لجنة ألمانية بولندية للتحقيق في نفوق الأسماك في نهر أودر
تعتزم ألمانيا وبولندا تشكيل فريق عمل مشترك لمعالجة مسألة نفوق الأسماك في نهر أودر المار بين البلدين. وأعلنت وزارة البيئة الألمانية عن هذه الخطوة، الإثنين، بعد اجتماع في مدينة شتشين بشمال غرب بولندا مساء الأحد حضره وزيرا البيئة من كلا البلدين.
وقالت وزيرة البيئة الألمانية شتيفي ليمكه: “يعمل الخبراء بأقصى سرعة على التحليلات لاكتشاف في أسرع وقت ممكن المواد والأسباب التي أدت إلى نفوق جماعي للأسماك وإلحاق أضرار بنهر أودر”، مضيفة أنه لا توجد حتى الآن استنتاجات حول السبب الدقيق الذي تسبب في نفوق أطنان من الأسماك على ضفاف النهر.
وأثار الحادث شكاوى من برلين من أن وارسو لم تنقل المعلومات حول نفوق الأسماك بالسرعة الكافية. وقال مسؤولون إنه على الرغم من التحذيرات من حدوث أضرار بيئية أخرى في اتجاه مجرى النهر، لم يتم حتى الآن مشاهدة أي نفوق لأسماك في ولاية مكلنبورغ-فوربومرن الألمانية المطلة على ساحل بحر البلطيق.
وقّدر ساشا ماير الخبير في شؤون المياه بالاتحاد الألماني لحماية البيئة والمناخ “بوند” حجم الأسماك التي نفقت في نهر أودر خلال الأيام الماضية بما يصل إلى 100 طن.
وقال ماير في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، الاثنين، إن هذا تقدير يستند إلى تقارير عن حملات متفرقة لانتشال الأسماك النافقة من النهر، مشيرًا إلى أن الكارثة البيئية تؤثر على نهر أودر بطول حوالي 500 كيلومتر.
وقال متحدث باسم رئيس قوات الإنقاذ في بولندا اليوم الاثنين إن رجال الإنقاذ انتشلوا حوالي 80 طنًا من الأسماك النافقة من النهر منذ يوم الجمعة الماضي.
وكشف ماير أن أبعاد هذه الكارثة مشابهة لكارثة ساندوز عام 1986. وفي ذلك الوقت اندلع حريق في مستودع سويسري بشركة الكيماويات “ساندوز” (نوفارتيس الآن)، وتسربت كميات كبيرة من مياه الإطفاء الملوثة إلى نهر الراين وتسببت في نفوق عدد كبير من الأسماك.
وذكر ماير أن ذلك الحادث كان السبب في تطوير خطط لإنذار دولي وإبلاغ من قبل الدول التي تمر بها أنهار – وهذا بالضبط ما لم يتم الالتزام به الآن في واقعة نهر أودر.
وأشار ماير إلى أن “بوند” تفترض وجود “تصريف غير قانوني للمواد الكيميائية” في نهر أودر على الجانب البولندي، وقال: “يمكننا أن نفترض أن موجة من الملوثات تدفقت عبر نهر الأودر”، مشيرًا إلى أن هناك، علاوة على ذلك، عوامل مثل انخفاض منسوب المياه أو أعمال التوسيع في النهر، والتي من شأنها أن تضع الأسماك والنظام البيئي تحت الضغط.
وانتقد ماير تأخر رد الفعل البولندي والألماني عند رصد أولى وقائع نفوق الأسماك على النهر، مشيرًا إلى أنه كان ينبغي إشراك المزيد من المختبرات لإجراء تحليلات على الفور. (DPA)[ads3]