانت الحكومة الألمانية ترفض القرار، الذي يتوقع أن ينتج العديد من التداعيات التي ستؤثر بشكل مباشر على البلاد سواء على في إطار سياستها الخارجية، أو الاقتصاد الذي يمر بمرحلة “حرجة”، على حد وصف مراقبين.

وجاء القرار الألماني مدفوعاً بالكثير من الضغوط التي واجهتها الحكومة من جانب الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين، وأوكرانيا، حيث وافقت برلين نهاية أبريل الماضي على دعم كييف بعدد من الأسلحة الثقيلة في تحول واضح لسياسة المستشار الألماني أولاف شولتس الذي أكد مراراً أنه سيكتفي بإرسال أسلحة خفيفة.

وتخطط ألمانيا في الوقت الراهن لإرسال 50 دبابة من طراز غيبارد دبابة مضادة للطائرات، مزودة بسبطانتين عيار 35 ملم. ويمكن استخدامها ضد المقاتلات والطائرات المروحية حتى ارتفاع 3500 متر.

كما يمكن استخدامها، بحسب تقارير عسكرية ألمانية، ضد العربات المدرعة أيضا. لكنها لا تستطيع مقاومة ومجاراة الدبابات التقليدية، نظرا لصغر عيار مدفعها (35 ملم)، بيد أنها تستطيع قطع مسافة تصل إلى 550 كيلومترا وتجاوز الحواجز المائية دون الحاجة لمعدات إضافية.

ويرى رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، جاسم محمد، أن القرار تحول السياسة الألمانية والموافقة على إرسال الدبابات إلى أوكرانيا بعد فترة من الرفض، يعني أن هناك تحول في مسار الحكومة نتيجة الانتقادات والضغوطات الدولية والمحلية أيضاً، مشيراً إلى الدعوات المكثفة من جانب أحزاب ألمانية في البرلمان لدعم تزويد كييف بالأسلحة الثقيلة منها على سبيل المثال حزب الخضر، وحزب الاتحاد المسيحي المعارض.

وفي تصريح لقناة “سكاي نيوز”، يقول محمد إن المستشار الألماني وقع تحت ضغوط سواء من الداخل على الحكومة أو الضغوط من الناتو ودول الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن الانتقادات المكثفة من جانب الحكومة الأوكرانية لرفضها تزويد البلاد بالأسلحة الثقيلة، لذلك اضطرت لتعديل سياستها الخاصة بهذا الأمر.

وحول تأثيرات القرار على علاقات ألمانيا الخارجية ووضعها السياسي والاقتصادي داخليا، يوضح محمد أن القرار سوف ينعكس بشكل سلبي على العلاقات بين روسيا وألمانيا كما سيؤثر ربما على إمدادات الغاز الروسي إلى برلين والذي يقدر بنحو 45% من حجم الاستهلاك، مشيراً إلى أن الأمر سينعكس أيضاً على الوضع الاقتصادي بشكل سلبي.

من جانبه، دافع المستشار الألماني أولاف شولتس مجددا عن توريد أسلحة لأوكرانيا لمحاربة روسيا.

وقال شولتس في كلمته أمام المؤتمر الاتحادي لاتحاد النقابات الألماني، يوم 9 مايو الماضي: “لا يترك لنا بوتين خيارا آخر”، مضيفا أن الرئيس الروسي عرّض السلام في أوروبا للخطر، وقال: “ولا ينبغي أن يفلت من ذلك. لهذا السبب نساعد أوكرانيا”.

وأكد شولتس أن بوتن تخلى عن مبدأ عدم المساس بالحدود في أوروبا “لصالح مشروعه الانتقامي لإمبراطورية روسية”، وقال: “قبول ذلك لن يعني فقط التخلي عن الضحايا، بل سيعني أيضا تقوية المعتدي في فعله الإجرامي”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها