طائرة عسكرية تحمل أطناناً من عبوات حليب الأطفال من ألمانيا لمواجهة شح بيعه في أمريكا !
وصلت طائرة شحن عسكرية تابعة للجيش الأمريكي، إلى الولايات المتحدة قادمة من ألمانيا، وعلى متنها عدة أطنان من عبوات حليب الأطفال، الرضع، الذي تعاني الولايات المتحدة من نقصه، خلال الأشهر الماضية.
وتسببت مشاكل في إنتاج الحليب، ومشاكل أخرى في سلاسل التوريد، في تفاقم الأزمة سريعا، ما يشكل خطرا قاتلا على آلاف الأطفال، الذين يعانون حساسية، من حليب الأبقار، المعتاد، وتعتمد أسرهم على الحليب المصنع في تغذيتهم.
وكانت الطائرة أقلعت من قاعدة رامشتين، الجوية الأمريكية، في ألمانيا، وعلى متنها نحو 35 طنا من حليب الأطفال، حسبما أعلن البيت الأبيض.
وقد غرد الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يقوم بزيارة حاليا لليابان، ضمن جولة أسيوية، تستمر 5 أيام، على حسابه على منصة تويتر، قائلا “فريقنا يسابق الزمن، ليوفر الحليب بشكل يغطي حاجة الجميع”.
وحسب ما قال برايان ديز، المستشار الاقتصادي، للرئيس بايدن، لشبكة سي إن إن، فإن الشحنة الأولية يمكن أن تغطي نحو 15 بالمائة، من الطلب العاجل على حليب الأطفال في البلاد.
وأضاف “هناك المزيد من الشحنات قريبا، ستبدأ تواليا، مع مطلع الأسبوع” كجزء من العملية التي أطلقت عليها واشنطن “عملية الحليب الطائر”.
وفي الوقت نفسه أعلنت الإدارة الأمريكية أن شركة دانون سارعت في عملية تهيئة شحنات من حليب الأطفال، التي تنتجها مصانعها في أوروبا، لشحنها إلى الولايات المتحدة لمواجهة أزمة نقص الحليب.
وتعد دانون ثاني أكبر مصنع لحليب الأطفال في العالم، وعلى الرغم من ذلك لا تستحوذ إلا على حصة طفيفة في الأسواق الأمريكية.
وشحنت الشركة أغلب إنتاج مصانعها في بريطانيا، وهولندا إلى الولايات المتحدة، عبر شركة نيوتريشيا، ذراعها الإقليمي في أمريكا الشمالية.
وقبل نحو 3 أشهر سحبت شركة أبوت لابوراتوريز، عشرات المنتجات، من وصفات غذاء الأطفال، ومنها سيميلاك، وأليمينتام، من الأسواق الأمريكية، ما سبب أزمة مفاجئة، تعد واحدة من الأسوأ على الإطلاق، في تاريخ البلاد الحديث.
وجاء قرار شركة أبوت، بعد وفاة رضيعين، وإصابة 3 آخرين، بسبب تلوث في منتجاتها، ما دعاها إلى إغلاق أكبر مصنع لإنتاج حليب الأطفال، في البلاد بأسرها، والواقع في ولاية ميشيغان.
وتسبب ذلك في تفاقم الأزمة، التي كانت موجودة أصلا بسبب مشاكل في سلاسل التوريد، المستمرة منذ تفشي وباء فيروس كورونا.
وضاعفت شركة دانون صادراتها إلى الأسواق في أمريكا الشمالية، 3 مرات على الأقل، منذ بداية العام، وقد ضخت 90 في المائة من هذه الشحنات على الأقل، في السوق الأمريكية.
وقال متحدث باسم الشركة “نحن نفهم مدى أهمية الأمر للعائلات، وحاجتهم لهذه المنتجات، وهذا هو السبب في أننا نعطي الأولوية المطلقة، لزيادة منتجاتنا التي تتسم بجانب طبي، متخصص، لمساعدة الأسر الأكثر احتياجا، خاصة بعد الأزمة التي تصاعدت في فبراير / شباط الماضي”.
وأظهرت الأزمة مدى تأثير غياب منتجات شركة أبوت على السوق المحلية في الولايات المتحدة، لكن على المستوى الاقتصادي، توفر الأزمة فرصة لشركات منافسة، لاقتحام السوق، والحصول على حصة أكبر.
وقالت شركة ريكيت بنكايزر البريطانية لوكالة رويترز للأنباء إنها تقوم الآن بتوزيع نحو 50 في المائة من عبوات حليب الأطفال في الولايات المتحدة، وذلك بعدما ظلت لفترة طويلة قابعة في المركز الثاني داخل أمريكا، بعد شركة أبوت.[ads3]