استطلاع : الفرنسيون يطبعون أكثر فأكثر مع اليمين المتطرف
أشار استطلاع جديد أنجزته مجموعة من المنظمات الفرنسية ونشرته صحيفة “لوفيغارو” بداية هذا الأسبوع إلى أن فرنسا تشهد تحولاً سياسياً واجتماعياً، إذ تتجه أكثر فأكثر نحو اليمين لا بل اليمين المتطرف، على صعيد السلطة، وشعبياً أيضاً.
ويشير الاستطلاع الذي أنجزته مؤسسة الابتكار السياسي (Fondapol) بالاشتراك مع مركز البحوث السياسية في معهد الدراسات السياسية في باريس (Cevipof) ومؤسسة “أوبينيون واي” (OpinionWay) إلى أن الفرنسيين يميلون أكثر فأكثر إلى اليمين في الانتخابات، كما يتبنون اجتماعياً أكثر وأكثر الأفكار والقيم اليمينية.
الاستطلاع الذي أنجز بالتوازي مع الانتخابات الرئاسية والعامة (بين نيسان-أبريل وحزيران-يونيو 2022) وشارك فيه أكثر من 3000 شخص، يشير أيضاً إلى تزايد في مستوى عدم الثقة بالحكومات والسلطة السياسية، أو حتى الغضب منها أيضاً.
ويقول ماتيو كرواساندو، وهو خبير سياسي إن التقرير المنشور “يظهر بوضوح التصاعد في الراديكالية، في الغضب، وفي عدد الناس الذين يريدون تغيير النظام وقلب الطاولة”. ويضيف الخبير أنه ما إذا تم احتساب عدد الأشخاص الذين صوّتوا لليمين واليمين المتطرف خلال الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الأخيرة، فهذا يظهر بوضوح الانتماء السياسي العام للفرنسيين.
ويشير الاستطلاع إلى أن 63 بالمئة من الذين استطلعت آرؤاهم يعتقدون أن المهاجرين لا يشاركون الفرنسيين قيمهم، وأن 56 بالمئة بينهم يعتقدون أن العاطلين عن العمل قادرون على إيجاد وظيفة في حال أرادوا ذلك فعلاً.
ويؤكد الاستطلاع أن ميل المجتمع الفرنسي إلى اليمين أكثر، وغضبه، يشرح النجاحات التي حققها حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف الذي تقوده مارين لوبان. ويشير إلى أن 39 بالمئة من الذين استطلعت آراؤهم متفقون مع الأفكار والمقترحات التي يدافع عنها “التجمع الوطني”، موضحاً أن هذا “النجاح” لا بد أن يجد ترجمة اجتماعية أوسع في السنوات المقبلة.
ويؤكد الاستطلاع أن النجاح الذي يحققه حزب التجمع الوطني لم يعد محصوراً في الأوساط الشعبية، إنما تعداها إلى مختلفة الشرائح الاجتماعية، ما يرى فيها خبراء “تطبيعاً” مع الحزب الذي يتمتع بماضٍ إشكالي ومواقف سياسية واجتماعية جدلية. ولا تزال مارين لوبان الشخصية الثانية التي يريدها الفرنسيون رئيسة للجمهورية في الانتخابات الرئاسية المقبلة بحسب الاستطلاع. (EURONEWS)
[ads3]