لماذا يموت أشهر لاعبي كمال الأجسام ؟ خبير لياقة بدنية يكشف مفاجآت
يستعد أشهر لاعبي كمال الأجسام حول العالم للمشاركة في بطولة مستر أولمبيا 2022، بالإضافة إلى عدد من البطولات الأخرى التي ستقام خلال الأسابيع المقبلة.
وفي هذا الصدد، كشف خبير اللياقة البدنية ومدير اللياقة البدنية في أحد فروع جيم “Transformers” الشهير في مصر، مصطفى عبد العزيز عن أسرار وخفايا حول تأثير الهرمونات التي يستخدمها عدد كبير من المشتركين في البطولات العالمية التي قد تؤدي إلى وفاتهم بشكل مفاجئ.
وقال عبد العزيز في حديث لـRT: “الأطعمة الصحية وممارسة الرياضة مهمة للشكل الخارجي والصحة العامة للجسم، وتلعب الهرمونات أيضا دورا أساسيا في كل جانب من جوانب الحياة، حيث تؤثر على الجسد من خلال عملية الهضم، وكمية الدهون الموجودة فى الجسم، وتؤثر أيضا على مستوى الطاقة، ويستخدم الرياضيون ولاعبو كمال الأجسام على وجه الخصوص الهرمونات لتسريع نمو واكتساب العضلات وذلك جنبا إلى جنب مع التدريبات القاسية والالتزام الشديد بالنظام الغذائي والتمارين الهوائية لعمل القلب بشكل جيد في ضخ الدم”.
وتابع: “بغض النظر عن أضرار الهرمونات، فإن زيادتها في الجسم يسرع من المعدل الذي يمكن للعضلات العمل من خلاله ليتم إعادة بنائها، وأيضا أساس نجاح أي لاعب ورياضي، أو بطل كمال أجسام هو العمل على بناء جسم سليم، خال من الأمراض والمشاكل”.
وأوضح خبير اللياقة البدنية أن “الهرمونات الطبيعية في جسم الإنسان التي تعمل على منح الجسم القوة والكفاءة المطلوبة قد لا تكفي في بعض الأوقات، لذلك يلجأ لاعبو كمال الأجسام لاستخدام الهرمونات المصطنعة، وهي عبارة عن مركبات كيميائية مصنعة، وتتكون من الهرمونات الطبيعية التي يصنّعها الجسم ويتناول بعض اللاعبين الرياضيين شكلًا من المنشطات المعروفة باسم “ستيرويدات الأندروجين البنائية”، أو “منشطات الستيرويدات البنائية” لزيادة كتلة عضلاتهم وقوتها، وهرمون الستيرويد البنائي الذي ينتجه جسم الإنسان هو التستوستيرون”.
وأشار إلى أن للتستوستيرون تأثيرين رئيسين على الجسم: “التأثيرات البنائية لتعزيز بناء واكتساب العضلات وتسريع عملية الاستشفاء للاعب. تأثيرات الصفات الذكورية المسؤولة عن الصفات الذكورية مثل شعر الوجه وخشونة الصوت”.
وقال مدرب اللياقة البدنية مصطفى عبد العزيز إن أضرار الهرمونات تفوق إلى حد كبير الفوائد المتوقعة، حيث أن المنشطات تدمر الفرد جسديا ونفسيا، كما أن استخدام المنشطات هو أكثر خطورة بالنسبة للمراهقين لأن أجسامهم لم تنضج بشكل كامل، مع إمكانية مواجهة المراهقين فيما بعد للموت في الثلاثينيات أو الأربعينيات بسبب سوء استخدام المنشطات.
ونوه بأنه قد يبدو أن المنشطات هي أفضل وأسهل طريقة للوصول للأهداف، ولكنها لا تعمل لفترة طويلة، بمجرد أن تبدأ الآثار الجانبية في الظهور، سيواجه مستخدمها صعوبة في ممارسة التمارين أو قد لا يكون قادرا على ممارستها من الأساس، وهنا تكمن أضرار الهرمونات فبمجرد أن يتوقف المستخدم عن تناولها، سيستغرق الأمر وقتا حتى يتمكن الجسم من العمل كما كان في السابق، ومن أضرارها: تلف الكبد والإصابة بالأورام والالتهابات. و من أصعب الأضرار التي قد تعرضك للخطر هو الإصابة بمشاكل في الكبد، إذ يتأثر الكبد بشكل كبير عند تناول الهرمونات ويتم تحميله عبئا كبيرا قد يفوق قدرته في بعض الأحيان مما قد يؤدي إلى حدوث مشاكل عديدة مثل الالتهابات والأورام.
وتابع: “كما أنها تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين، واستخدام الهرمونات لا يكون في مصلحة القلب أبدا، القلب هو العضو الأكثر أهمية في الجسم وإن حدث أي قصور في أدائه سوف يتعرض الجسم في المجمل للمشاكل الصحية، وقد تكون الهرمونات هي السبب في أن يصاب متعاطيها في تصلب الشرايين وأمراض القلب وأحيانا توقف القلب تماما”.
وأشار إلى أن الآثار الجانبية الأخرى هي الإصابة بالسكتات الدماغية والجلطات، فإن استخدام الهرمونات للاعبي كمال الأجسام يؤدي إلى زيادة نسبة الكوليسترول الضار أو السيئ في الجسم وهو ما يطلق عليه LDL، وفي المقابل تؤدي أيضا المنشطات إلى خفض في نسبة الكوليسترول النافع أو الجيد للجسم وهو HDL، وانخفاض النوع الجيد من الكوليسترول مقابل ارتفاع النوع السيئ يضع متعاطي الهرمونات في خطر شديد ومشكلة كبيرة لاحتمالية إصابته بأمراض قاتلة مثل السكتات الدماغية المفاجئة والجلطات وتصلب شرايين القلب، تتكون الدهون الضار داخل الشرايين مع مرور الوقت مما يعرقل حركة الدماء داخل الأوعية وفي النهاية تصاب بالتجلط وإئتلاف عضلة القلب عن العمل.
كما أن هناك أضرارا أخرى منها قصور في طبيعة عمل هرمونات الجسم، حيث لا تتوقف الأخطار التي قد يتعرض لها متعاطو الهرمونات.
ومن أكبر المشكلات التي قد تصيب متعاطيها هو تأثير نظام عمل الهرمونات في الجسم ومن أبرزها هرمون التستوستيرون، عند الحصول على مصدر خارجي من هرمون الذكورة التستوستيرون يبدأ الجسم في وقف الإنتاج الطبيعي للهرمونات لأنه لم يعد في حاجة له حيث أن الشخص أصبح يوفره من مصدر خارجي إلى مشكلات عديدة منها الاصابة بمشاكل في عدد الحيوانات المنوية وقد يسبب نقصها إلى الحد الذي يصل إلى العقم، وأثبتت الدراسات أن نسبة شخص من كل ثلاثة أشخاص يتعاطون الهرمونات هو الوحيد الذي قد ينجو من الإصابة بالعقم، مما يعني أن 70% من متعاطي الهرمونات سوف يصابون بالعقم وقد يؤدي أيضا قصور عمل الهرمونات في الجسم إلى الإصابة بسرطان الخصيتين وضمورهما بسبب انخفاض نسبة هرمون التستوستيرون، إلى جانب الإصابة بالتثدي والصلع وقد يتعرض متعاطو الهرمونات أيضا إلى مشاكل نفسية والإصابة بالاكتئاب.
وقدم خبير اللياقة البدنية نصيحة لراغبي الحصول على أفضل النتائج طبيعيا دون استخدام الهرمونات، وهي أولا القيام برفع كمية معتدلة من الأوزان لبناء العضلات واستهداف منطقة أو عضلة واحدة فقط من الجسد في كل تمرين.
ثانيا: تناول الكثير من البروتين بالكم الكافي لكل شخص عند رفع الأثقال بشكل مستمر أثناء اليوم خلال الوجبات وتعتبر المصادر الحيوانية مثل: اللحوم وصدور الدجاج والأسماك ومنتجات الألبان.
وتحتوي أيضا العديد من المنتجات النباتية على البروتين، ولكنها تفتقر أحيانًا إلى الأحماض الأمينية الأساسية التي تساعد في تعزيز نمو العضلات.
ثالثا: استهلاك الكثير من الدهون والكربوهيدرات.. حيث أن الجسم يستخدم هذه المغذيات كمصدر رئيس للطاقة، وفي حالة عدم استهلاك ما يكفي من هذه العناصر الغذائية، سيبدأ الجسم في استخدام مخازن البروتين كمصدر للطاقة.
رابعا: الاستمرار في الضغط على العضلات: وذلك عن طريق زيادة الأوزان المرفوعة تدريجيًّا “progressive overload” مع مرور الوقت.
خامسا: التأكد من الحصول على الكثير من النوم والسماح دائمًا ليوم واحد على الأقل للراحة بين جلسات رفع الأثقال والراحة ما بين المجاميع بالأخص، حيث أن العضلات تستجيب بشكل أفضل بزيادة حجمها وتصبح أقوى.
سادسا: يمكننا استخدام المكملات الغذائية أو بعض منها عند الحاجة لتعويض أيا من العناصر الأساسية “macros” مثلا البروتين أو الكارب أو الدهون الصحية وأيضا الفيتامينات والمعادن الصحية اللازمة بشكل كبير مع الالتزام بالتمرين بشكل دائم والالتزام بنظام غذائي متكامل للحصول على أكبر قدر من الاستفادة بها.
وقال عبد العزيز في النهاية: “نصيحة أخيرة.. الهرمونات لا تعتبر أفضل خيار لك إذ لم يكن هذا عملك أو مجالك من الأساس فقد تكون قاتلة في النهاية وتدمر صحتك بدلا من أن تحسن منها، ولا ينبغي أن تنساق وراء أصحاب الشائعات ومدعي أن الهرمونات لا تسبب أضرارا أو أعراضا جانبية”. (RT)[ads3]