ابتكار يتيح للبشر لمس الدفائن في أعماق البحر و هم على الشاطئ

مع استمرار الجهود البحثية للتغلب على المعيقات التي تمنع العلماء من الوصول إلى أجسام مدفونة في أعماق البحار، جاء ابتكار جديد يمكنه التغلب على هذه المشكلة.

وأعلن فريق بحثي مشترك في علم الآثار وعلوم الأنظمة الروبوتية من جامعتي ”ستانفورد“ بالولايات المتحدة الأمريكية، و“بيزا“ في إيطاليا، عن ابتكار نظام روبوت، أطلقوا عليه اسم ”أوشن أونيك“، حيث يسمح للبشر وهم على الشاطئ، بلمس الدفائن في أعماق البحر، والتي لم تتمكن التقنيات الحالية من الوصول إليها.

وفق موقع ”تيك إكسبلور“ للأخبار التكنولوجية، يمكن لمستخدم نظام الروبوت الجديد التحكم بحركته في الغوص في أعماق البحار، ورؤية الآثار في الوقت الحقيقي، والشعور بلمسها عندما يضع النظام المطور ذراعه الروبوتية عليها.

واختبر الباحثون النظام على مجموعة من السفن الغارقة في أعماق البحار، من بينها الباخرة الإيطالية الغارقة ”لو فرانشيسكو كريسبي“، وذلك في سلسلة تجارب استمرت لعدة شهور وانتهت الشهر الجاري.

وأوضح أسامة الخطيب، الباحث المشارك في الدراسة، أنه كان يتحكم في حركة الروبوت عن بعد، وهو على متن سفينة على سطح البحر، حيث شعر بمقاومة الماء وتمكن من تمييز الأجسام في عمق البحر ومدى قربها من الباخرة الغارقة.

وقال الخطيب: ”أستطيع أن أقول إنني لمست الباخرة وشعرت بها، من خلال هذا الروبوت، وأنا على بعد 500 متر من عمق البحر“.

يتميز الروبوت ”أوشن أونيك“ بنصفه العلوي الشبيه بالإنسان، بينما الجزء السفلي أقل نحافة، مع 8 محركات دفع متعددة الاتجاهات والتي تسمح له بالتحرك بدقة تحت الماء.

وصنعه الفريق البحثي من خلال تطوير نظام روبوتي سابق يسمى ”أوشين ون“، بهدف تحسين أداء الأخير، في الوصول إلى مسافة أعمق عند الغوص.

ووضع الباحثون في النظام الجديد رغوة خاصة مصنوعة من الزجاج المجهري والتي تسمح له بالتكيف مع ظروف حركة الماء وتحمل الضغط الهائل في عمق البحار.

كما صنعوا أذرع الروبوت مملوءة بمادة مرنة وزيتية، حتى تعمل على زيادة تنوع حركته، دون انهياره.

خلال تجول هذا الروبوت داخل الباخرة الإيطالية الغارقة ”لو فرانشيسكو كريسبي“، حدد الباحثون مجموعة من المزهريات الأثرية النادرة والتي تعود إلى الإمبراطورية الرومانية، ولم يسبق رؤيتها من قبل.

وطبقاً لما اوردت شبكة “إرم نيوز”، يمكن للنظام الجديد إبعاد البشر جسديًا عن الأماكن الخطرة والتي يصعب الوصول إليها، والسماح لهم بالتعرف عليها عن بعد.

وأكد الباحثون أن مشروعهم يفتح فرصًا جديدةً في دراسة علوم البحار، والهندسة تحت الماء، والتي تتضمن فحص وإصلاح القوارب والبنية التحتية في الموانئ.

وأيضًا في عمليات استكشافية أخرى مثل : ”المناجم، وقمم الجبال، والفضاء“.

ويخططون بعد هذه النتائج لاستخدام النظام في رحلات استكشافية أخرى حول العالم، بما في ذلك المدن المفقودة المدفونة أسفل البحيرات العميقة.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها