هل تنفذ إسرائيل تهديدها باستهداف القصور الرئاسية للنظام السوري ؟

 

تبدو الأنباء عن تهديد إسرائيلي وصل إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد باستهداف مبانٍ سيادية رئاسية في حال واصل «التستر» على عمليات نقل أسلحة إيرانية نوعية، متسقة مع التصعيد الذي بدأته إسرائيل باستهداف مطار دمشق، في قصف هو الأول من نوعه على منشأة «مدنية».

وبون تأكيد أو نفي إسرائيلي، كشف موقع «إيلاف» (مقره لندن)، نقلاً عن مصدر إسرائيلي، أن إسرائيل بعثت برسالة تهديد إلى الأسد، تحذره من التستر على عمليات إيران في سوريا أو نقل الأسلحة النوعية إليها، مضيفاً أن «الرسالة حذرت الأسد من أن أحد قصوره ستكون هدفاً في الغارة التالية التي تنفذها المقاتلات الإسرائيلية في سوريا». وتابع بالموقع بالإشارة إلى تنديد روسيا بقصف مطار دمشق، كاشفاً عن تقديم موسكو اعتراضاً شديد اللهجة للقيادة الإسرائيلية في أعقاب تعطيل المطار، والتهديد بتغيير قواعد اللعبة في سوريا والتخلي عن أسس الاتفاق بين البلدين بشأن العمل في الأجواء السورية.

كما أكد المصدر لـ»إيلاف» أن العلاقات بين روسيا وإسرائيل تشهد تراجعاً منذ اندلاع الحرب الروسية، الأوكرانية، مبيناً أن الروس بدأوا يسمحون لإيران بالتوجه نحو الجنوب السوري خلافاً لاتفاق الـ «80 كيلومتراً» من الشريط الحدودي الذي كان سارياً بين روسيا وإسرائيل. وتابع بأن إسرائيل بدأت تستعد لعمليات في العمق السوري من دون ابلاغ روسيا كما كان متبعاً، مؤكداً أن «عمليات القصف في الشهر الأخير في كل المناطق كانت بعلم الجانب الروسي، ساعات قبل حدوثها».

وتعليقاً، أشارت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، إلى عدم تأكدها من دقة الأنباء عن رسالة التهديد للأسد، من مصادر مستقلة، مؤكدة رفض الجيش الإسرائيلي التعليق. لكن، مع ذلك، اعتبرت الصحيفة العبرية أن ما نشره موقع «إيلاف» يتماشى مع تركيز إيران على التهديدات الإيرانية انطلاقاً من سوريا.

وذكّرت «جيروزاليم بوست» بملكية شخصيات سعودية مقربة من الرياض لموقع «إيلاف»، مبينة أن «إسرائيل وجهت عبر «إيلاف» رسائل إلى السوريين والعرب عموماً في أكثر من مرة، ومنها المقابلة التي أجراها الموقع مع رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي أيزنكوت في العام 2017».

وفي الفترة الأخيرة تركزت بعض الضربات الإسرائيلية على أهداف استراتيجية، مثل ميناء اللاذقية، ومطار دمشق، الأمر الذي اعتبره بعض المحللين بمثابة إشارات حقيقية على تصعيد كبير ضد النظام السوري، ما يثير تساؤلات عن احتمالية تنفيذ إسرائيل لتهديدها باستهداف قصور الأسد، المطالب بتحجيم دور إيران في سوريا، وهي المطالب التي يعجز عن تحقيقها، حتى لو أراد الامتثال لها.

وفي هذا الصدد، يستبعد الكاتب والمحلل السياسي الدكتور باسل المعراوي، أن تُقدم إسرائيل على استهداف المراكز السيادية التابعة للنظام، لأنها لا تخدم هدف إسرائيل المتعلق بضرب أذرع إيران في سوريا.

وفي تصريحه لـ«القدس العربي» يضع المعراوي، الضرب لمطار دمشق، وقبله ميناء اللاذقية، في إطار تنفيذ خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، التي تحدث عنها في مطلع العام 2022، وهي الخطة الهادفة إلى يمواجهة التهديد الإيراني من خلال ضرب «رأس الأخطبوط»، وهو ما يجري حالياً في طهران، من خلال عمليات الاغتيالات التي تستهدف جنرالات إيران.

أما عن استهداف القصور الرئاسية، يقول المعراوي، إن ضرب القصور لا يخدم هدف إسرائيل، وكذلك قد يزيد من غضب روسيا التي لا زالت تؤمن الحماية والغطاء للأسد ونظامه، فضلاً عن أن الفوضى في سوريا لا تخدم مصلحة إسرائيل.

وتحدث المحلل السياسي أسامة بشير، إلى ما يبدو نهاية للتنسيق الروسي- الإسرائيلي في سوريا، مؤكداً أن قصف مطار دمشق يدل على تجاوز إسرائيل لـ»الخطوط الحمر» الروسية، على خلفية الموقف الإسرائيلي من غزو أوكرانيا.

وقال لـ«القدس العربي» إنه لا يستبعد بشير أن تُقدم إسرائيل على استهداف قصور الأسد الرئاسية، وربما تذهب أبعد أي تستهدف منظومة «اس-300» الروسية المتطورة التي تسلمها النظام السوري في العام 2018، وخاصة أن إسرائيل أكدت استخدامها من قبل النظام السوري مؤخراً.

لكن، حسب بشير، فإن ذلك لا يعني أن إسرائيل ستبدأ باستهداف هذه المواقع في الوقت القريب، وقال: «قد لا يحصل ذلك قريباً، وهي تكتفي الآن بالرسالة الواضحة أي تدمير مدرجات مطار دمشق، علماً أنها كانت قادرة على استهداف الشحنات الإيرانية فقط، بدون تدمير مدرجات المطار».

وائل عصام – القدس العربي[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها