ألمانيا تزيد ميزانية قواتها المسلحة لمواجهة التوسع الروسي
صوّت البرلمان الألماني، الجمعة، لصالح تعديل دستوري يتيح إنشاء صندوق بمئة مليار يورو (107 مليارات دولار) لزيادة ميزانية القوات المسلّحة في مواجهة توسّع روسيا.
وصادق 567 عضوا في الغرفة السفلى للبرلمان لصالح التعديل مع مقابل معارضة 96 عضوا وامتناع 20 عن التصويت، بعد توصل الحكومة التي يقودها يسار الوسط الأحد إلى اتفاق مع المعارضة المحافظة.
وتأتي الخطوة ردا على انتقادات يوجّهها منذ سنوات حلفاء مقربون لألمانيا يشددون على أن إنفاق برلين على القطاع الدفاعي أدنى بكثير من نسبة اثنين بالمئة من إجمالي الناتج المحلي التي يحددها حلف شمال الأطلسي هدفا لدوله الأعضاء.
ويتطلب إنفاذ التعديل مصادقة الغرفة العليا للبرلمان.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك المنتمية لحزب الخضر أمام النواب “إنها لحظة تقول فيها ألمانيا نحن حاضرون عندما تحتاج إلينا أوروبا”.
وبعد ثلاثة أيام من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير، تعهّد المستشار الألماني أولاف شولتس رصد ميزانية خاصة قدرها مئة مليار يورو لتسليح الجيش الألماني وتحديث تجهيزاته المتقادمة خلال السنوات المقبلة.
لكن معارضين يتّهمون المستشار مذّاك بالاكتفاء بتقديم دعم خجول لكييف وبعدم اتّخاذ ما يكفي من الخطوات الملموسة على صعيد مدّ أوكرانيا بالأسلحة.
وسيتيح الاتفاق لبرلين تحقيق الهدف الذي يحدّده حلف شمال الأطلسي لدوله الاعضاء بإنفاق اثنين بالمئة من إجمالي الناتح المحلي على القطاع الدفاعي “كمعدل خلال السنوات المقبلة”.
والجمعة انتقدت روسيا الخطوة متّهمة ألمانيا بـ”إعادة التسلح” وباستخدام لغة تستحضر ماضيها النازي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسي ماريا زاخاروفا “نعتبر هذا الأمر دليلا إضافيا على أن برلين ماضية في طريقها نحو إعادة تسليح جديدة” مضيفة “نعلم جيدا إلامَ يمكن أن ينتهي ذلك”.
وبدت تصريحات زاخاورفا أشبه بإشارة إلى برنامج إعادة تسليح ألمانيا النازية في ثلاثينيات القرن الماضي في عهد أدولف هتلر الذي أغرق العالم في الحرب.
وسيخصَّص 40,9 مليار يورو من المبلغ لسلاح الجو عبر شراء 35 مقاتلة أميركية من طراز اف-35 و15 مقاتلة يوروفايتر و60 مروحية شينوك للنقل العسكري.
وسيتم تخصيص نحو 20 مليار يورو للبحرية وخصوصا لشراء طرادات وفرقاطات وغواصات من طراز 212.
كما سيخصَّص أكثر من 16 مليار يورو لشراء عربات مدرعة لنقل الجنود من طرازي ماردر وفوكس.
وهذا الأسبوع اعتبر شولتس أن الاتفاق “سيعزز بشكل كبير” أمن ألمانيا وحلفائها في حلف شمال الأطلسي.
وقال في تصريح للإعلام المحلي إن “ألمانيا ستمتلك قريبا أكبر جيش تقليدي في أوروبا” ضمن حلف شمال الأطلسي.
وسيتم تمويل الصندوق من خلال الاستدانة.
ولهذه الغاية توجب الالتفاف على قاعدة “كبح المديونية” الراسخة في الدستور والتي تحدد سقفا لاستدانة الحكومة.
وفرض هذا الأمر على الحكومة التوصل لاتفاق مع المعارضة المحافظة لتأمين غالبية الثلثين في البرلمان لإمرار التعديل الدستوري.
وتعد الخطوة تحوّلا كبيرا في سياسة ألمانيا التي قلصت عديد جيشها بشكل كبير منذ انتهاء الحرب الباردة من نحو 500 ألف جندي عام 1990 الى 200 ألف اليوم.
ووفق تقرير نشر في كانون الاول/ديسمبر فإن أقل من 30 بالمئة من السفن الحربية الألمانية “تعمل بكامل طاقتها”، بينما العديد من الطائرات المقاتلة غير صالحة للتحليق.[ads3]