حقائق و عجائب كأس العالم في 21 نسخة !
مع بدء العد التنازلي لإقامة أول مونديال شرق أوسطي ينبض بالعروبة القطرية، دعونا نقلب في صفحات الماضي البعيد والقريب، لنستكشف سويا أبرز الحقائق التاريخية وأكثرها دهشة وغرابة في كل نسخ كأس العالم، بدءاً من نسخة أوروغواي الأولى وحتى لحظة تتويج كيليان مبابي ورفاقه في المنتخب الفرنسي بثاني كأس عالم في تاريخ «الديوك» من قلب العاصمة الروسية موسكو في العام 2018.
• عجائب مونتيفيديو 1930: للمرة الأولى والأخيرة في تاريخ كأس العالم، أقيمت نسخة أوروغواي الأولى بمشاركة بلدان من أمريكا الجنوبية أكثر من أوروبا، بواقع 7 من القارة اللاتينية و4 من أوروبا و2 من أمريكا الشمالية.
رفضت العديد من دول الجزء الشرقي للكرة الأرضية دعوة مونتيفيديو للمشاركة في البطولة، بسبب مشقة السفر وبعد المسافة، في زمن الرحلات البحرية، أو قبل عقدين من انطلاق الطيران التجاري منتصف الخمسينات، لكن جول ريميه، حفظ ماء وجه القارة العجوز، بإقناع رومانيا وبلجيكا ويوغسلافيا إلى جانب بلاده بالمشاركة، قبل شهرين فقط من انطلاق الحدث.
ومن المفارقات، أن أفراد منتخبات رومانيا وبلجيكا وفرنسا، سافروا على متن سفينة الكونت الأخضر الإيطالية، ومعهم رئيس الفيفا ريميه وطاقم الحكام، ما اضطر المنتخب اليوغسلافي إلى السفر بواسطة باخرة صغيرة، توقفت في ريو دي جانيرو، ليرافقهم المنتخب البرازيلي إلى البلد المنظم للمونديال.
واُحتسبت أول ركلة جزاء في مباراة فرنسا ضد تشيلي، وتصدى لها الحارس الفرنسي أليكس تيبو، ليكون أول حارس في التاريخ يتمكن من التصدي لركلة جزاء في كأس العالم، رغم أنه كان مرشحا للغياب حتى نهاية البطولة، بداعي الإصابة القوية التي ألمت به في اللقاء الافتتاحي أمام المكسيك.
وعلى سيرة الأول، سجل الأمريكي بيرت باتينود، أول هاتريك في تاريخ المونديال، بفضل أهدافه الثلاثة في شباك المكسيك، والمثير أن الفيفا لم يعترف بهذا الرقم إلا في 2006، بعد اعتماد هاتريك الأرجنتيني جيرميو ستابيلي، لعقود طويلة كأول هاتريك، بسبب خطأ في تسجيل إحدى أهداف باتينود، لكن الاعتراف جاء بعد 32 عاما من رحيله عن عالمنا.
وسجل هيكتور كاسترو، أول هدف لأوروغواي في المونديال، وكان في افتتاحية الفوز على بيرو، وهو الأسطورة الملقب بـ«المانكو»، أو المقطوع كفه، بسبب حادث وهو بعمر 13 عاما، وهو أيضا صاحب رصاصة الرحمة الرابعة في شباك الأرجنتين، في المباراة النهائية الأكثر توترا، التي أقيمت بكرتين مختلفتين، لإصرار كل قائد على اللعب بالكرة التي في حوزته، إلى أن اقترح الحكم لعب كل شوط بكرة، لتفوز أوروغواي برباعية مقابل اثنين للتانغو، وتعانق الكأس التي صممها الفنان الفرنسي إيبل لافلور، بتكلفة بلغت 50 ألف فرانك فرنسي.
• مونديال الفاشية 1934: بعد الطفرة الكبيرة في شعبية كأس العالم في النسخة الأولى، تحرك الفيفا لتحديد موعد ومكان النسخة الثانية، ووقع الاختيار على إيطاليا، التي كان يحكمها موسيليني ونظامه الفاشي، واعتبرت أفضل دعاية لتلميع الحزب الحاكم آنذاك. وشارك 12 منتخباً من أوروبا، 3 من الأمريكيتين وممثل وحيد لقارتي آسيا وأفريقيا.
وكان المنتخب المصري الممثل الوحيد للعرب والقارة السمراء، وخاض مباراة واحدة ضد المجر وخسرها بنتيجة 4-2، وأحرز عبدالرحمن فوزي هدفي الفراعنة، ليصبح أول لاعب مصري وعربي وأفريقي يضع بصمته في كأس العالم. وبعد فشل الأرجنتين والبرازيل في تخطي دور الـ16، تحول ربع النهائي إلى يورو مصغر، بصراع أوروبي خالص بين تشيكوسلوفاكيا وألمانيا والمجر وإيطاليا وإسبانيا والسويد وسويسرا، وكانت المناسبة الوحيدة، التي تحتكر خلالها منتخبات أوروبا الدور ربع النهائي.
واهتزت الشباك 70 مرة في ثاني مونديال، وتوج مهاجم تشيكوسلوفاكيا أولدريتش نيجيدلي، بجائزة الحذاء الذهبي، لأفضل هداف، فيما ظفر الأسطورة جوسيبي مياتزا بجائزة أفضل لاعب في البطولة، بعد دوره الكبير في فوز أسياد الدفاع باللقب على حساب تشيكوسلوفاكيا، ومعه 7 من الأوريوندي، أو أبناء المهاجرين، منهم لويس مونتي، الذي مثل الأرجنتين في النسخة الأولى، ثم وطن أجداده، ليكون اللاعب الوحيد الذي مثل بلدين في نهائي كأس العالم.
