بعد 5 سنوات على رحيله .. جدل بسبب ” شاهدة قبر ” مستشار ألمانيا !
بعد خمس سنوات من رحيل المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول (1930-2017)، لم يتم بعد الانتهاء من قبره في مدينة شباير بجنوب غرب ألمانيا. وكانت سلطات المدينة قد طالبت من مايكه كول-ريشتر أرملة الراحل القيام بذلك، إلا أنه لم يحدث شيء حتى الآن.
وعند وفاة هيلموت كول في الـ 16 من حزيران/يونيو 2017 عن عمر ناهز الـ 87 عاماً تدفقت حشود من الناس لزيارة قبره المتواجد في مقبرة مجاورة لكاتدرائية شباير. وتراقب الكاميرات قبر المستشار الراحل وعليه صليب خشبي بسيط كتب عليه “هيلموت كول 1930-2017”. وتحيط بالصليب شجيرات، وما يزال شاهد القبر غائبا.
وتثير حالة قبر هيلموت كول نقاشاً بين السكان ووسائل الإعلام، وأيضاً استياء فالتر وشقيقه بيتر ابني المستشار الراحل، اللذين يتهمان أرملته مايكه كول-ريشتر بصفتها مديرة التركة، بأن المدفن المتواضع “لا يليق” بالمستشار الأسبق ذي المكانة الكبيرة داخل وخارج ألمانيا.
وكان جثمان المستشار الأسبق قد وري الثرى في الأول من يوليو/ تموز 2017 بالقرب من كاتدرائية قديمة في شباير، وبمشاركة قادة دوليين من كل أرجاء العالم.
وقال فالتر كول إنه من “العار” أن يكون القبر حتى بعد ما يقرب من خمس سنوات يشبه “حلا مؤقتاً بلا حب”، منتقداً عدم مشاركة الأسرة في اختيار مكان وتصميم القبر، وقائلاً إنه يريد إعادة دفن والده.
وللمستشار الراحل مكان في المقبرة العائلية في لودفيغسهافن، بجانب زوجته الأولى هانيلور، التي وافتها المنية سنة 2001. وتعتبر العلاقة بين أبناء هيلموت كول وزوجته الثانية مايكه كول-ريشتر مقطوعة.
ومؤخراً، طلبت شتيفاتي زايلر عمدة مدينة شباير من مايكه كول-ريشتر أرملة المستشار الراحل أن يتم الانتهاء من قبره. فبعد خمس سنوات من دفن هيلموت كول تعتقد سلطات المدينة أن الوقت قد حان للانتهاء بشكل تام من قبر الراحل.
وقالت متحدثة باسم المدينة إن هذا يشمل أيضاً تفكيك السياج والمراقبة بالفيديو، حيث كانت هذه الإجراءات مرغوبة ذات مرة بهدف منع تخريب القبر، لكن لم تسجل أي حوادث. وتابعت نفس المتحدثة كلامها بالقول إن محادثة أولية مع أرملة الراحل كول لم تسفر حتى الآن عن نتائج.
وقال شتيفان فيزر محامي أرملة كول إنها مندهشة من مبادرة مدينة شباير، مضيفاً أن مايكه كول-ريشتر نفذت وصية زوجها الأخيرة من خلال تصميم القبر.
ومع ذلك، تنتشر شائعات منذ سنوات بأن هليموت كول الرجل الكاثوليكي المتدين كان يود دفنه جنباً إلى جنب مع أباطرة وملوك وأساقفة في سرداب كاتدرائية شباير الشهيرة، إلا أنه رفض تنفيد رغبة هيلموت كول، حسب ما صرح به عضو في الكاتدرائية.
وينأى الحزب المسيحي الديمقراطي (كان ينتمي له المستشار الراحل) عن نفسه في المشاركة بالنقاش حول تصميم وصيانة القبر. وقال متحدث باسم الحزب في برلين “هذه مسألة خاصة”.
يشار إلى أن الراحل هيلموت كول قاد ألمانيا خلال توحيدها سنة 1990، وقد تولى منصب مستشار ألمانيا الغربية ثم ألمانيا الاتحادية منذ 1982 إلى 1998.ويعتبر كول من الرموز الرئيسية للوحدة الأوروبية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. (DW)