ماذا يحدث في دماغك عندما تغضب ؟
كشف تقرير فرنسي، عن التغييرات التي تحدث في الدماغ وعلى هرمونات الجسم، عند شعور الإنسان بحالة من الغضب، وانعكاس ذلك على السلوك.
وبحسب موقع “nospensees”، فإنه “عند الغضب تحدث في الدماغ تفاعلات تلقائية تحدد ما تشعر به والطريقة التي تتصرف بها نتيجة لذلك”.
وذكر التقرير، أن “الغضب يغيّرنا ويضعنا في مواجهة أشخاص آخرين، ويجعلنا نلجأ لخيارات لا بمكن أن نختارها في الظروف العادية أبدًا”.
وأضاف أن “الغضب رد فعلٍ انفعالي يحدث عندما نشعر بالظلم أو بالتهديد، وبالتالي فإنه يقودنا إلى الرد لحماية أنفسنا والدفاع عنها، لتجنب نوع معيّن من الضيق والانزعاج وعدم الراحة، أو للحصول على فائدة ما. يعني أن الغضب انفعال ضروري ومفيد، لأنه يجعلنا قادرين على التفاعل ويسمح لنا بوضع حدود”.
ومع ذلك، فإنّ هذه التغييرات التي تحدث في سلوكنا وفي حالتنا الذهنية تخضع لسلسلة محددة من عمليات الدماغ التي صرنا بفضل البحث العلمي نعرف عنها أكثر فأكثر، بحسب التقرير.
ولفت إلى أن تنشيط الدماغ وعمل الغدد الصماء يلعب دورًا مهمًا، وفي ما يلي النتائج الأكثر إثارة للاهتمام في هذا الصدد:
النظام الهرموني
وتابع التقرير أنه “عندما نغضب يطلق الجسم كميات أكبر من مادة النُورإِبينِفْرِين أو النُورأدرينالين، ما يؤدي إلى زيادة الإثارة الجسدية والانفعالية. وهذا ما يحث على زيادة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، كما ترتفع مستويات الدوبامين (الذي يحثنا على المنافسة والدفاع ضد المخاطر) والجلوتامات وهو ناقل عصبي”.
وعلى العكس من ذلك، أثناء نوبة الغضب تنخفض مستويات هرمون السيروتونين وهرمون الفازوبريسين.
ولكن في ما وراء ذلك تم العثور على اتحاد مهمّ بين مادتي التستوستيرون والكورتيزول، اللتين تتدخلان استجابة للغضب، كما تم ربط التستوستيرون بشكل عام بالسلوك العدواني والهيمنة، كما ثبت أنه يزداد عندما نغضب.
في المقابل، يرتبط الكورتيزول الذي يتم إطلاقه استجابة للتوتر، بسلوك الرضوخ والكبح، ويبدو أنه يتوسط في تأثير هرمون التستوستيرون.
وهكذا أظهرت بعض الدراسات، أنّ هرمون التستوستيرون لا يرتبط بالعدوانية إلا عندما تكون مستويات الكورتيزول منخفضة، وعلى العكس من ذلك، فعندما تكون عالية فإنها تقلل من تأثير الهرمون الآخر على السلوك.
الارتباطات العصبية
ويشير التقرير إلى أن “كل واحدة من الانفعالات تقدم صفات تنشيط دماغي متمايز، وفي حالة الغضب يتم ذلك بواسطة اللوزة”.
وهذه اللوزة لها بنية تحت قشرية صغيرة تشكل جزءًا ممّا يسمى الدماغ الانفعالي أو الجهاز الحوفي، وهي تَنشط عن طريق منبهات مهدِّدة لضمان المقاومة والبقاء، وهي تفعل ذلك من خلال السيطرة على السلوك.
وبالتالي فإنها تُعطل مناطق في الدماغ مثل قشرة الفص الجبهي المرتبطة بالفكر المنطقي، والتحكم في الانفعالات، وبالتالي يصبح الجزء العقلاني لدينا مكبوتًا ونصبح محاصرين في رد الفعل الانفعالي الفوري هذا.
الآثار المترتبة
وفقًا للتقرير، فإن كل ما سبق يَظهر على سلوكنا، ما يؤدي إلى أن نستعد للقتال أو الفرار، ونولي مزيدًا من الاهتمام بالتفاصيل لحد أنه يصعب الوقوع في الخطأ، وعمليات الذاكرة ترتفع حدّتها.
وعند الغضب، نريد أن نكون على حق، لذلك يكاد يكون من المستحيل أن نهدأ، ونكون غير قادرين على تحليل الموقف بشكل موضوعي وهادئ والتفكير فيه.
وتابع التقرير: “مع ذلك، كما قلنا، فإنّ جميع العمليات البيولوجية التي تتحرك عندما نغضب لا تعفينا من مسؤوليتنا، في الواقع يمكننا (بل ويجب علينا) أن نتعلم كيف ندير الغضب بطريقة صحية”.
وهذا لا يعني قمعها وكبتها، ولكن يعني أن تتعلم كيف تعالج الانفعال دون الانجراف وراءه. وذلك على سبيل المثال من خلال السعي لتنشيط الجزء المنطقي من الدماغ ومحاولة العودة إلى الحاضر وإلى مركزنا. وإذا لم نجد بدًا من الابتعاد مؤقتًا حتى نستعيد الهدوء، علينا أن لا نتردد في ذلك.[ads3]