• المونديال السياسي 1938: انطلقت البطولة وسط أجواء سياسية ملبدة بالغيوم، بسبب الهلع من قيام الحرب العالمية الثانية، في أوج طغيان فاشية موسوليني ونازية أدولف هتلر، قبل أسابيع قليلة من اشتعال معارك دول المحور والحلفاء.
ومن أغرب مفارقات مونديال باريس 1938، ما فعله هتلر قبل أسابيع من ضربة بداية البطولة، بإجبار 5 من أفضل منتخب في العالم آنذاك المنتخب النمساوي للدفاع عن العلم الألماني، على أمل استغلال مواهب ما كان يُعرف بمنتخب العجائب في حقبة الثلاثينات، بعد ضم النمسا إلى الرايخ الألماني، لكن أسطورتهم ماتياس سينديلار، رفض الأمر النازي، بحجة تقدمه في السن، ليُعثر عليه وصديقته ميتين في شقته في فيينا مطلع 1939، من التسمم بأول أكسيد الكربون.
واستعرضت فرنسا قوتها الناعمة، بإقامة البطولة في 10 ملاعب، وبنظام خروج المغلوب من المرحلة الأولى، مع الاحتفاظ بقاعدة إعادة المباراة في اليوم التالي، إذا انتهت الأشواط الأساسية والنصف ساعة الإضافية على نتيجة التعادل، وكانت المرة الأخيرة، التي تُلعب فيها كأس العالم بهذه الطريقة.
وفي واحدة من أعجب المباريات في كل العصور، ومع ظهور مؤشرات سحر السامبا، تمكن المنتخب البرازيلي من قهر نظيره البولندي 6-5، منها هاتريك للنجم الأول ليونيداس دا سيلفا، سجلها وهو حافي القدمين، بسبب هطول الأمطار، في زمن كان يسمح فيه الفيفا باللعب بدون حذاء، وهي نفس المباراة التي خرج منها البولندي فيلموفسكي بأربعة أهداف، كأول لاعب في تاريخ البطولة يسجل هذا الكم من الأهداف في مباراة واحدة.
وتوج البرازيلي ليونيداس، هدافا للبطولة برصيد 7 أهداف، ورغم الدعم الفرنسي الهائل لكل خصوم إيطاليا الفاشية، إلا أن المدرب الأسطوري بوتسو، قاد الأدزوري باللقب الثاني على التوالي، متسلحا بالهداف التاريخي للكالتشيو سيلفيو بيولا والرمز جوسيبي مياتزا، ليصبح أول وآخر مدرب في التاريخ يحتفظ بالمونديال مرتين على التوالي، وصاحب أطول مدة على عرش الكرة، بعدما توقفت المسابقة لنحو 12 عاما بسبب أهوال الحرب العالمية الثانية.
• مونديال الاعتذارات والعقوبات 1950: سميت نسخة 1950 بكأس جول ريميه، لدوره الكبير في إحياء المونديال بعد ويلات الحرب العالمية الثانية، التي تسببت في إلغاء كأس العالم عامي 1942 و1946، لكنها شهدت انسحاب جماعي للمنتخبات، اعتذار الأرجنتين، اعتراضا على فكرة إسناد التنظيم للعدو اللدود البرازيلي، والهند بسبب رفض اللجنة المنظمة طلب الفريق الهندي باللعب حافيا خلال المباريات، جنبا إلى جنب مع المنتخب الاسكتلندي، الذي تعهد بالمشاركة في حالة واحدة فقط، أن يفوز ببطولة بريطانيا، وبعد حصوله على المركز الثاني خلف إنكلترا، نفذ وعده، وكذا تركيا اعتذرت لأسباب خاصة، وفرنسا تحفظت على المسافات البعيدة بين الملاعب، فيما حُرمت ألمانيا واليابان بسبب العقوبات المفروضة عليهما.
وخسرت البرازيل من أوراغواي 1-2، ويومها ظل المعلق البرازيلي يردد كلمة «هدف أوروغواي» 9 مرات، وفي المدرجات أكثر من 200 ألف مشجع في حالة صدمة، بعد ضياع حلم الفوز بأول لقب، والذي جعل الحارس باربوسا، يبتعد عن العالم الخارجي لنصف قرن، إلى أن فارق الحياة، كنوع من أنواع العقوبة، كما أقر بنفسه في جملته المأثورة «قررت معاقبة نفسي بالعزل مدى الحياة، وليس 30 عاما كما ينص القانون البرازيلي».
ومن غرائب مونديال 1950، أن بعض الصحف والمؤسسات البريطانية، اعتقدت أن هنالك خطأ في البريد الوارد من ساو باولو، وكتبت في اليوم التالي، أن المنتخب الإنكليزي فاز على نظيره الأمريكي بهدف نظيف، وليس العكس، لصعوبة تصديق المعلومة، بمقارنة مشاهير الأسود الثلاثة آنذاك بالأسماء المغمورة في منتخب أحفاد العم سام.
وتوجت أوروغواي باللقب الثاني في المشاركة الثانية، بعد الاعتذار عن اللعب في نسختي إيطاليا وفرنسا قبل الحرب العالمية الثانية، وحصل المهاجم البرازيلي ألديمير مينديز، على جائزة الهداف برصيد 8 أهداف، وكانت المرة الأخيرة، التي يظهر فيها المنتخب البرازيلي باللون الأبيض، بعدما قرر اتحاد الكرة تغييره إلى الأصفر والأزرق، من باب أنه جلب الشؤم للسيليساو في اللقاء الذي تسبب في بكاء بيليه وهو طفل، تعاطفا مع والده المقهور.
• مونديال أديداس 1954: أبدت سويسرا استعدادها لتنظيم البطولة، وتحمس شعبها وقيادتها السياسية لاستضافة الحدث للمرة الأولى في أوروبا التي كانت مدمرة من الحرب وقتها، وخصصت ستة ملاعب في ستة مدن لاستضافة المونديال، والشيء الأهم، أنها وفرت رفاهية البث التلفزيوني للمونديال، في وكانت المرة الأولى التي تنقل خلالها مباريات كأس العالم على الهواء مباشرة عبر التلفاز.
وظهرت منتخبات تركيا وكوريا واسكتلندا للمرة الأولى، وعادت ألمانيا مرة أخرى للمونديال بعد فك الحظر، الذي وقع عليها بسبب جرائم النازية في الحرب العالمية الثانية، ومن الغرائب، أنه بعد تعادل تركيا مع إسبانيا في المباراة الفاصلة على بطاقة التأهل، أجرى الفيفا قرعة، كان بطلها طفل إيطالي كفيف، هو من اختار ورقة الأتراك في القرعة.
وشهد مونديال 1954 أعلى معدل تهديفي في تاريخ كأس العالم ب5.3 هدفاً في المباراة الواحدة، حيث أقيمت 26 مباراة شهدت تسجيل 140 هدف، كانت المجر أقوى هجوم في البطولة برصيد 27 هدف، بالرغم من أنها لم تحقق اللقب، منهم 6 أهداف لهداف البطولة بروبست بالتساوي مع الألماني مارلوك والسويسري هوغي.
وتبقى الرواية الأشهر عن مونديال سويسرا، ما تعرف بمعجزة بيرن، التي شهدت انتفاضة الألمان، بالانقضاض على كأس العالم، بعد مرور 9 سنوات على تدميرها في الحرب العالمية الثانية، بعد انتصار خالد على أقوى منتخب في العالم آنذاك المجري، بقيادة الأسطورة بوشكاش، الذي لم يعرف طعم الهزيمة في 32 مباراة على التوالي، وحدث ذلك بريمونتادا لا تصدق في الشوط الثاني، من التأخر بهدفين نظيفين إلى فوز بنتيجة 3-2.
• مونديال السويد 1958: شهدت كأس العالم 1958 حضور 4 فرق من بريطانيا للمرة الأولى والأخيرة في تاريخ المونديال، وهي إنكلترا واسكتلندا وأيرلندا الشمالية وويلز، والأخيرة بالذات، استفادت من انسحاب مصر والسودان وتركيا وقبرص، تجنبا لمواجهة إسرائيل في التصفيات، كأول وآخر مشاركة لويلز، حتى تحطمت العقدة على يد غاريث بيل ورفاقه في مونديال قطر 2022.
وتروي الأسطورة، أن لاعبي الأرجنتين فُتنوا بشقراوات السويد وجمالهنّ العجيب قبل لقاء تشيكوسلوفاكيا، حيث قضوا معهن سهرات حمراء أثّرت على أدائهم في مباراة تشيكوسلوفاكيا، فكانت الفاتورة باهظة الثمن، بالهزيمة بنتيجة 6-1.
وبسبب تجاهل إرسال أرقام اللاعبين إلى الفيفا، تسبب هذا الخطأ في حصول الجوهرة السوداء بيليه على القميص رقم 10، ليحتفظ به إلى الأبد، والأهم من ذلك، نفذ وعده الخالد لوالده، بجلب كأس العالم، بعد مأساة ماراكانا 1950، وإلى الآن يعتبر أصغر لاعب في التاريخ يلعب في كأس العالم ويفوز به، حيث شارك بالبطولة وعمره 17 عاماً، وعندما خاض النهائي مع السويد كان هنالك لاعب من فريق الخصم يكبره بـ20 سنة.
وتوج الفرنسي جوست فونتين هدافا لبطولة كأس العالم 1958 برصيد قياسي لم يتم تحطيمه حتى الآن بواقع 13 هدفًا، رغم أنه شارك بالصدفة، كبديل بعد إصابة المهاجم الأساسي للمنتخب ونادي ريمس، والأغرب من ذلك، أنه سدد 17 مرة فقط بين القائمين والعارضة، مسجلا 13 هدفا، في المقابل تصدىت الألواح الخشبية لاثنين ومثلهما لحارس المرمى.
• مونديال تشيلي 1962: هزّ تشيلي أعظم زلزال سجل على سطح الكرة الأرضية قبل كأس العالم بعامين، لكن ذلك لم يمنعها من استضافة الحدث الكروي الأهم، بعد التغلب على الجارة الأرجنتين في مباراة أصوات اللجنة التنفيذية للفيفا، بالحصول على 32 صوتا، مقابل 11 لوطن التانغو.
كالعادة، انسحبت مصر وسوريا والسودان من التصفيات، لكن هذه المرة، كان المنتخب المغربي قريبا من تسجيل ظهوره الأول في المونديال، لولا هزيمته في المباراة الفاصلة أمام إسبانيا بنتيجة 4-2، لتقام النسخة السابعة بدون ممثلين عن آسيا وأفريقيا، للمرة الأولى منذ النسخة الأولى.
