هل الممارسة الدينية تؤثر إيجاباً على اتباع المؤمنين لنمط حياة صحي ؟

رجّح بحث جديد أن يسجل البالغون الأمريكيون من أصل أفريقي، الملتزمون بممارسة الشعائر الدينية، أو لديهم معتقدات روحية أعمق، درجات أعلى في المؤشرات المرتبطة بصحة القلب الجيدة مقارنة مع سواهم.

وسجل لدى المشاركين المتدينين مؤشرات أفضل لجهة قياس ضغط الدم، والكوليسترول، والمؤشرات الأخرى المعروفة بأثرها على صحة القلب والأوعية الدموية، بحسب دراسة نُشرت في مجلة جمعية القلب الأمريكية، الأربعاء الماضي.

على سبيل المثال، كان حضور الشعائر الدينية مرتبطًا باحتمالية أعلى بنسبة 15% لتحقيق مؤشر صحة القلب والأوعية الدموية المركبة “المتوسطة” أو “المثالية”، المكوّنة من ثمانية مؤشرات، ضمنًا النظام الغذائي، والنشاط البدني، والنوم، والتعرّض للنيكوتين.

وفي بيان صحفي، قالت الدكتورة لابرينسيس بروير، مؤلفة الدراسة الرئيسية، وطبيبة القلب الوقائي، وأستاذة الطب المساعد لدى مجموعة “مايو كلينك” الطبية، في مدينة روتشستر بولاية مينيسوتا: “لقد فوجئت قليلاً بالنتائج التي تفيد بأن الأبعاد المتعددة للتديّن والروحانية مرتبطة بتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وذلك من خلال العديد من السلوكيات الصحية التي يصعب للغاية تغييرها، مثل النظام الغذائي والنشاط البدني والتدخين”.

وتابعت: “تُسلّط النتائج التي توصّلنا إليها الضوء على الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه مبادرات تعزيز الصحة المصممة ثقافيًا، والتوصيات لتغيير نمط الحياة في تعزيز العدالة الصحية”.

وأضافت أن “الأهمية الثقافية للتدخّلات قد تزيد من احتمالية أثرها على صحة القلب والأوعية الدموية، وكذلك من استدامة التغييرات الصحية في نمط الحياة والحفاظ عليها”.

وتعتبر صحة القلب والأوعية الدموية بين الأمريكيين من أصل أفريقي أضعف مما هي عليه بين الأشخاص البيض غير اللاتينيين، كما أنّ معدلات الوفاة الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية تُعد أعلى لدى البالغين الأمريكيين من أصل أفريقي منها لدى البالغين البيض، بحسب البيان.

نظرت الدراسة بردود الاستبيان والفحوص الصحية الخاصة بـ2،967 أمريكيًا من أصل أفريقي، تتراوح أعمارهم بين 21 و84 عامًا، ويعيشون في منطقة معروفة باعتناق سكانها معتقدات دينية قوية، في مدينة جاكسون بولاية ميسيسيبي.

ولم يشمل التحليل المشاركين المصابين بأمراض القلب المعروفة.

وصنّف المشاركون وفقًا للسلوكيات الدينية المبلغ عنها ذاتيًا بحسب العوامل الصحية، ثم قدّر الباحثون احتمالات تحقيقهم لأهداف الوقاية من أمراض القلب.

من جهتها، قالت مرسيدس كارنيثون، عالمة الأوبئة ونائب رئيس الطب الوقائي بكلية الطب في جامعة نورث وسترن بفينبرغ في شيكاغو، لـCNN، إنّ البحث يشير إلى أنّ الممارسات والمعتقدات الدينية مرتبطة بمؤشرات أفضل لصحة القلب والأوعية الدموية.

وأوضحت كارنيثون، غير المشاركة في الدراسة أنّ “اتباع القيم الدينية يتطلب الانضباط، والضمير، والاستعداد لاتباع التوجيهات. وقد تؤدي هذه السمات أيضًا إلى الانخراط بممارسات صحية أفضل تحت إشراف مقدمي الرعاية الصحية”.

وبالنسبة إلى جوناثان بتلر، الوزير المساعد في الكنيسة المعمدانية الثالثة في سان فرانسيسكو، وعضو هيئة التدريس البحثي في ​​قسم طب الأسرة والمجتمع بجامعة كاليفورنيا، تطرح الدراسة “قضية تعزيز الدين والروحانية في تدخلات أسلوب الحياة الموجهة نحو الإيمان وذات الصلة بالثقافة”.

وقال بتلر: “تتمثل إحدى الطرق المحتملة لمعالجة التفاوتات الصحية في مجتمع الأمريكيين من أصل أفريقي بالاستفادة من قدرة رأس المال المادي والاجتماعي للمنظمات الدينية على تحسين النتائج الصحية”.

بدورها، سلّطت الدكتورة إليزابيث أوفيلي، أستاذة الطب بكلية مورهاوس للطب في أتلانتا، الضوء على التحيزات المحتملة في إعداد التقارير في هذه الدراسة.

ولفتت إلى ضرورة إجراء أبحاث مستقبلية تتضمن “المراقبة الذاتية / الأجهزة الرقمية للتخفيف من تحديات التحيز في الإبلاغ عن السلوكيات الصحية”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها