” الجمعة السوداء ” تخيب آمال قطاع التجزئة في ألمانيا .. الشركات غير راضية عن الإيرادات

لم تفلح عروض الجمعة السوداء في ألمانيا في رفع معنويات قطاع التجزئة، إذ كشفت نتائج استطلاع للرأي بين الشركات، أن الأسبوع الأخير قبل حلول موسم الأعياد جاء مخيبا للآمال.

وأعلن اتحاد التجارة في ألمانيا، أن الاستطلاع الذي أجراه أوضح أن نسبة الشركات غير الراضية عن إيرادات الأسبوع الماضي وصلت إلى 51 في المائة مقابل أكثر من 33 في المائة من الشركات أعربت عن رضاها عن إيراداتها.

من جانبه، قال شتيفان جنت الرئيس التنفيذي للاتحاد في بيان إن التجار شعروا بتأثير حالة عدم اليقين الموجودة لدى المستهلكين، ومع ذلك فمن الممكن ملاحظة وجود انتعاش واضح في الأعمال التجارية في أول عطلة أسبوعية من العطلات الأربع السابقة لعيد الميلاد”.

وأفاد الاتحاد بأن شركات التجارة العاملة في مجال الإلكترونيات الترفيهية والتجميل والمواد الغذائية على وجه الخصوص أعلنت تحقيق إيرادات جيدة، وفقا لـ “الألمانية”.

وذكر الاتحاد أن الهواتف الذكية والزينة والسترات الصوفية “بلوفرات” وملابس التريكو والحلي والكوبونات تعد من أكثر المنتجات شعبية.

وأوضح أن سبب المسار المختلط للمبيعات في الأسبوع الماضي يتمثل في تدني عدد الزبائن لدى المحال في قلب المدن، حيث لم يتحسن هذا العدد بعد منذ تراجعه بسبب جائحة كورونا.

ويتوقع الاتحاد أن يصل إجمالي إيرادات قطاع تجارة التجزئة في ألمانيا في آخر شهرين من هذا العام إلى أكثر من 120 مليار يورو بتراجع حقيقي بنسبة 4 في المائة مقارنة بإيرادات العام الماضي.

ويواجه الاقتصاد الألماني ركودا اقتصاديا خلال الشهور المقبلة مع استمرار التضخم المرتفع، وارتفاع متزايد للأجور، وفقا لتوقعات البنك المركزي الألماني.

وكتب البنك في تقريره الشهري، أنه من المتوقع حدوث انكماش آخر في نصف العام الشتوي، وذلك على الرغم من النمو الاقتصادي المفاجئ في الربع الصيفي.

ورأى أن “من الممكن لمعدل التضخم أن يظل في نطاق العشرات في فترة ما بعد نهاية العام الحالي”، قائلا إن تحمل الدولة لسداد قسط الغاز في كانون الأول (ديسمبر) المقبل سيخفف العبء على المستهلكين “لكن لا يزال من غير الواضح بعد إلى أي مدى سينعكس هذا في قياس السعر الرسمي وبالتالي في معدل التضخم”.

وكان معدل التضخم السنوي في ألمانيا قد ارتفع في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي إلى 10.4 في المائة، ويرى البنك المركزي حاليا، أن هناك خطرا متزايدا لما يعرف بتأثيرات الجولة الثانية للتضخم.

وأشار إلى أنه إذا أدى التضخم إلى ارتفاع اتفاقيات الأجور الجماعية، وبالتالي ارتفاع تكاليف الأجور، فإن ذلك سيؤدي بدوره إلى زيادة معدل التضخم، وفي هذه الحالة ستتزايد الأجور والأسعار وهكذا سيتعزز التضخم.

ووفقا للبنك، كانت اتفاقيات الأجور الجماعية الأخيرة قوية، وإضافة إلى ذلك، فإن النقابات تطالب بزيادات كبيرة استثنائية في الأجور بسبب التضخم، وعلى سبيل المثال تطالب نقابة فيردي للعاملين في قطاع الخدمات بزيادة 10.5 في المائة للعاملين في القطاع العام لدى الحكومة الاتحادية والبلديات لمدة 12 شهرا.

في الوقت نفسه، كتب البنك أنه ليس من المتوقع أن تسفر هذه المطالب عن اتفاقيات أجور فعلية بهذه القيمة، لكنه قال “وحتى إن لم يشر هذا إلى تسارع التضخم بفعل الأجور، فإنه زاد من خطر تأثيرات الجولة الثانية”.

يشار إلى أن المتسوقين الأمريكيين أنفقوا مبلغا قياسيا يصل إلى 9.12 مليار دولار عبر الإنترنت في “الجمعة السوداء”، الذي انتهز فيه المستهلكون الخصومات الكبيرة لمواجهة ضغوط التضخم المرتفع، وفقا لـ”رويترز”.

وقالت أدوبي أناليتكس، ذراع البيانات التابعة لشركة أدوبي في تقرير، إن الإنفاق عبر الإنترنت ارتفع 2.3 في المائة، وذلك بفضل المستهلكين الذين ترقبوا العروض في أيام التخفيضات الكبرى على المنتجات، رغم أن التخفيضات بدأت أوائل أكتوبر.

وتملك أدوبي أناليتكس، التي تقيس حجم التجارة الإلكترونية من خلال تحليل المعاملات على المواقع الإلكترونية، حق الوصول إلى بيانات تشمل المشتريات من 85 في المائة من أكبر 100 شركة بيع بالتجزئة عبر الإنترنت في الولايات المتحدة. وتنبأت بأن مبيعات “الجمعة السوداء” سترتفع بنسبة ضئيلة قدرها 1 في المائة. (DPA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها