أصحاب العمل في ألمانيا يحذرون من حظر فوري للغاز الروسي

أتاحت أزمة الطاقة التي تسببت فيها الحرب الروسية – الأوكرانية فرصا أمام مشغلي أصول مصادر الطاقة المتجددة في ألمانيا، عبر برنامج دعم الطاقة المتجددة المعروف باسم “قانون مصادر الطاقة المتجددة الألماني”.

وتحصل الأصول المدعومة في ألمانيا حاليا على الفرق بين سعر السوق لإنتاج الطاقة وسعر الدعم الثابت.

ونظرا إلى مستوى الدعم العالي المطلوب في الماضي، كانت أسعار الممارسة لاتفاقيات شراء الطاقة بعيدة عن مستويات السوق.

ومع ذلك، فقد أدت أسعار الغاز المرتفعة بشكل مستمر إلى ارتفاع أسعار الطاقة في ألمانيا إلى ما يزيد على 180 دولارا لكل ميغاواط/ ساعة، وهو ما يتجاوز دعم الـ58 دولارا لكل ميغاواط/ ساعة، ما أدى إلى مكاسب غير متوقعة لمشغلي الأصول.

وبحسب وكالة “بلومبيرج” للأنباء، انتهز كثيرون الفرصة لترتيب عقود مقايضة خارج البورصة لإنتاجهم على المدى القريب لتحقيق هذا الاتجاه الصعودي، وقد شهدت منصة اتفاقيات شراء الطاقةPPA Pexapark اهتماما كبيرا بمثل هذه المقايضات مع المرافق والمنازل التجارية.

وتجرى مبادلة الأسعار الفورية المتغيرة مقابل سعر ثابت، وبالتالي تبدأ مدفوعات الدعم عندما تنخفض أسعار الطاقة إلى ما دون سعر الدعم. وهذا يترك منتجي الطاقة مع اتجاه صعودي إضافي على رأس أسعار المبادلة المثبتة.

إلى ذلك، تحذر الوكالة الألمانية للشبكات من ارتفاع أسعار الغاز بعد وقف الواردات الروسية للدنمارك.

فبعد توقف توريد الغاز الروسي للدنمارك وشركة “شل”، يتوقع كلاوس مولر رئيس الوكالة الألمانية الاتحادية للشبكات، زيادات أخرى في أسعار الغاز.

وقال مولر في تصريحات لصحيفة “تاجس شبيغل” الألمانية المقرر صدورها اليوم “من المرجح أن ينخفض تباعا الغاز الذي يتم تداوله بحرية في أوروبا”.

وحذر رئيس الوكالة قائلا “إذا تم إغلاق الصمام أكثر، حتى ولو بخطوات صغيرة، فإن الغاز سيصبح أكثر تكلفة”.

ولا يخشى مولر حاليا أن تقوم روسيا أيضا بقطع إمدادات الغاز عن ألمانيا. وقال “تدفقات الغاز مستقرة حاليا”، موضحا أنه لا يمكن الآن تقديم توقعات جادة، مشيرا إلى أن وكالته لا يمكنها التصرف حاليا إلا بمقتضيات الوضع الراهن.

وأضاف “لا أجرؤ على تقديم أي تنبؤات تتجاوز الـ24 ساعة المقبلة”.

بينما حذر رئيس اتحاد روابط أصحاب العمل في ألمانيا حكومة بلاده من فرض حظر فوري على استيراد الغاز الطبيعي من روسيا، مشيرا إلى أن ألمانيا غير مستعدة لهذا القرار.

وبحسب “الألمانية”، حذر راينر دولجر رئيس الاتحاد بالاشتراك مع جروج كنيل رئيس اتحاد الصناعة النمساوي من ارتفاعات الأسعار وتباطؤ نشاط التصنيع وتوقف في إنتاج بعض القطاعات نتيجة توقف استيراد الغاز الطبيعي الروسي.

يذكر أن الاتحاد الأوروبي اتفق حاليا على حظر استيراد الفحم من روسيا وحظر جزئي على استيراد النفط الروسي، لكنه لم يقرر حظر استيراد الغاز.[ads3]