صحيفة بريطانية : الوجه المظلم لدبي .. نجوم إنستغرام يتاجرن بالجنس لتمويل حياتهن الباذخة
تحت عنوان “الوجه المظلم لدبي: نجوم إنستغرام يتاجرن بالجنس لتمويل حياتهن الباذخة”، نشرت صحيفة “صاندي تايمز” تقريرا أعدته لويز كالاغان، قالت فيه إن بعض المدونات اللاتي يقدمن صورة وردية عن إمارة دبي، يتاجرن بأجسادهن وبثمن يصل إلى 7 آلاف جنيه إسترليني في الليلة.
وبدأت الكاتبة التقرير بالقول إن متابعي “المؤثرات” على منصات التواصل الاجتماعي، وعددهم يتجاوز مئات الآلاف، يعتبرون ذلك تجسيدا لأسلوب الحياة الفاخر الذي يصيب الإنسان بالهلوسة. وتقوم المؤثرات بنشر صور للشمبانيا والأزياء الراقية والطائرات الخاصة الحافلة بالعبارات التحفيزية، ولقطات لهن بالبكيني، ويزعمن أنهن يعملن في صناعة الأزياء.
بالنسبة لرجل أعمال قدم نفسه بأنه صديق لإحدى المؤثرات، فعملها الحقيقي مختلف على ما يبدو: “هل تدفع للهدايا؟ 4.000 يورو، نعم أو لا” حيث ردّت عليه حالا عندما بعث لها برسالة خاصة عبر إنستغرام: “حصلت على 10 آلاف في الليلة الماضية، هل تعتقد أنك مشهور جدا أو وسيم لكي تحصل على تخفيضات؟”.
وتعلق الصحيفة أن التبادل في الرسائل يلخص الجانب المظلم لصعود دبي المفاجئ كعاصمة للمؤثرين في العالم. فقد جذبت شمس الشتاء وغياب الضريبة وعدم وجود قيود على كوفيد- 19، آلافا من المؤثرين خلال العام الماضي وأغرقوا منصات التواصل الاجتماعي بالمنشورات التي تحتفي بالإمكانيات الفاخرة والباهرة في الإمارة. وتصور المنشورات عالما من النوادي الليلية على الشاطئ، وشمبانيا البولينغر والمحار بكميات هائلة، والليالي التي يتم قضاؤها إلى جانب الأثرياء بطريقة خيالية، والذين يضمون الآن آلافا من الروس الذين تدفقوا على الإمارة منذ بداية الحرب في أوكرانيا. وفي الشهر المقبل، سينضم إليهم مشجعو كرة القدم الذين يريدون البقاء في دبي والتنقل منها إلى قطر لحضور مباريات كأس العالم.
فمن المدينة التي يلمع فيها الزجاج والفولاذ، والتي لم يكن لديها قبل 70 عاما مياه صالحة للشرب أو كهرباء، فالصور الملهمة أصبحت علامة تسويق مثل الديناميت. والأمور ليست كما تبدو، فمقابلات مع عدد من المؤثرات والباحثين عن الجنس والأشخاص حولهم، تكشف أن بعضا من هؤلاء المؤثرات يمولن حياتهن الراقية من خلال بيع الجنس بآلاف الجنيهات الإسترلينية مقابل الليلة الواحدة. وكلما انتشرت شهرتهن على وسائل التواصل الاجتماعي، كلما طلبن مالا أكثر مقابل الخدمات التي يقدمنها للزبائن.
مؤثرة على معرفة بالأمر تقول: “لأن لديهن الكثير من المعجبين، يدفع لهن أكثر. يتم الدفع بسفريات ومجوهرات وحقائب يد وبالطبع نقدا”. ويمكن لمؤثرة معروفة أن تطلب “كحدٍ أدنى 5 آلاف دولار في الليلة، ولكن المبلغ يرتفع إلى 10 آلاف دولار، وبالنسبة لموعد خلال العطلة الأسبوعية خارج المدينة، فالمبلغ يصل إلى 20 آلاف دولار”. وقالت إحداهن إن المؤثرات في العادة يستجبن لرسائل الرجال على إنستغرام، ويوافقن على مرافقتهم للعشاء أو السفر لمقابلتهم، ثم يحصلن على مال مقابل الجنس: “الأمر سهل”.
وترى كالاغان أن إعلام التواصل الاجتماعي أصبح جزءا أساسيا بشأن الطريقة التي تُقدّم فيها الإمارات للجمهور العالمي. وفرشت الحكومة الإماراتية البساط الأحمر للمؤثرين والمؤثرات، وقدمت الدعم المالي لعدد منهم، ومنحت بعضهم “تأشيرة ذهبية” للإقامة عشرة أعوام قابلة للتجديد. والنتيجة، صورةٌ لدبي كملاذ صحي وجنة للمستهلكين. وظهر معمار المدينة في منشورات إنستغرام مثل الإطار الذي يبلغ طوله 492 قدما في دبي، حيث أصبح خلفية لمنشورات إنستغرام.
وفي مساء يوم عادي من هذا العام، وبالقرب من حمام سباحة في فندق خمس نجوم على الشاطئ، شهد حفل عربدة طوال اليوم، نساء بالبكيني مصنوعة من مواد لا يزيد حجمها عن سلاسل ذهبية مضغوطة ومضحكة، وكانت الشمبانيا في كل مكان وداخل حمام السباحة. ويبدو أن كل جنسية في العالم كانت حاضرة هناك، وبالنظر إلى الحاضرين والحاضرات، فالبنات مراهقات أو في بداية العشرينات من أعمارهن، ويظهر هذا على وجناتهن وخصورهن التي هي مثل “خصور الدبابير”، وفق قول الكاتبة. أما الرجال، فهم كبار في العمر وممتلئون.
وقال رجل أعمال ضاحكا: “هذه هي الأمم المتحدة لدبي” في وقت كانت برازيلية بشعر داكن تحدق به، وقام وطلب رقمها. وبعد دقائق ردت على رسالة منه تدعوها للعشاء بالقول: “نستطيع ترتيب ذلك، ولكنني هنا من أجل العمل، مضيفا أنه لا يوجد لديها مكان للقاء.. فقط مقابلات في الخارج”. والسعر المطلوب حسبما قالت 600 جنيه في الساعة أو 1000 جنيه إسترليني في الليلة. وقالت أخرى من أصول شرق أوروبية، إنها تستطيع إحضار الزبائن إلى شقتها في مجمع فندقي، حيث يصل إيجارها إلى 5 آلاف جنيه إسترليني في الشهر.
وتضيف الكاتبة أن الدعارة موجودة في دبي سابقا كغيرها من الأماكن الأخرى في العالم. ورغم الجو المحافظ في الإمارات، إلا أن تجارة الجنس انتعشت، فالسكان المحليون لا يشكلون سوى نسبة 15% من سكان دبي، أمّا البقية فهم أجانب. وتعتبر تجارة الجنس، بيعا وشراء، غير قانونية في الإمارة، لكنها موجودة في كل مكان. وكل شخص يركن سيارته في أماكن سيئة السمعة، يجد بطاقات وضعت تحت مساحات الزجاج، تعلن عن أماكن للتدليك بموديلات.
وتجلس نساء وحيدات في بار الفندق لساعات وهنّ يشرب المياه الغازية من أجل البحث عن زبون. وفي الفترة الأخيرة، وبحسب عدد من العمال الأجانب في الإمارة، فقد زادت عاملات الجنس بشكل كبير وواضح، خاصة في الأجزاء الأكثر رقيا في المدينة. وطلبت نادلة من صحافية كانت تجلس في بار راق بأن تجلس مع رجل عجوز كان يجلس وحده في الزاوية. وقال رجل أعمال وافد: “إنها تزيد بالتأكيد.. لا يمكنك التفريق هذه الأيام بين الفتاة العادية وبائعة الجنس”. وقال إنه قابل فتاة في حانة وطلب منها رقمها، وقيل له إن عليه شراء هدية ثمينة لها. وقال وافد آخر يعمل مع المؤثرات: “الكثير من الفتيات يتظاهرن بأنهن يعشن حياة راقية ولكن ليس لديهن المال، لهذا يحصلن على مقابل من خلال الحقائب وأمور كهذه. وأحيانا يُقِمن في فنادق خمسة نجوم، وليس لديهن ما يكفي لليوم التالي”.
ويُعتقد أن المؤثرات تحوّلن لبيع الجنس بسبب تدفق الأثرياء إلى دبي أثناء وباء كورونا. وبحسب “نيو وورلد ويلث”، منظمة البحث في جنوب إفريقيا، فقد استقر في العام الماضي آلاف من المليارديرات في دبي. وهو ما أدى لارتفاع أسعار العقارات بنسبة 20%. وانضم إليهم هذا العام الأثرياء الروس الذين يستخدمون طائراتهم الخاصة، واشتروا أهم العقارات الفخمة. وشوهد رومان أبراموفيتش وهو يبحث عن بيوت في منطقة بالم الجميرة.
ولم تنضم الإمارات إلى الدول الأخرى لشجب الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث تمسكت بالحيادية، في وقت شجعت على وقف الحرب. وزار رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، روسيا واجتمع مع الرئيس فلاديمير بوتين. واستفاد الكثير من المؤثرين الذين انتقلوا إلى دبي من السياسات التي تمنح مواطني بعد الدول إمكانية التقدم للحصول على تأشيرات عمل عن بعد. وعندما يصلون إلى الإمارات، فعليهم الحصول من الحكومة على رخصة بـ3.000 جنيه إسترليني والتعهد بعدم “الإضرار” بالقيم في الإمارات. وحصل الأكثر نجاحا منهم على إقامة لمدة 10 أعوام قابلة للتجديد، في وقت قالت جماعات حقوق الإنسان إن نساء الإمارات لا يستطعن نقل الجنسية لأبنائهن بشكل أوتوماتيكي، حيث كافح “البدون” في الإمارات لسنوات من أجل الحصول على الجنسية.
وقال عامل في التسويق: “إنه شيء دائري، فهم يعيشون في دبي ولديهم محتوى جيد وبمستوى حياة فاخر، وحفلات، وتريد الحكومة إبقاؤهم من أجل الترويج لدبي”. وتقول الصحيفة “إن السلطات قامت باتخاذ إجراءات، حيث اعتقلت الشرطة العام الماضي أشخاصا بسبب تورطهم في تجارة الجنس والدعارة. وفي حالة إدانتهم، يواجه العاملون في تجارة الجنس سجنا لمدة 6 أشهر.
وقال متحدث باسم ميتا التي تملك إنستغرام: “بيع الخدمات الجنسية هو ضد قواعدنا، وسنزيل المحتوى الذي يخرق التعليمات عندما نكتشفه. ونحث كل شخص يتلقى رسالة مباشرة للإبلاغ عنها للتطبيق وهو ما يسمح لنا بمراجعتها واتخاذ تحرك ضد الشخص الذي أرسلها”.
ولأن عمليات تجارة الجنس تجري على الإنترنت بمنطقة رمادية، فمن الصعب على الشرطة مراقبتها. والكثير من الفتيات اللواتي لا يبعن الجنس، يضعن صورا لهن بالبكيني، ويطلبن من الرجال شراء حقيبة هدية عيد الميلاد. وما يعقّد الأمر هي اللغة، فالكثير من النساء اللاتي تحدثت الكاتبة إليهن، يستخدمن كلمة هدية للطلب من الرجال. وبالنسبة للكثير من المؤثرات، فلا توجد وصمة عار مرتبطة بما يقمن به “بعض المدونات هن فتيات عاملات” بالجنس. وهو “أمر عادي، تريد شيئا؟ عليك أن تدفع ثمنه”. (القدس العربي)
[ads3]