أكبر شركة منتجة للكهرباء في ألمانيا تتخلى عن الفحم بحلول هذا التاريخ
قررت شركة “آر دبليو إي”، التي تعدّ أكبر شركة منتجة للكهرباء في ألمانيا، تسريع خطّتها للتخلي عن الفحم في توليد الكهرباء.
وأعلنت الشركة الألمانية، الثلاثاء، تقديم موعد التخلص التدريجي من الفحم بنحو 8 سنوات، واستعدادها لإنهاء توليد الكهرباء باستخدام الليغنيت (الفحم البني) بحلول عام 2030، في إطار اتفاق مع الحكومة الألمانية، حسبما نشرت وكالة “رويترز”.
غير أن الشركة ستعزز -مؤقتًا- استخدامها لمحطات الكهرباء التي يغذيها الفحم البني لمواجهة أزمة الطاقة، بعدما قلّصت روسيا إمدادات الغاز للقارة الأوروبية عقب غزوها لأوكرانيا.
وجاء هذا القرار ضمن اتفاقية بين الشركة ووزارة الاقتصاد وحماية المناخ ووزارة الشؤون الاقتصادية والصناعة والطاقة في ولاية شمال الراين وستفاليا.
ولا ينص القرار على أيّ تعويض إضافي للشركة بخلاف مبلغ قدره 2.6 مليار يورو (2.5 مليار دولار أميركي) الذي وعدت به بموجب الخطة السابقة.
وبموجب هذه الخطوة، قال وزير الاقتصاد روبرت هابيك، الثلاثاء، إن محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم البني التابعة لشركة “آر دبليو إي”، ستبقى داخل الشبكة الألمانية حتى مارس/آذار 2024.
وكان من المقرر إيقاف المحطات التابعة لأكبر شركة منتجة للكهرباء في ألمانيا عن العمل في نهاية العام الجاري (2022).
وأشار هابيك إلى أن هذه الخطوة جاءت نتيجة نقص إمدادات الغاز الروسي، والإمدادات من محطات الطاقة النووية الفرنسية.
ووفقًا لقانون التخلص التدريجي من الفحم بألمانيا، من المقرر خروج وحدات محطتي توليد الكهرباء نيورات دي و إي من الشبكة في نهاية العام الجاري (2022)، وتبلغ القدرة الإجمالية للمحطتين 1200 ميغاواط.
وسيكون أمام برلين مهلة حتى عام 2023 لتمديد عمر هذه المحطات، أو تحويل الوحدات إلى محطة كهرباء احتياطية، مع وضع حدّ زمني لكلا الخيارين، أقصاه 31 مارس/آذار (2025).
ولضمان تأمين الإمدادات بعد عام 2030، يمكن للحكومة الألمانية أن تقرر بحلول عام 2026 إبقاء محطات الكهرباء العاملة بالفحم البني التابعة للشركة في وضع الاستعداد حتى نهاية عام 2033.
وقالت الشركة، إن هذا القرار يضم وحدة بقدرة 600 ميغاواط، و3 محطات كهرباء حديثة تعمل بالفحم البني، بقدرة إجمالية تصل إلى 3 آلاف و600 ميغاواط.
قال الرئيس التنفيذي لشركة “آر دبليو إي”، إن توفير الإمدادات وحماية المناخ من التحديات الرئيسة في العصر الحالي، موضحًا أن أكبر شركة منتجة للكهرباء في ألمانيا تدعم الأمرين.
وأوضح أن الشركة تسهم في تأمين الإمدادات من خلال زيادة استخدام محطات الكهرباء العاملة بالفحم البني -مؤقتًا-، ومن ثم المساعدة في تقليل الاعتماد على الغاز بتوليد الكهرباء، وفي الوقت نفسه، تستثمر مليارات الدولارات لتسريع انتقال الطاقة.
وأشار إلى أن الخروج المبكر يمكن أن يأتي على حساب الموظفين، لذا تتطلع الشركة إلى التخلص التدريجي بطريقة تتسم بالمسؤولية الاجتماعية.
وأضاف أن هذا القرار سيسهم في ترك قرابة 280 مليون طن من الفحم في الأرض، ويعادل ذلك 280 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.
لذا، ستساعد أكبر شركة منتجة للكهرباء في ألمانيا بتمكين البلاد من تحقيق أهدافها المناخية.
وقال: “حتى قبل هذا القرار، كانت إستراتيجية الشركة تتماشى مع اتفاقية باريس للمناخ”.
جاء في بيان الشركة، الذي نشرته، الثلاثاء، أن التخلص التدريجي من الفحم يجب أن يقابله استثمارات في الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، حتى لا يتعرض أمن الإمدادات في ألمانيا للخطر.
وقالت أكبر شركة منتجة للكهرباء في ألمانيا، إن ذلك سيتطلب تعزيز تطوير محطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ومرافق التخزين، ومحطات كهرباء حديثة تعمل بالغاز ويمكن تشغيلها بالهيدروجين في المستقبل، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتعتزم الحكومة الألمانية خلق إطار لتطوير هذه المحطات من أجل تسهيل الاستثمارات اللازمة.
وفي هذا الشأن، أوضح وزير الاقتصاد روبرت هابيك، خلال مؤتمر صحفي، إن الحكومة ستدعو إلى مناقصات لتطوير محطات كهرباء تعمل بالهيدروجين/الغاز في المدة من 2030، بمشاركة أكبر شركة منتجة للكهرباء في ألمانيا.
ومن المتوقع أن تؤدي الشركة دورًا رئيسًا في دفع عجلة تطوير هذه التقنيات الحديثة، إذ تعدّ واحدة من الشركات العالمية الرائدة في قطاع الطاقة المتجددة.
وتستثمر أكثر من 50 مليار يورو على مستوى العالم لتعزيز أنشطتها في الطاقة النظيفة بحلول عام 2030، منها 15 مليار يورو مخصصة لألمانيا.[ads3]