النساج و النجار و السيوفي .. رويترز تروي قصة الكنيات السورية ( فيديو )
من صانع السيوف الدمشقية (السيوفي) إلى النساج والنجار، اكتسبت العديد من العائلات السورية كٌنياتها من المهن التي تعمل بها منذ مئات السنين، أو غيرها.
وبينما يعتبر هذا بالنسبة إلى البعض بمثابة تذكرة بعيدة بحرفة الأجداد فإن آخرين يتمسكون بشدة بالمهنة التي أعطتهم هذه الكُنية.
من هؤلاء فياض السيوفي، وهو صانع سيوف دمشقية عمره 60 عاما، واسم عائلته مشتق من المصطلح العربي لصانع السيوف، كان يحافظ على هذه الحرفة القديمة على قيد الحياة.
ويعمل فياض في ورشته القديمة بمنطقة التكية السليمانية إذ يصمم السيوف الدمشقية والخناجر بشكل معقد ويصنعها، وهي حرفة تعلمها من والده منذ أكثر من خمسة عقود.
وعن مصادر كُنية عائلته وعائلات أخرى قال فياض السيوفي لتلفزيون رويترز “أتت من الأعمال، فدائما عندنا بالشام الكُنيات تأتي إما من المكان الذي ينحدر منه الشخص أو من مهنته”.
وتابع “يعني مثلا بيت الحلبي من حلب، بيت الحمصي من حمص، بيت الديري من الدير، بالإضافة إلى السيوفي، النجار، الحفار، الحداد، وفيه عندنا كمان (ويوجد لدينا أيضا) كنيات ثالثة هي صفة. مثل بيت الأسمر، وبيت الأشقر، وبيت الطويل، وبيت القصير”.
وأضاف “السيوفي طبعا من المهنة، كثيرون عندنا بالشام مهن تأخد الكنيات تبعها (كنياتها الخاصة) من عملها مثل السيوفي وأمثاله. فنحنا (نحن) الكنية على المهمة، فياض سليمان السيوفي يشتغل بمهنة صناعة السيف الدمشقي وتنزيل الذهب والفضة عليها، هي مهنة دمشقية بحتة”.
ويستهدف السيوفي بشكل أساسي الحفاظ على هذه المهنة حية. ويشير إلى أن أكثر من 30 شخصا كانوا يعملون في ورشته قبل الحرب، لكن الآن لم يبق منهم سوى ثلاثة فقط.
فمع انخفاض السياحة في البلاد، تراجعت مبيعات منتجاتهم مما دفع كثيرين منهم إلى البحث عن أعمال أخرى يتعيشون منها.
في الوقت نفسه، فإن السوري حسين الحايك، الذي يأتي اسم عائلته أيضا من الحياكة، لديه ذات المخاوف.
فقد قرر أبناء حسين ممارسة مهن أخرى أكثر ربحا، مما جعل تقنية النسيج التي يعمل بها منذ أجيال عُرضة للانقراض.
وقال حسين فرحات الحايك لتلفزيون رويترز “والله أنا حزين، أي والله، هذه المهنة لازم ما تموت، تراث هاي والله، تراث. والله الأجانب بيعلقوها تعليق هيك، شوف اللوحة هاي (شاهد هذه اللوحة)”. (REUTERS)
[ads3]