ورغم طرد نجم البطولة غارينشا في مباراة نصف النهائي التي جمعت منتخب بلاده البرازيلي بالمنتخب المنظم التشيلي، وبموجب القواعد، كان من المفترض أن يغيب عن نهائي تشيكوسلوفاكيا، لكن المفارقة، أن الرئيس البرازيلي تدخل بنفسه، وعرف كيف يقنع الفيفا بتعليق العقوبة، ليشارك في النهائي ويقود السامبا للقب الثاني على التوالي، رغم غياب بيليه، الذي تعرض لإصابة في دور المجموعات، على إثرها لم يستكمل المونديال. وتساوى 6 لاعبين بصدارة هدّافي بطولة كأس العالم 1962، حيث نجح البرازيليان فافا وغارينشا بتسجيل 4 أهداف، بجانب اليوغوسلافي درازان يركوفيتش، التشيلي ليونيل سانشيز، السوفييتي فالنتين إيفانوف، والمجري فلوريان ألبرت.
مونديال الإنكليز 1966: تم إعلان إنكلترا كمستضيفة في 22 أغسطس/آب 1960 في العاصمة الإيطالية روما، متفوقة على إسبانيا وألمانيا، والطريف أن الكأس التي كان يُطلق عليها جول ريميه، سُرقت من معرض ستانلي للطوابع البريدية في وستمينستر قبل شهر من انطلاق المونديال، رغم المراقبة الجيدة من شرطة مدينة لندن وعلى بعد بضعة أمتار من مقر البرلمان الإنكليزي، إلى أن عادت لاحقا بالصدفة بمساعدة كلب بوليسي، كان يدعى بيكلز.
وحضرت ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث نهائي كأس العالم الذي أقيم لأول مرة على ملعب ويمبلي، وبلغ عدد الحضور 100 ألف متفرج، وكان أول نهائي يمتد ويُحسم في الأشواط الإضافية، بعد تسديدة جيف هيرست، التي ارتطمت في العارضة ولم تتجاوز خط المرمى، مع ذلك احتسبها الحكم هدفا، بناء على إشارة المساعد السوفيتي باتشرموف، قبل أن يُضيف نفس اللاعب الهدف الرابع للإنكليز، بتسديدة صاروخية، جلبت أول وآخر كأس عالم لمهد كرة القدم.
وفاز إيزيبيو بجائزة هداف البطولة برصيد 9 أهداف، وشهدت هذه النسخة من المونديال تسجيل 89 هدفاً في 32 مباراة.
المكسيك 1970: تخلفت العديد من منتخبات الصفوة في الترشح لمونديال المكسيك في بداية حقبة السبعينات، أبرزها المنتخب الفرنسي، الذي أقصي على يد السويد، وإسبانيا خرجت على يد بلجيكا، حتى ثالث العالم في نسخة 1966، المنتخب البرتغالي، ترك مكانه للمنتخب الروماني، وفي أمريكا الجنوبية، تفوق المنتخب البيروفي على الأرجنتين.
وشهدت كأس العالم 1970، الظهور الأول للمنتخب المغربي في كأس العالم، ورغم هزيمته أمام ألمانيا والبيرو، إلا أنه تمكن من الحصول على أول نقطة في تاريخ مشاركات المنتخبات العربية، بفضل تعادله مع المنتخب الكرواتي بهدف لمثله.
واعتمد الفيفا للمرة الأولى في هذه النسخة، نظام العقوبة بالبطاقات الصفراء والحمراء، التي استوحاها الحكم الإنكليزي كين آستون من إشارات المرور، وكذا تم تطبيق نظام التبديل، بمنح كل منتخب حق استبدال لاعبين فقط، وكان السوفييتي أناتولي بوزاك أول بديل في تاريخ المونديال، بعد مشاركته على حساب سيرجي سيبرانيكوف في المباراة الافتتاحية أمام المكسيك، وكان ذلك على الهواء مباشرة ببث ملون، للمرة الأولى أيضا.
وقبل المونديال، استبعد المدرب البرازيلي سالدانيا النجم بيليه من تشكيلة البرازيل قبل بدء كأس العالم، فأقاله الاتحاد البرازيلي وعين بدلا عنه ماريو زاغالو زميل بيليه في كأس العالم 1958، ليعود إلى الوطن بثالث كأس عالم، بعد إزاحة الجارتين بيرو وأوروغواي من ربع ونصف النهائي، قبل أن يأتي الدور على إيطاليا لتكون ضحية بيليه ورفاقه، في النزهة التي انتهت برباعية مقابل هدف، منهم هدف العادة جيرزينيو، الذي يعتبر اللاعب الوحيد في التاريخ، الذي سجل في كل مباريات منتخبه في البطولة، ومع ذلك، لم يحصد جائزة الهداف، التي ذهبت لجيرد مولر، بفضل أهدافه العشرة.
• ألمانيا الغربية 1974: بعد احتفاظ البرازيل بكأس جول ريميه، بالحصول عليها 3 مرات، وقع الاختيار على الفنان الإيطالي سيلفيو غازانيغا، لينال شرف نحت الكأس الجديدة.
ولعبت البطولة بنظام جديد، وذلك بتقسيم الفرق الـ16 إلى 4 مجموعات يتأهل من كل واحدة منها فريقان إلى دور المجموعتين الذي يضم 8 فرق، ويتأهل بطل كل مجموعة مباشرة إلى المباراة النهائية، ويلعب أصحاب المركز الثاني في المجموعتين مباراة لتحديد صاحب المركز الثالث، وهذا يعني إلغاء الدور نصف النهائي في البطولة.
شهدت البطولة لقاء ألمانيا الغربية وجارتها ألمانيا الشرقية لأول مرّة في تاريخ المنتخبين، وانتهت بتحقيق مفاجأة من العيار الثقيل، بفوز ألمانيا الشرقية على مستضيف البطولة 1-0، وبالمثل التقى كبيرا القارة اللاتينية المنتخب الأرجنتيني ونظيره البرازيلي لأول مرة في تاريخ كأس العالم في دور المجموعتين، وانتهت المباراة بفوز البرازيليين 2-1.
ومن ظواهر هذه النسخة، أن المنتخب البولندي كان أول من يقهر البرازيل والأرجنتين وإيطاليا في مونديال واحد، ومثله كان المنتخب الهولندي أول من يتلاعب بجبابرة القارة اللاتينية البرازيل، الأرجنتين وأوروغواي في نسخة واحدة.
واحتسب الحكم الإنكليزي جاك تايلر، أول ركلة جزاء في مباراة نهائية، لمصلحة هولندا ضد ألمانيا الغربية، ليرد بعدها أصحاب الأرض بثنائية عن طريق باول برينتر بنفس الكيفية، ثم الهدف رقم 100 للماكينات في كأس العالم، والتتويج باللقب الثاني على طريق جيرد مولر، لتصبح ألمانيا أول بلد يعانق الكأس الجديدة، ورابع بلد تنظم كأس العالم وتفوز به بعد أوروغواي، إيطاليا وإنكلترا، أما جائزة الهداف، فكانت من نصيب البولندي غريغوري لاتو، برصيد 7 أهداف.
• الأرجنتين 1978: بسبب الانقلاب العسكري الذي قام به الجنرال خورخي فيديا قبل عامين من انطلاق المونديال، فاجأ نجم الجيل آنذاك يوهان كرويف، عالم كرة القدم، بعدم سفره إلى الأرجنتين، اعتراضا على المذابح التي ارتكبها الجنرال العسكري في البلد اللاتيني، فضلا عن غياب 5 من أبرز نجوم ألمانيا الغربية، بطلة النسخة السابقة، في مقدمتهم فرانز بيكنباور وجيرد مولر لأسباب أمنية.
وشهد المونديال الأرجنتيني ظهور ممثل عربي ثالث بعد مصر والمغرب، وهو المنتخب التونسي، الذي حقق أول انتصار عربي في التاريخ، على حساب المكسيك بثلاثية مقابل هدف، من إمضاء علي كعبي ونجيب غميض ومختار الذويب. وخسر نسور قرطاج مباراتهم الثانية في المجموعة بهدف نظيف أمام بولندا، ثم تعادلوا في اللقاء الختامي مع حامل اللقب منتخب ألمانيا الغربية، ليودع المنتخب التونسي البطولة مرفوع الرأس، محتلا المرتبة الثالثة برصيد 3 نقاط، بفارق نقطة واحدة عن الوصيف الألماني.
وأقيمت المباراة النهائية في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، وسط حضور أكثر من 70 ألف مشجع في ملعب «مونيومنتال»، وفاز البلد المنظم على وصيف نسخة 1974 المنتخب الهولندي، بنتيجة 3-1، بعدما امتدت للأشواط الإضافية، منهم ثنائية لهداف البطولة ماريو كمبيس، صاحب الأهداف الستة.
• مونديال المؤامرة 1982: يُعرف مونديال إسبانيا 1982 بين الجمهور العربي عموما والجزائري بالتحديد، بـ«مؤامرة خيخون»، التي دبرتها ألمانيا الغربية مع النمسا، من أجل إقصاء رابح ماجر ورفاقه من الدور الأول لكأس العالم، بعدما جمعوا 4 نقاط من انتصارين على ألمانيا الغربية وتشيلي، مقابل هزيمة أمام النمسا، التي هُزمت في اللقاء الأخير أمام الألمان بهدف نظيف، وهي النتيجة الوحيدة، التي كانت تكفي لخروج محاربي الصحراء.
وشهد المونديال حادثة أخرى فريدة من نوعها، وكانت في مباراة فرنسا والكويت، وتحديدا بعدما سجلت فرنسا الهدف الرابع، حيث احتج لاعبو الكويت على صحة الهدف، ليتدخل الشيخ فهد الأحمد الصباح رئيس الاتحاد الكويتي وشقيق أمير البلاد، بالنزول إلى أرض الملعب، ليقنع الحكم السوفييتي ستوبار، بإلغاء الهدف، وهو ما حدث بالفعل، ورغم ذلك، عاد منتخب الديوك ليسجل الهدف الرابع، في المقابل خسر الحكم شارته الدولية ولم يظهر في أي مباراة دولية أخرى.
ووصلت إيطاليا للدور التالي بدون تحقيق أي فوز، إذ تعادلت مع الكاميرون 1-1 ومع البيرو 1-1 ومع بولندا 0-0، لتتجاوز الأرجنتين والجيل الأسطوري للبرازيل بقيادة زيكو، سقراط وفالكاو في الدور الثاني، ثم بولندا في نصف النهائي، وفي الأخير قضت على ضحيتها المفضلة ألمانيا بثلاثية مقابل هدف في نهائي «سانتياغو بيرنابيو».
وتم الاحتكام لركلات الترجيح للمرة الأولى في المونديال، في مباراة نصف النهائي بين ألمانيا الغربية وفرنسا، كذلك أهدر الإيطالي كابريني ركلة جزاء في المباراة النهائية مع ألمانيا الغربية في بطولة كأس العالم 1982، كأول ركلة جزاء تُهدر في المباريات النهائية لكأس العالم. وظفر الإيطالي باولو روسي بجائزة الهداف، برصيد 6 أهداف، كذلك حاز على جائزة أفضل لاعب، رغم انقطاعه عن اللعب لعامين بسبب قرار قضائي بسجنه سنتين بعد فضيحة التوتونيرو بإيطاليا الخاصة بالتلاعب بنتائج المباريات.
• مونديال مارادونا 1986: حصلت المكسيك على شرف استضافة المونديال للمرة الثانية في تاريخها، بعد اعتذار كولومبيا بشكل رسمي، بسبب الضائقة المالية، التي عصفت بالبلاد قبل تنظيم الحدث، لتصبح المكسيك أول دولة تنظم كأس العالم مرتين، رغم الزلازل القوي، الذي هز البلاد عام 1985.
وشهد المونديال مشاركة ممثلين عن عرب آسيا وأفريقيا، وكانا العراق والمغرب، وأحدث أسود أطلس مفاجأة مدوية، بالوصول إلى الأدوار الإقصائية، ليصبح أول منتخب عربي يحقق هذا الإنجاز، بعد تعادله مع إنكلترا وبولندا بدون أهداف، ثم بتجاوز البرتغال بنتيجة 3-1، أما أسود الرافدين، فلم يعرفوا سوى الهزيمة أمام المكسيك، باراغواي وبلجيكا.
ويُعرف حتى الآن بمونديال مارادونا، للطريقة التي غير بها نظرة العالم للاعب كرة القدم، بخرافاته مع التانغو الأرجنتيني، منها الهدف الأفضل والأجمل في تاريخ المونديال، الذي سجله في مرمى المنتخب الإنكليزي في ربع النهائي، بمراوغة كل من يقابله من منتصف ملعبه، والأغرب هدفه الشهير باليد في نفس المباراة، وتبعها قاد بلاده لتجاوز بلجيكا في نصف النهائي، ثم الماكينات الألمانية بنتيجة 3-2 في النهائي.
وعادلت ألمانيا رقم هولندا السلبي، بالحسرة على المباراة النهائية لكأس العالم للمرة الثانية على التوالي، بينما ربح أيقونة توتنهام والمنتخب الإنكليزي غاري لينيكر جائزة الهداف.
• مونديال سكيلاتشي 1990: استضافت إيطاليا كأس العالم للمرة الثانية في تاريخها عام 1990، معادلة رقم المكسيك، التي نجحت بدورها في تنظيم البطولة مرتين عامي 1970 و1986.
ومرة أخرى شارك منتخبين عرب في كأس العالم، وهما الإمارات ومصر، وكانت المرة الأولى والأخيرة للفريق الخليجي، أما الفراعنة، فتركوا واحدة من أسوأ البصمات في التاريخ، بتحويل مباراتهم ضد أيرلندا، إلى الأكثر مللا في كل العصور، بفاصل من اللعب السلبي بين أحمد شوبير وطاقم المدافعين، بتدوير الكرة بينهما في أغلب فترات المباراة، ما تسبب لاحقا في تعديل قوانين الفيفا، بمنع الحارس من الإمساك الكرة بيده عندما تعود إليه من قدم زميله.
وشارك النجم الكاميروني روجيه ميلا بعمر 38 عاما، بطلب من رئيس البلاد، ليتحول إلى لقطة ثابتة في أرشيف المونديال، برقصته الشهيرة على الخط، بعد هدفه الشهير في مرمى الحارس الكولومبي هيغيتا، والتي تكررت 4 مرات في البطولة.
ونال الإيطالي سالفاتوري سكيلاتشي جائزة البطولة برصيد 6 أهداف، في واحدة من كبرى المفاجآت، لقلة خبرته وعلامات الاستفهام الكثيرة حول سبب استدعائه قبل المونديال، حيث كان رصيده قبل كأس العالم، مباراة واحدة بقميص الأدزوري. وفي ليلة بكى فيها دييغو مارادونا، فازت ألمانيا على الأرجنتين بهدف نظيف في المباراة النهائية، سجله أندرياس بريمه، من علامة الجزاء، لتعادل ألمانيا البرازيل في عدد مرات حمل كأس العالم، بواقع 3 مرات لكل منتخب، غير أن فرانز بيكنباور، عادل كذلك رقم زاغالو، بالفوز بالمونديال كلاعب ومدرب.
• أمريكا 1994: كانت المرة الأولى التي تستضيف فيها الولايات المتحدة، كأس العالم، وإلى الآن، هناك اعتقاد سائد بأنه كان المونديال الأجمل في العصر الحديث، للتقارب الملفت في مستوى أغلب المنتخبات، في آخر نسخة جمعت صفوة منتخبات العالم الـ24.
وكانت المرة الأولى، التي يعتمد فيها الفيفا نظام الفوز بثلاث نقاط، والتعادل نقطة واحدة، بعد عقود من اعتماد الفوز بنقطتين فقط.
ودخل مهاجم روسيا أوليغ سالينكو التاريخ من أوسع أبوابه، بتسجيل خمسة أهداف دفعة واحدة في شباك المنتخب الكاميروني، ليصبح الأكثر تسجيلا للأهداف في مباراة واحدة في تاريخ المونديال. وشهد المونديال الظهور الأخير لمارادونا على المستوى الدولي، بعد إدانته بتعاطي المخدرات، ومعاقبته بالحرمان من استكمال البطولة، في ما تبقى اللقطة الأشهر، تلك التي كان بطلها أسطورة إيطاليا روبرتو باجيو، بإهدار ركلة الجزاء الحاسمة في النهائي أمام البرازيل، حيث كان أول نهائي يُحسم بركلات الترجيح.
وتقاسم أيقونة بلغاريا خريستو ستويتشكوف والروسي أوليغ سالينكو جائزة الهداف، بإجمالي 6 أهداف لكل لاعب، علما أنها النسخة الأكثر مشاهدة تاريخيا، بحضور 3.9 مليون مشاهد في مدرجات الملاعب الأمريكية، بمعدل يلامس الـ70 ألفا في المباراة الواحدة، وهو رقم لم يُحطم حتى الآن.
• زيدان 1998: أول نسخة تُقام بالنظام الحالي، بمشاركة 32 منتخبا، وأول مرة يطبق فيها نظام الهدف الذهبي، وكان من نصيب الفرنسي لوران بلان، وكان في شباك الأسطورة تشيلافيرت في الدور ثمن النهائي.
هذه المرة، حضر العرب بالثلاثي السعودية وتونس والمغرب، مع ذلك، غادروا البطولة من الدور الأول، منهم مؤامرة لم ولن تمحى من ذاكرة صلاح الدين بصير وجماهير أسود أطلس، دبرها المنتخب البرازيلي بالتعاون مع النرويج، في المباراة الموازية لحفلة المغرب على اسكتلندا، حيث انحنى بطل العالم أمام المنتخب الاسكندينافي، ليتأهلا معا إلى الدور التالي، على حساب ممثل العرب.
وأعطت ركلات الترجيح ظهرها للمنتخب الإيطالي للمرة الثالثة على التوالي، بعد الأرجنتين في نصف نهائي 90 والبرازيل 94، وهذه المرة كانت أمام صاحب الأرض منتخب فرنسا في الدور ربع النهائي.
وأدار الحكم المغربي الراحل سعيد بلقولة المباراة النهائية، التي جمعت فرنسا بالبرازيل، وانتهت بفوز البلد المنظم بثلاثية نظيفة، منها ثنائية نادرة برأس الجزائري الأصل زين الدين زيدان، وكان أول تتويج للديوك، على حساب الجيل البرازيلي المرعب، بقيادة الظاهرة رونالدو في أعظم لحظاته في مسيرته الاحترافية، بينما ذهبت جائزة الهداف للكرواتي سوكر، والأفضل للظاهرة.
• ريمونتادا رونالدو 2002: أقيمت منافسات مونديال 2002 في 20 مدينة، وعلى أرضية 20 ملعباً، إذ قامت كوريا الجنوبية واليابان باستضافة الحدث على 10 ملاعب لكل منهما، معظمها تمّ بناؤه حديثا وقبل الانطلاقة، كأول مرة يتم فيها تنظيم البطولة خارج أوروبا والأمريكيتين.
وخرجت فرنسا حاملة اللقب 1998 من الدور الأول لكأس العالم، دون أن يسجل نجومها أي هدف، وهو أسوأ سجل لفريق حامل اللقب في تاريخ البطولة، تأثرا بغياب زيدان، الذي تحامل على نفسه وشارك في اللقاء الأخير أمام الدنمارك، وهو مصاب.
وكانت النسخة الأولى، التي يتم فيها تشفير المباريات، بإلزام المشاهد على الاشتراك في القنوات الرياضية الخاصة الجديدة آنذاك، نظير مشاهدة لعبة الفقراء، وذلك بعد عقود من البث المجاني في كل أرجاء العالم.
وتأهلت كوريا الجنوبية إلى نصف النهائي، بعد إقصاء إيطاليا وإسبانيا، بأخطاء تحكيمية كارثية، بقيادة الحكم الإكوادوري بايرون مورينو أمام أسياد الدفاع، والمصري جمال الغندور أمام الماتادور، إلى أن توقف المشوار أمام ألمانيا في اللقاء المؤهل للمباراة النهائية.
وكان الظاهرة رونالدو يعطي دروسا مجانية في الإرادة وقهر المستحيل، بعودة خارقة من إصابته المروعة، التي أبعدته عن الملاعب أكثر من 18 شهرا، بقيادة بلاده لمعانقة الذهب للمرة الخامسة والأخيرة، بفضل أهدافه الثمانية، كأول لاعب يكسر حاجز الستة أهداف، منذ عقود، كان أبرزهم وأكثرهم أهمية، ثنائيته في مرمى أفضل لاعب في البطولة، الحارس أوليفر كان، في المباراة النهائية.
• معجزة إيطاليا 2006: استضافت ألمانيا نسخة 2006 حيث تعرض الفيفا والبلد المستضيف لهجوم حاد بسبب اتهامات بالفساد سواء بالضغط على أعضاء الاتحاد الدولي أو أعطاء رشاوي لشراء أصواتهم ولتأمين تنظيمها للبطولة على حساب جنوب أفريقيا، لكن في الأخير نفت برلين الاتهامات.
ومرة أخرى وقعت السعودية في مجموعة واحدة مع ممثل العرب الثاني المنتخب التونسي، وكلاهما خرج على يد إسبانيا وأوكرانيا.
وشهد المونديال الألماني الظهور الأول للثنائي الأفضل في العصر الحديث كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، في كأس العالم مع البرتغال والأرجنتين.
