ألمانيا تحذر من حرب روسيا ” الهجينة ” في أوروبا
حذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، السبت، من “حرب هجينة” تخوضها روسيا في مسعى لـ”شق صفوف أوروبا”، عبر تشجيع تدفق اللاجئين إلى أراضي هذه الدول.
وقالت بيربوك خلال مؤتمر حزبها “الخضر” المنعقد في بون غرب ألمانيا، إنها “ليست مجرد حرب بالأسلحة، إنها أيضاً تُشن (على جبهة) الطاقة، وقد وجدنا رداً على هذا الأمر”، مشيرةً إلى أن هذه الحرب تُخاض أيضاً “عبر الخوف والانقسام وهذا بالتحديد ما يجب أن نتجنبه”.
وتتخوف الوزيرة الألمانية بشكل خاص من تدفق لاجئين من دول أخرى غير أوكرانيا “لأن هذه الحرب هجينة وتشارك دول أخرى فيها”، متهمةً صربيا بالمساهمة في ارتفاع أعداد المهاجرين الوافدين إلى أوروبا بشكل كبير.
ويتهم الاتحاد الأوروبي صربيا بالمساهمة في زيادة عدد المهاجرين بشكل كبير في هذه البلدان، معتبرة أنها “تشكل بوابة للاجئين الأتراك والهنود والتونسيين والكوبيين والبورونديين الذين لا يحتاجون إلى تأشيرة لدخول أراضيها”.
وتقول “وكالة الحدود الأوروبية” (فرنتكس) إنها سجلت أكثر من 106 آلاف دخول غير نظامي إلى الاتحاد الأوروبي من طريق غرب البلقان في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، ما يمثل زيادة نسبتها 170%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وتضيف “فرونتكس” أنها سجّلت عبر كل الطرق مجتمعة، أعلى مستوى من الدخول غير النظامي إلى الاتحاد الأوروبي منذ 2016 (228 ألفاً خلال الفترة نفسها)، موضحة أنه تم استخدام طريق غرب البلقان بشكل أساسي من قبل السوريين والأفغان.
وبعدما عبرت عن رفضها لوضع “يستخدم فيه الأشخاص كسلاح”، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن ألمانيا تجري اتصالات بشكل خاص مع الجمهورية التشيكية وسلوفاكيا، لإيجاد حلول لمواجهة “إعادة تفعيل طريق البلقان بحكم الأمر الواقع”.
وتقع صربيا، المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ 2012، على هذه الطريق الممتدة من اليونان إلى المجر أو إلى كرواتيا مروراً بمقدونيا الشمالية أو ألبانيا، لكنها قريبة أيضاً من روسيا.
ومنذ عام 2016 وإغلاق الحدود، تراجع عدد الوافدين بشكل كبير، لكنه سجل ارتفاعاً كبيراً مجدداً هذا العام.
واستضافت ألمانيا حوالي مليون لاجئ عام 2015، وهو تدفق كبير ساهم أيضاً في صعود حزب “البديل من أجل ألمانيا”، من أقصى اليمين.
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي، أحصت هذه الدولة دخول أكثر من مليون لاجئ إلى أراضيها، غالبيتهم الساحقة من النساء والأطفال من الجنسية الأوكرانية. (AFP)[ads3]