بعد فشل أول عملية ترحيل .. لاجئ في بريطانيا : لو كنت أعلم بالخطة ما أتيت إلى هذه البلاد

 

قال أحد الأشخاص السبعة الراغبين في اللجوء في المملكة المتحدة، والذين ألغيت رحلة ترحيلهم الجوية إلى رواندا يوم الثلاثاء الماضي، إنه لم يكن ليفكر في القدوم إلى بريطانيا لو علم بسياسة الترحيل.

ولكن الرجل، والذي يمكن تعريفه فقط باسم كيه إن، أخبر بي بي سي أنه كان مختبئا ولم يعلم بهذه الخطة.

وزعم الرجل، وهو كردي من العراق يقول إنه حارب إلى جوار القوات البريطانية في حرب العراق، أنه واجه سوء معاملة في طريقه إلى الطائرة.

وقالت وزارة الداخلية البريطانية إن أفرادها تدربوا على الاستخدام الصحيح والأنسب للقوة.

وخطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا التي أعلنتها الحكومة البريطانية في أبريل/نيسان الماضي، تتركز على إرسال بعض طالبي اللجوء، الذين عبروا القنال الإنجليزي إلى بريطانيا، على متن رحلة ذهاب دون عودة إلى رواندا لكي يتقدموا بطلبات اللجوء هناك.

وقالت الحكومة إن هذا النظام سيثني آخرين عن التفكير في عبور القنال الإنجليزي.

وقال كيه إن إنه لم تكن لديه “أي فكرة على الإطلاق” أن من يدخل إلى بريطانيا بصورة غير قانونية، من أجل طلب اللجوء، يمكن أن يرحل إلى رواندا وفقا للسياسة الجديدة للحكومة البريطانية.

وأكمل اللاجئ العراقي في تصريحات لإحدى إذاعات بي بي سي: “إذا تسنى لي معرفة الخطة البريطانية كاملة لم أكن لأقرر المجيء للملكة المتحدة”.

وتابع: “الموضوع هو أنه خلال الأشهر الستة الماضية، وبسبب اختبائي كنت منقطعا تماما عن الأخبار والعالم الخارجي، ولذا لم يكن لدي أي فكرة عما يجري. كنت فقط أفكر في كيفية الوصول بأمان”.

ومع هذا فإن بعض المهاجرين الموجودين في كاليه، في انتظار الفرصة للعبور إلى بريطانيا، قالوا في وقت سابق لبي بي سي إن خطة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا لن تردعهم.

وبعد أن تم إيقاف الرحلة الأولى التي كان من المقرر أن تقل طالبي اللجوء إلى رواندا يوم الثلاثاء بسبب تحديات قانونية، نُقل كيه إن – الذي لا يمكن ذكر اسمه لأسباب قانونية – إلى مركز احتجاز المهاجرين الذي وصفه بأنه “مثل السجن”.

وتحدث من خلال مترجم من مركز الاحتجاز، فقال إنه عندما علم بنقله إلى الدولة الواقعة في شرق إفريقيا، أبلغ المسؤولين البريطانيين أنه كان جزءا من قوات البيشمركة الكردية التي ساعدت بريطانيا في العراق في عام 2004.

وقال إن لديه أدلة توثق ذلك على هاتفه وقال للمسؤولين: “أنا بحاجة فعلاً لإعادة هذه الخدمة”.

كما قال كيه إن مشكلة مالية في وطنه عرضته إلى تهديدات من “أشخاص مرتبطين بالنظام الحاكم”، مما يعني أن حياته كانت في خطر.

وهرب كيه إن إلى تركيا ووجد مجموعة من المهربين، مُسلحين بالبنادق والسكاكين، نقلوه مُخبأً في شاحنة إلى ساحل فرنسا، قبل وضعه في قارب صغير.

وعندما علم أنه كان من المقرر أن يكون على متن أول رحلة – من طالبي اللجوء – إلى رواندا، قال كيه أن إنه اتصل بأطفاله في بلاده : “كانوا يبكون، كنت أبكي أيضًا”.

وقال إنه تعرض “لمعاملة سيئة للغاية” من قبل الموظفين أثناء محاولة الإبعاد. وأضاف “بالكاد استطعت التنفس. انهرت في وقت ما. كانت يداي وركبتاي مخدرتين تماما”.

وتابع كيه إن قائلا إنه نُقل إلى طبيب وعرض عليه “بعض الحبوب”، لكنه رفض.

وأردف أن حراس الأمن دفعوه ووضعوه في شاحنة.

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية: “يتم تدريب طاقمنا ومرافقينا بشكل صارم لضمان سلامة العائدين خلال عملية الإبعاد، بما في ذلك الاستخدام الصحيح للقوة وضبط النفس”.

وبالنسبة لكيه إن فإن نبأ أنه يتم ترحيله إلى شرق أفريقيا كان شيئا صعبا إذ قال “شعرت وكأنني أكاد أموت”.

وتابع: “لقد كان شعورا فظيعا، أبلغت قوات الأمن أنني هنا من أجل السعي للحصول على حقوقي، ومن حقي أن أحصل على حياة أفضل”.

ولكن بعد قرار أصدرته المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، في ستراسبورغ، وبعد صدور عدة أحكام في محاكم لندن، كان كيه إن ضمن مجموعة من طالبي اللجوء الذين تم إخراجهم من الطائرة، مساء الثلاثاء، قبل إلغاء الرحلة بأكملها.

وعلم كيه إن بترحيله في العاشرة مساء بتوقيت لندن، وأضاف “بدأت أبكي، وقلت لهم إني أبكي من أجل من بقي داخل الطائرة وسيرحل إلى رواندا، لأنهم أناس عاجزون ولا قوة لديهم مثلي تماما، ولديهم عائلات يرغبون في دعمها”.

ويقول كيه إن إنه لا يعرف كيف سيكون مستقبله، بينما ستشهد المحكمة العليا مراجعة قانونية تتعرض لمدى قانونية سياسة الترحيل إلى رواندا، الشهر المقبل.

وأضاف : “ما زلت مصدوما، ولكنهم يرفضون إخراجي من هذا المكان حيث يحتجزوننا”.

وعلى الرغم من أن وزيرة الداخلية في بريطانيا بريتي باتيل قالت إنه سيتم العمل مباشرة على تجهيز طائرة ثانية، فإن كيه إن يقول إنه لم يسمع أي شيء عن هذا الأمر.

كما قال إننا “عالقون في المنتصف، نحن جميعا في حالة صدمة وعدم تصديق، ولا نعلم ماذا سيجري لاحقا”. (BBC)

 [ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها