ألمانيا تضمن قرض توريد غاز بـ 3 مليارات دولار لصالح هذه الشركة

وقّعت “ترافيغورا غروب” (Trafigura Group) لتجارة السلع على قرض مدعوم من الحكومة الألمانية بقيمة 3 مليارات دولار لتوريد الغاز، حيث تكثف برلين جهودها لتأمين الموارد الطبيعية في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

أتمت “ترافيغورا”، التي ستستفيد بشكل أساسي من محفظتها العالمية للغاز، والغاز الطبيعي المسال، أول عملية تسليم في الأول من نوفمبر، بحسب بيان صادر عن المؤسسة التجارية اليوم الإثنين. تأتي تلك الصفقة تأكيداً لتقرير سابق نشرته “بلومبرغ نيوز”.

تُعدّ هذه ثاني صفقة من نوعها خلال الأشهر الأخيرة، بعد أن أعلنت “ترافيغورا” في أكتوبر أنها حصلت على قرض قيمته 800 مليون دولار لتزويد ألمانيا بالمعادن. وبهدف إيجاد بدائل من الأسواق الدولية، تستفيد الحكومات بشكل متزايد الآن من الشركات التجارية التي كانت تُعدّ تاريخياً من كبار مشتري الطاقة والحبوب والمعادن الروسية.

اضطرت ألمانيا إلى تغيير سياسة الطاقة منذ أن أجبرتها الحرب في أوكرانيا على إنهاء اعتمادها طويل الأمد على الغاز الروسي الرخيص. سافر المستشار أولاف شولتس إلى السعودية وقطر سعياً لإبرام صفقات طاقة، وأعلنت قطر الأسبوع الماضي عن اتفاقية طويلة الأمد لتزويد ألمانيا بالغاز الطبيعي المسال اعتباراً من عام 2026. واعتادت ألمانيا الحصول على أكثر من نصف غازها عبر خطوط الأنابيب من روسيا.

أصبحت البلاد قلقةً بشكل متزايد بشأن إمدادات المواد المهمة الأخرى مثل المعادن التي تشكّل أساساً للتكنولوجيا اللازمة للانتقال بعيداً عن الوقود الأحفوري، وتدرس الحكومة إنشاء صندوق مدعوم من الدولة للمساعدة في إيجاد مورّدين بديلين للصين، وهي مبادرة يقودها وزير الاقتصاد روبرت هابيك.

تقدم ألمانيا الدعم لتجار السلع من خلال برنامج يُعرف باسم “ضمانات القروض غير المقيدة”، الذي تديره شركة “يولر هيرميس” (Euler Hermes)، وهي وحدة ائتمان التصدير التي أصبحت الآن جزءاً من مجموعة “أليانز” (Allianz). تؤمّن الضمانات غالبية القروض وليس كلها، وأطلق البرنامج في الأصل لتشجيع الصادرات الصناعية الألمانية.

تم ترتيب القرض البالغة مدته 4 سنوات من خلال “دويتشه بنك” وبنك آخر بشكل مشترك لـ”ترافيغورا” لتوريد الغاز، وتم تقديمه عبر أكثر من 25 بنكاً آخر.

بالنسبة للمؤسسات التجارية مثل “ترافيغورا”، تمثل الصفقات وسيلة رئيسية للحصول على التمويل في وقت أدى فيه ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتقلبها الشديد إلى زيادة حاجتها إلى الائتمان، ما ترك بعض البنوك مترددة في زيادة انكشافها على القطاع.

وفقاً للبيان، يعني القرض أن “ترافيغورا” تلتزم بتسليم “كميات كبيرة من الغاز إلى شبكة الغاز الأوروبية، وفي النهاية إلى ألمانيا، على مدى السنوات الأربع المقبلة”. ستزوّد “ترافيغورا” الغاز إلى “سكيورينغ إنرجي فور يوروب” (Securing Energy for Europe)، المعروفة اختصاراً باسم (SEFE)، وهي وحدة سابقة لشركة “غازبروم” أمّمتها مؤخراً الحكومة الألمانية.

قال ريتشارد هولتوم، رئيس قسم تجارة الغاز والطاقة في “ترافيغورا”، إن الشركة تورّد “كمية كبيرة من الغاز إلى ألمانيا بفضل محفظتها الضخمة وعقود غاز طبيعي مسال أميركية طويلة الأجل”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها