فواتير الطاقة أرخص في أوروبا خلال هذا الشتاء .. و هذه هي الأسباب
بدأ احتمال انقطاع التيار الكهربائي يضعف في أوروبا بانخفاض أسعار الغاز، و لأول مرة منذ منتصف شهر يونيو، انخفضت بحلول يوم الإثنين أسعار الجملة للغاز إلى ما دون 100 يورو للميغاوات في الساعة.
و تعد “تي تي أف” (TTF) في هولندا، المركز الأوروبي الافتراضي والرائد لتجارة الغاز الأحفوري على الإنترنت في أوروبا، حيث يتم تبادل العقود الآجلة للأصل ويحدد سعره.
لقد سجل الغاز ارتفاعا بنحو 349 يورو ميغاوات نهاية شهر أغسطس، في وقت واجهت الحكومات نقصا في المخزون، بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، قبل أن تبدأ بالتراجع تدريجيا.
و رغم أنها قد تستغرق وقتا لإحداث تأثير في الفواتير، فإن أسعار الجملة تؤثر بشكل مباشر في سعر التجزئة الذي تدفعه الأسر والشركات شهريا. وهذ ليست أخبارا سارة قطعية، فقد وصف أحد علماء المناخ ارتفاع درجة الحرارة خلال شهر تشرين الأول أوكتوبر، بأنها علامة لتغير المناخ خارجة عن السيطرة، وليس معروفا إلى متى ستظل أسعار الغاز منخفضة، ولكن هذا المنعطف رحب به الملايين من الأشخاص، القلقين بشأن فواتير الطاقة الخاصة بهذا الموسم.
و هناك مجموعة من العوامل المؤثرة في تراجع أسعار الغاز، فمع ارتفاع درجات حرارة أكثر اعتدلا من المتوقع، بسبب ما اسماه مكتب الأرصاد الجوية البريطاني “بالسحابة الإفريقية”، فإن عديد الأسر أجلت تشغيل أجهزة التدفئة. وقد ساعد ذلك في المحافظة على تزويد خزانات الغاز.
وخلال الأسبوع الماضي وافق قادة دول الاتحاد الاوروبي، على آلية للسيطرة على معظم حالات المضاربة والتقلبات لدى “تي تي أف”. ولن يكون هناك تحديد سقف للأسعار مثلما سعت إلى ذلك بعض البلدان، ولكن سيكون هناك سقف طارئ، لمنع دول التكتل من التعرض لانعدام استقرار الأسعار.
و قد بدأت أسعار الغاز في الانخفاض خلال ساعات من التوصل إلى توافق، وفقا لتقارير إخبارية حتى هذا اليوم الإثنين. ورغم اتهام شركات المرافق بتباطئها في تحويل المخزون في الماضي، فإنه هناك علامات على أن الأسواق أضحت أكثر تفاعلا لحماية المستهلكين.
لقد تحولت المؤسسة المنظمة لقطاع الطاقة في المملكة المتحدة (Ofgem) مؤخرا إلى إجراء تعديلات ربع سنوية، (مد القدر الأقصى من المستهلكين بالشحن وفق وحدة من الطاقة)، وهو ما يعني أن الأسر شعرت سريعا بفائدة انخفاض أسعار الجملة.
وقد حذرت المؤسسة المسؤولة عن توزيع الغاز بداية الشهر الحالي، من أن الناس يمكنهم أن يواجهوا سلسة من انقطاع للكهرباء مدة ثلاث ساعات، إذا “تآمرت” موجة البرد وتقليص للإمدادات لجعل المسألة أمرا واقعا. من جانبها تستعد دول الاتحاد الأوروبي لمواجهة السيناريو الأسوأ، والذي يبدو ضعيف الاحتمال في الوقت الراهن. (euronews)[ads3]