ألمانيا توصي بتطعيم من هم أكثر عرضة للإصابة بجدري القرود
أوصت اللجنة الاستشارية للتطعيم في ألمانيا، الخميس، بإعطاء لقاح “إيمفانيكس” الذي تصنعه شركة “بافاريان نورديك” للأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بجدري القرود ممن تزيد أعمارهم عن 18 عاماً.
وقالت اللجنة إن هذه الفئة من الأشخاص تشمل الرجال الذين لديهم علاقات مثلية مع أكثر من شريك والعاملين في مختبرات الأمراض المعدية.
يأتي هذا بعد يوم من تحذير منظمة الصحة العالمية من أن خطر تحول جدري القرود إلى مرض مترسخ في الدول التي لا يعتبر فيها متوطناً بات حقيقياً مع تسجيل أكثر من ألف حالة إصابة مؤكدة بالمرض في هذه الدول.
لكن رئيس المنظمة تيدروس أدهانوم غبريسوس قال إن المنظمة لا توصي بعمليات تطعيم جماعية ضد الفيروس، وأضاف بأنه لم يتم الإبلاغ حتى الآن عن وفيات جراء تفشي المرض.
وقال تيدروس في مؤتمر صحفي، الأربعاء، إن “خطر تحول جدري القرود إلى مرض مترسخ في الدول التي لا يعتبر فيها متوطناً بات حقيقياً”.
ووفق ما اوردت “هيئة الإذاعة البريطانية، يتوطن هذا المرض الحيواني المصدر في البشر في تسع دول أفريقية لكن حالات تفشي تم الإبلاغ عنها خلال الشهر الماضي في العديد من الدول الأخرى- معظمها في أوروبا، وبخاصة في بريطانيا وإسبانيا والبرتغال.
وقال تيدروس إن “أكثر من ألف حالة إصابة مؤكدة بجدري القرود تم الإبلاغ عنها لمنظمة الصحة العالمية من 29 دولة لا يعتبر المرض متوطناً فيها.”
وأضاف “حتى الآن، لم يتم الإبلاغ عن وفيات في هذه الدول. والحالات التي تم الإبلاغ عنها هي في الأساس، ولكن ليس حصراً، في أوساط الرجال الذين أقاموا علاقات جنسية مع رجال آخرين”.
ومضى يقول إن “بعض الدول بدأت الآن تبلغ عن حالات لانتقال العدوى على ما يبدو بين أفراد المجتمع، بما في ذلك بعض الحالات في أوساط النساء”.
وكانت اليونان آخر دولة تؤكد الأربعاء ظهور أول حالة إصابة بالمرض لديها، حيث قالت السلطات الصحية هناك إنها تتعلق برجل كان قد سافر مؤخراً إلى البرتغال وهو بالمستشفى وحالته مستقرة.
وتتضمن الأعراض الأولى لجدري القرود الحمى وتورم الغدد الليمفاوية وطفحا جلديا يشبه الطفح الذي يظهر لدى المصابين بمرض جدري الماء.
وقال تيدروس إنه قلق بشكل خاص إزاء الخطر الذي يشكله الفيروس على الفئات الأكثر عرضة للإصابة كالنساء الحوامل والأطفال.
وأضاف أن الظهور المفاجئ وغير المتوقع لجدري القرود خارج الدول التي يعتبر متوطناً فيها يشير إلى أنه ربما كان هناك انتقال للعدوى غير مكتشف لبعض الوقت، ولكن توقيته غير معروف.
ومن الجدير بالذكر أن ظهور حالة إصابة واحدة بجدري القرود في بلد لا يتوطن فيه المرض يعتبر تفشياً.
وقال تيدروس إنه وبينما يعتبر هذا الانتشار “مقلقاً بشكل واضح”، فإن الفيروس كان ينتشر ويفتك بالناس منذ عقود في أفريقيا، حيث سجلت حتى الآن أكثر من 1400 حالة يشتبه بأن تكون بجدري القرود و 66 حالة وفاة هذا العام.
وقال إن “المجتمعات التي تتعايش مع خطر هذا الفيروس كل يوم تستحق القدر نفسه من القلق والرعاية وفرص الحصول على أدوات الحماية”.
تستخدم اللقاحات في الأماكن القليلة المتوفرة فيها لضمان الحماية للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة كالعاملين في مجال الرعاية الصحية.
وقال تيدروس إن التطعيم في فترة ما بعد التعرض لخطر الإصابة، والذي يتم بصورة مثالية في غضون أربعة أيام، يمكن التفكير في إعطائه للأشخاص المخالطين الأكثر عرضة للإصابة، مثل الشركاء في العلاقة الجنسية أو أفراد العائلة.
وأضاف بأن منظمة الصحة العالمية ستصدر إرشادات خلال الأيام القادمة حول الرعاية السريرية والوقاية من الإصابة والسيطرة عليها والتطعيم وحماية المجتمع.
ونصح الأشخاص الذين ظهرت لديهم الأعراض بأن يعزلوا أنفسهم في البيت وطلب استشارة الطبيب، بينما يتعين على الأشخاص الذين يعيشون في المنزل نفسه تجنب الاختلاط المباشر مع المريض.
وقالت المنظمة العالمية في نهاية الأسبوع الماضي إن هناك عدداً قليلاً من الحالات تم الإبلاغ عن إدخالها المستشفيات، غير المرضى الذين تم عزلهم.
وقالت سيلفي برياند، مديرة إدارة التأهب للأوبئة والجوائح والوقاية منها بمنظمة الصحة العالمية، إن بالإمكان استخدام لقاح الجدري في توفير الحماية من جدري القرود بدرجة عالية من الفعالية، حيث يتشابه الفيروسان اللذان يصيبان الحيوانات والبشر.
وتحاول المنظمة تحديد عدد الجرعات المتوفرة حالياً ومعرفة قدرات المصنعين في مجالي الإنتاج والتوزيع.[ads3]