زيادة مبيعات أجهزة التدفئة الكهربائية في ألمانيا وسط مخاوف من أزمة للغاز خلال الشتاء ( فيديو )
زادت مبيعات أجهزة التدفئة الكهرباية في ألمانيا، في وقت يستعد الناس لمواجهة أزمة للطاقة خلال فصل الشتاء وبرده القارس. لقد بلغ عدد مبيعات أجهزة التدفئة حوالي 600 ألف جهاز في ألمانيا خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، بحسب مؤسسة “جي أف كي” للبحوث المتعلقة بالأسواق، ومثلت الزيادة نسبة 35% مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية.
ولكن الخبراء يحذرون من تبعات هذا الإقبال المفرط، قائلين إن استعمال جهاز تدفئة كهربائي هو أكثر تكلفة، وإن استعمال أجهزة في آن واحد قد يتسبب في انقطاع واسع للتيار الكهربائي.
وأعرب مالك متجر الأجهزة الكهربائية “أيزين دورينغ” في برلين فرانك دورينغ، عن وجود مشكلة كبيرة بشأن المبيعات الهائلة لأجهزة التدفئة خلال الشهرين الماضيين، قائلا إنه لا يعرف متى سيأتيه المزودون بأجهزة جديدة.
تعتمد ألمانيا إلى حد كبير على واردات الغاز الروسي، وقد أثار تقليص شركة غاز بروم المتكرر لشحنات الغاز المخاوف من احتمال قطع روسيا إمدادات الغاز، كمحاولة لكسب نفوذ سياسي على حساب أوروبا، التي فرضت عقوبات واسعة ضد روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.
وتخشى ألمانيا من أن تغلق روسيا صنبور الغاز، ففي شهر حزيران يونيو اتجهت البلاد نحو تقنين حصص الغاز، قائلة إنها تواجه أزمة وإنها تحذر من أن أهداف التخزين الخاصة بفصل الشتاء معرضة للخطر، بسبب تضاؤل الإمدادات من روسيا.
وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك إن الوضع خطير مع اقتراب فصل الشتاء، وإن تقليص روسيا لإمدادات الغاز هو بمثابة هجوم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على بلاده، مضيفا القول إن ألمانيا التي ستسلك طريقا وعرة الآن ستدافع عن نفسها.
ويقول الخبراء إن ألمانيا ستواجه نقصا للغاز بنسبة 30%، في وقت زادت أسعاره في أوروبا مع قطع روسيا الإمدادات عبر خط أنبوب نورد ستريم، المصدر الرئيسي للغاز الروسي. وارتفعت أسعار الطاقة بنسبة 19% في المانيا خلال الأسبوع الأول من شهر تموز يوليو، ثم تضاعف سعرها ثلاث مرات هذه السنة وفق بلومبورغ.
وفيما قطعت روسيا تلك الإمدادات، تقول موسكو إن ذلك ناجم عن أسباب تقنية، ولكن الحكومة الألمانية تقول إن القرار سياسي، وإن هدفه هو التأثير في لي الذراع بين موسكو والبلدان الغربية بشأن الحرب في أوكرانيا.
ويقول الخبير في مجال النفط والغاز توماس أودنيل، إن النقص المحتمل بنحو 30% في الإمدادات من الغاز الطبيعي خلال فصل الشتاء يعني أنه لن يكون باستطاعة أي شخص التزود بالغاز، لذلك سيكون هناك تقنين في الحصص والتوزيع، وإن أجهزة ضبط الحرارة “ترموستات” ينبغي تعديلها من 22 درجة مائوية إلى 17 درجة، وربما أقل.
هذا التوجه في ألمانيا يأتي في وقت اتخذت فيه بقية دول الاتحاد الأوروبي إجراءات للحد من الاستهلاك، وتقليص اعتمادها على الغاز الروسي. وقد طلبت بروكسل بالفعل من الدول الأعضاء في الاتحاد تقليص استهلاكها من الغاز بنسبة 15% قبل فصل الشتاء، الذي يتوقع أن يكون صعبا.
وكان اندلع جدل في إسبانيا، الثلاثاء، عندما منعت الحكومة استعمال مكيفات الهواء إلى ما دون 27 درجة مائوية، في محاولة للحد من استهلاك الطاقة، بينما أمرت فرنسا المغازات المكيفة بإغلاق أبوابها.
ويحذر خبراء من استعمال أجهزة التدفئة الكهربائية، وقالوا ليورونيوز إن شراء المستهلكين لأجهزة التدفئة الكهربائية قد يكلفهم غاليا، لأن تشغيلها يكلف ثلاثة أضعاف الأجهزة العاملة بالغاز للقدر نفسه من الحرارة. وفي خطوة غير معتادة، حذرت عديد الجمعيات التجارية المستهلكين من شراء أجهزة التدفئة الكهربائية، رغم أنها تروج عادة لفائدة مصنعي تلك الاجهزة. (euronews)
[ads3]