إمدادات الغاز من فرنسا إلى ألمانيا تتدفق عبر خط أنابيب مهجور قريباً

في خطوة غير مسبوقة، تعهّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإرسال إمدادات الغاز من بلاده إلى ألمانيا، وتعزيز التعاون المشترك بين البلدين خلال فصل الشتاء المقبل.

وفي هذا الإطار، قررت فرنسا إعادة تنشيط خط أنابيب مهجور في شمال شرق إقليم موزيل، لإرسال الغاز إلى ألمانيا بموجب اتفاق للطاقة، حسب وكالة رويترز.

وقال مسؤولون في وزارة الطاقة الفرنسية إن باريس ستكون قادرة على توفير 130 غيغاواط/ساعة يوميًا لألمانيا، في حين ستكون برلين مستعدة لتزويد فرنسا بالكهرباء حال نقص الإمدادات في منتصف الشتاء.

ويمكن لإمدادات الغاز الفرنسي أن تساعد ألمانيا على توليد المزيد من الكهرباء، وسيسمح ذلك بتصدير الكهرباء إلى فرنسا خلال ساعات الذروة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

يتعرّض الرئيس الفرنسي لضغوط من أجل تعزيز واردات الكهرباء، إذ تعاني شركة الكهرباء الفرنسية العملاقة “إي دي إف” إيقاف المفاعلات النووية، ويُسهم ذلك في تفاقم أزمة الطاقة بأوروبا.

أما في ألمانيا، فتتزايد المخاوف من أن تراجع التدفقات الروسية قد يؤدي إلى نقص الإمدادات في الشتاء، وبات دعم برلين وباريس لبعضهما مهمًا في هذه المرحلة.

ورغم أن إمدادات الغاز من فرنسا إلى ألمانيا ستكون ضئيلة، ولن تُسهم في حل مشكلة الغاز بالبلاد، فإنه مؤشر للأسواق على تجاوز الأزمة خلال فصل الشتاء.

وصرّح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -خلال مؤتمر صحفي عقب مكالمة هاتفية مع المستشار الألماني أولاف شولتس- قائلًا: “ألمانيا بحاجة إلى غازنا، ونحتاج إلى الكهرباء من بقية أوروبا، خاصة ألمانيا”.

وتسعى كل من ألمانيا وفرنسا لملء احتياطي الغاز بعد تقليص روسيا الإمدادات ردًا على العقوبات الغربية ضد موسكو عقب غزو أوكرانيا، وتعتمد ألمانيا على الغاز الروسي أكثر من فرنسا، التي تولّد أغلب احتياجاتها من الكهرباء من محطات الطاقة النووية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

سيسمح خط الأنابيب بعد تنشيطه لفرنسا بتسليم ألمانيا قرابة 20 تيراواط/ساعة من الغاز خلال فصل الشتاء، ويعادل ذلك 2% -تقريبًا- من احتياجات الغاز لأكبر اقتصاد في أوروبا.

وقبل الحرب في أوكرانيا ومع استمرار تراجع الإمدادات الروسية، كان الغاز يتدفق عادة من الشرق إلى الغرب عبر القارة.

وتُنقل إمدادات الغاز من فرنسا إلى ألمانيا عادة عن طريق بلجيكا أو سويسرا.

وقالت وزارة الطاقة الفرنسية إن التدفقات من الغرب إلى الشرق عبر خط الأنابيب ستكون سابقة.

بينما أشار مسؤول بوزارة الطاقة الفرنسية إلى أن الجهات الفرنسية والألمانية تعملان على حل المشكلات الفنية الصغيرة، والمسائل التنظيمية المتعلقة بالروائح، خاصة أن فرنسا تضيف روائح إلى الغاز قبل ضخه، في حين لا تفعل ألمانيا ذلك.

خلال المؤتمر الصحفي، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إرسال إمدادات الغاز من فرنسا إلى ألمانيا، واستعداد الأخيرة تزويد بلاده بالكهرباء.

وقال إن هذه الخطوة تُظهر التضامن الأوروبي لمواجهة أزمة الطاقة الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأشار ماكرون إلى أن التوصيلات اللازمة لنقل إمدادات الغاز من فرنسا إلى ألمانيا عند الحاجة ستكون جاهزة خلال الأسابيع المقبلة، مضيفًا أن بلاده، التي اعتادت أن تكون مصدرًا للكهرباء، ستحتاج إلى مساعدة جيرانها بسبب المشكلات الفنية في محطاتها النووية.

وقبل اجتماع وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة 9 سبتمبر/أيلول (2022)، قال ماكرون إن أوروبا تؤيد شراء الغاز على المستوى الأوروبي وليس على المستوى الوطني، ودعا الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ التدابير اللازمة للسيطرة على أسعار الطاقة.

وشدد على ضرورة التصدي للمضاربة بأسعار الطاقة على مستوى الاتحاد الأوروبي، موضحًا أن بلاده تؤيّد وضع سقف لأسعار الغاز الروسي الذي يُصدر إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب.

في الوقت نفسه، حثّ الرئيس الفرنسي الشركات والمواطنين على خفض الاستهلاك خلال الشتاء المقبل، في ظل تزايد المخاوف من انقطاع التيار الكهربائي خلال موجات البرد القارسة.

ودعا ماكرون إلى خفض حاد في استخدام الطاقة بنسبة 10% خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، لتجنّب مخاطر تقنين الاستهلاك هذا الشتاء.

وأوضح أن درجات الحرارة في الشتاء يجب ألا تزيد على 19 درجة مئوية.

وقال إن حكومته تواصل العمل على إعداد خطط لتقنين استهلاك الطاقة، مؤكدًا تنفيذها بصفتها الملاذ الأخير.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها