روسيا تستهدف البنية التحتية للطاقة و المياه في مختلف أنحاء أوكرانيا
قال الرئيس الروسي فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إن روسيا دمرت ما يقرب من ثلث محطات الطاقة الأوكرانية على مدى الأسبوع الماضي، في الوقت الذي أمطرت فيه موسكو مرافق البنية التحتية بمزيد من الصواريخ فيما وصفته كييف والغرب بحملة لترويع المدنيين.
وأصابت الصواريخ محطات كهرباء في العاصمة كييف حيث أودت بحياة ثلاثة أشخاص، وكذلك في خاركيف في الشرق ودنيبرو وكريفي ريه في الجنوب وزيتومير في الغرب، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وإمدادات المياه عن هذه المناطق. ولقي رجل حتفه في شقته التي أصيبت في ضربة صاروخية على ميكولايف في الجنوب.
وقال كيريلو تيموشينكو نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني للتلفزيون المحلي “الوضع حرج الآن في جميع أنحاء البلاد… البلاد كلها بحاجة إلى الاستعداد لانقطاع الكهرباء والمياه والتدفئة”.
أقرت روسيا صراحة باستهداف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا بموجات من هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة منذ بداية الأسبوع الماضي، إذ قال الرئيس فلاديمير بوتين إن هذه الهجمات تأتي كانتقام مشروع على تفجير جسر روسي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم.
وتقول كييف والغرب إن الهجمات المتعمدة على البنية التحتية المدنية تمثل جريمة حرب، وإنها أحدث استراتيجيات بوتين لتصعيد الحرب التي تخسرها قواته عبر قطع التدفئة والكهرباء عن الأوكرانيين مع حلول فصل الشتاء.
وفي اعتراف نادر بالصعوبات التي تواجهها القوات الروسية، وصف قائدها الجديد سيرغي سوروفكين، الثلاثاء، الوضع العسكري في أوكرانيا بأنه “متأزم”، خاصة حول مدينة خيرسون الجنوبية المحتلة.
وأضاف لمحطة تلفزيون روسيا 24 الإخبارية إن “العدو يحاول باستمرار مهاجمة مواقع القوات الروسية”.
وقال حاكم إقليم خيرسون الذي عينته روسيا إنه سيتم إجلاء بعض المدنيين من أربع بلدات في ظل خطر شن القوات الأوكرانية هجوما عليها.
وفي ميكولايف بجنوب أوكرانيا، سمع مراسل لرويترز دوي ثلاثة انفجارات في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء. ودمر صاروخ بشكل كامل أحد جوانب مبنى في منطقة وسط المدينة. وشوهد فريق من رجال الإطفاء يسحب جثة رجل من تحت الأنقاض.
وقال أولكسندر، صاحب متجر قريب لبيع الزهور، إن الروس “ربما يستمتعون بهذا”.
وقال زيلينسكي إن روسيا تواصل حملة تهدف لترويع المدنيين الأوكرانيين وقتلهم.
وكتب على تويتر “منذ 10 أكتوبر، تم تدمير 30 بالمئة من محطات الطاقة في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في مناطق عدة بأنحاء البلاد”.
* لا مفاوضات
ودأب زيلينسكي على رفض التفاوض مع بوتين الذي يقول إنه يتزعم “دولة إرهابية”.
واستبعد زيلينسكي إجراء مفاوضات مع بوتين الشهر الماضي بعد إعلان الزعيم الروسي ضم أربع مقاطعات أوكرانية. كما استدعى بوتين مئات الآلاف من جنود الاحتياط وهدد باستخدام أسلحة نووية منذ منتصف سبتمبر أيلول، بعد أن تعرضت قواته لخسائر مهينة في ساحات القتال.
ولم ترد أنباء على الفور عن عدد القتلى في ضربات، الثلاثاء، بشكل عام. وفي اليوم السابق، أرسلت روسيا أسرابا من الطائرات المسيرة لمهاجمة البنية التحتية في كييف ومدن أخرى، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل.
وتنفي موسكو تعمد استهداف المدنيين رغم أنها قصفت قرى وبلدات ومدنا أوكرانية فيما وصفته في البداية بأنها “عملية عسكرية خاصة” لنزع سلاح جارتها.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية تصريحات سابقة بأنها تنفذ هجمات بأسلحة عالية الدقة على ما وصفته أنه أهداف عسكرية وبنية تحتية للطاقة في أنحاء أوكرانيا.
وتتهم أوكرانيا روسيا باستخدام طائرات مسيرة (انتحارية) إيرانية الصنع من طراز شاهد -136 التي تطير إلى هدفها وتنفجر. وتنفي إيران توريدها لروسيا ونفى الكرملين، الثلاثاء، استخدامها.
لكن مسؤولين إيرانيين اثنين ودبلوماسيين إيرانيين اثنين بارزين قالوا لرويترز إن طهران وعدت روسيا بتوريد مزيد من الطائرات المسيرة بالإضافة إلى صواريخ أرض-أرض، في خطوة من المؤكد أن تثير حفيظة الولايات المتحدة وحلفائها.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن ستواصل اتخاذ خطوات “عملية وحازمة” لتجعل بيع الطائرات المسيرة والأسلحة المماثلة أصعب، وقالت الوزارة إنها قلقة أيضا مما وصفته بتدعيم التحالف بين روسيا وإيران.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إنه سيطلب من زيلينسكي قطع العلاقات الدبلوماسية رسميا مع إيران احتجاجا على الطائرات المسيرة.
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج، إن الحلف سيرسل أنظمة دفاع جوي إلى أوكرانيا “في الأيام المقبلة” لمساعدة البلاد في الدفاع عن نفسها ضد الطائرات المسيرة.
* الجنرال هرمجدون
أطلقت وسائل الإعلام الروسية على الجنرال سوروفيكين، القائد العام الجديد لقوات موسكو في أوكرانيا، لقب “الجنرال هرمجدون” بعد أن خدم في سوريا والشيشان حيث دكت قواته المدن وحولتها إلى أنقاض ضمن سياسة الأرض المحروقة الوحشية لكنها فعالة في الوقت نفسه ضد خصومها.
وأعقبت تعيينه بسرعة في العاشر من أكتوبر تشرين الأول أكبر موجة من الهجمات الصاروخية ضد أوكرانيا منذ بداية الحرب.
ويصف بوتين هذه الضربات بأنها انتقام لانفجار دمر جسرا يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014.
ولم تعلن كييف مسؤوليتها عن هذا الهجوم لكنها احتفلت بتدمير ما تعتبره هدفا عسكريا استُخدم في نقل الأسلحة والقوات.
وقال وزير القوات المسلحة البريطاني جيمس هيبي لإذاعة (بي.بي.سي) إن سوروفيكين يتبنى استراتيجية وحشية وعبثية في نفس الوقت لكنه قال إنها ستفشل في هدفها وهو محاولة “كسر إرادة الشعب الأوكراني”.
وقال الكرملين، الثلاثاء، إن المناطق الأوكرانية الأربع التي يزعم أنه ضمها نخضع لحماية ترسانته النووية.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يستعد فيه حلف شمال الأطلسي وروسيا لإجراء المناورات العسكرية السنوية الهادفة لاختبار جاهزية القوات النووية لكل منهما.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، إن اثنتين من قاذفاتها الاستراتيجية تي.يو-95إم.إس القادرة على حمل أسلحة نووية نفذتا طلعة زادت على 12 ساعة فوق المحيط الهادي وبحر بيرينج وبحر أوخوتسك.
وفي وقت سابق قال بوتين إنه مستعد لاستخدام أسلحة نووية إذا لزم الأمر في الدفاع عن “وحدة الأراضي” الروسية. (Reuters)[ads3]