وحصدت إيطاليا اللقب الرابع تاريخيا، بعد الإطاحة بأستراليا ثم أوكرانيا في ثمن وربع النهائي، قبل أن يأتي موعد الصدام مع صاحب الأرض، تلك المباراة التي ظلت على نتيجة البياض، إلى أن فعلها الضيوف بتسجيل هدفين عن طريق فابيو غروسو وألكس ديل بييرو، وأيضا في الأشواط الإضافية، بذكريات نصف نهائي 1982.
ورغم طرد زيدان في النهائي، إلا أنه نال جائزة أفضل لاعب في البطولة، في المقابل خرج الألماني كلوزه بجائزة الهداف، والاخطبوط جيجي بوفون بجائزة القفاز الذهبي، كأفضل حارس، والمثير أن إيطاليا توجت باللقب، في خضم فضيحة الكالتشيو بولي.
• آخر الأبطال 2010: استضافت جنوب أفريقيا المونديال، كأول بلد أفريقي يحظى بهذا الشرف، وأول بلد بعد اليابان وكوريا الجنوبية، تُسند إليه مهمة التنظيم من خارج أوروبا والأمريكيتين.
كان الاعتقاد السائد، بأن ميسي ورونالدو، سيذهبان بالأرجنتين والبرتغال لأبعد مكان في البطولة، لكن الأول توقف أمام الألمان في ربع النهائي، بينما الثاني غادر مبكرا من الدور الـ16، بالهزيمة أمام إسبانيا بهدف ديفيد فيا الوحيد، الذي خطف جائزة أفضل لاعب في البطولة، بعد منافسة شرسة مع دييغو فورلان وويسلي شنايدر.
وخطف توماس مولر، جائزة أفضل لاعب صاعد، مدربه يواكيم لوف على جائزة أفضل مدرب، بينما ذهبت جائزة القفاز الذهبي للقديس إيكر كاسياس.
وكان المنتخب الإسباني، ثامن وآخر بطل لكأس العالم، بعد السبعة الكبار، وذلك بعد فوزه على ملك النحس، المنتخب الهولندي بهدف الرسام أندريس إنييستا، في ثالث نهائي يتحسر عليه شعب الأراضي المنخفضة.
• الغزو الألماني 2014: سارت البرازيل على خطى المكسيك وإيطاليا وفرنسا، بالحصول على شرف تنظيم كأس العالم للمرة الثانية في العام 2014.
ويتذكر الجمهور العربي الأداء العظيم للمنتخب الجزائري أمام ألمانيا في موقعة دور الـ16، تلك المباراة التي كان بطلها الحارس مانويل نوير، ولولا غياب التوفيق، لتأهل محاربي الصحراء إلى ربع النهائي.
وبعد النجاة من الفخ الجزائري، شقت ألمانيا طريقها نحو النهائي، بإزاحة فرنسا من ربع النهائي، ثم إهانة البرازيل بالسبعة النكراء في أتعس ليلة في تاريخ وطن السامبا، وفي الأخير جاء الدور على ليونيل ميسي، ليكون الضحية في النهائي، بعد الندم على فرصة هيغواين، التي أعادت إلى الأذهان الفرصة التي أهدرها روبن أمام إسبانيا، وعوقب بعدها بهدف إنييستا، تماما كما فعلها الفتى المعجزة ماريو غوتزه. وعادلت ألمانيا عدد مرات فوز إيطاليا باللقب العالمي، لكل منهما 4 ألقاب، على بعد بطولة واحدة من ملوك السيليساو.
وبلغ متوسط عدد الأهداف في المباراة الواحدة 2.69، وهذا أكبر من متوسط كأس العالم بجنوب إفريقيا قبل أربع سنوات وقدره 2.27 هدف في المباراة الواحدة، إلا أنه أقل بكثير من الرقم القياسي لمتوسط عدد الأهداف في كأس العالم بسويسرا عام 1954 والبالغ 5.38 هدف.
وتمكن الأسطورة ميروسلاف كلوزه، من الوصول لهدفه رقم 16 على مستوى كأس العالم، ليصبح الهداف التاريخي لكأس العالم، بفارق هدف عن الظاهرة رونالدو.
• مونديال الثلج 2018: نظمت روسيا النسخة رقم 21، بمشاركة 32 منتخبا، في حضور أساطير ونجوم الحقبة، في مقدمتهم رونالدو وميسي، ومحمد صلاح، بعد ظهور الفراعنة للمرة الثالثة في كأس العالم.
ومرة أخرى، صُدم عشاق الدون وليو، بالخروج المبكر للبرتغال والأرجنتين من دور الـ16 على يد أوروغواي وفرنسا.
وكالعادة، لعبت السعودية ضد واحد من ممثلي العرب، وكان المنتخب المصري، ورغم فوز السعودية على أصدقاء صلاح، المصاب في كتفه، إلا أنه لم يكن كافيا لمرافقة أوروغواي إلى الدور التالي، بعدما جمع البلد المنظم 6 نقاط من الثنائي العربي.
وشهد مونديال الثلج، أكبر حضور عربي على الإطلاق، بمشاركة تونس والمغرب والسعودية ومصر، لكنهم أخفقوا في التأهل للدور التالي.
وشهدت البطولة تسجيل 169 هدفا، فيما توج اللاعب الإنجليزي هاري كين بلقب الهداف بعد أن نجح في تسجيل 6 أهداف، بفارق هدفين عن أقرب اللاعبين له.
وتوجت فرنسا باللقب للمرة الثانية في تاريخها، معادلة رقم أوروغواي والأرجنتين، وعلى بعد لقبين من الجارتين ألمانيا وإيطاليا، وثلاثة عن البرازيل، فهل ستشهد نسخة قطر البطل التاسع؟[ads3]