ألمانيا تلجأ لمحطات الغاز العائمة لتخفيف أزمة الطاقة

وصلت أول محطة عائمة للغاز الطبيعي المسال في ألمانيا إلى الساحل الشمالي للبلاد، وهي الأولى من بين العديد من الناقلات المتخصصة التي تعتمد عليها برلين لتخفيف أزمة الطاقة.

ورست المحطة “هوج إسبيرانزا”، وهي وحدة عائمة لتخزين وإعادة تحويل الغاز إلى حالته الطبيعية، في فيلهلمسهافن الخميس، قبل حفل الافتتاح المقرر السبت والذي سيحضره المستشار أولاف شولتز ووزير الاقتصاد روبرت هابيك، بحسب وكالة “بلومبرغ”.

ومن المتوقع أن تبدأ الوحدة المحملة بالغاز في تفريغ حمولتها الأسبوع المقبل، وسيكون دورها المستقبلي هو تلقي الغاز الطبيعي المسال من السفن البحرية لضخه في الشبكة البرية الألمانية.

وقال بيتر عبده كبير المسؤولين التجاريين للغاز الطبيعي المسال في شركة الطاقة الألمانية “يونيبر إس إي”، التي ستدير المحطة العائمة: “نحن نتطلع الآن لتسليم أول شحنة عادية من الغاز الطبيعي المسال في أوائل يناير”، مضيفاً: “هذه هي الخطوة التالية في الدعم النشط للحكومة الألمانية وأمن الإمدادات لألمانيا”.

ويسلط وصول المحطة خلال أول موجة برد كبيرة في شمال غربي أوروبا هذا الشتاء الضوء على الحاجة إلى إمدادات جديدة من الغاز بعد أن خفضت روسيا عمليات التسليم رداً على دعم القارة لأوكرانيا.

ودفعت القفزة الناتجة عن ذلك في أسعار الطاقة الاقتصادات إلى حافة الركود، ما أجبر الحكومات على تسريع استخدام المحطات العائمة.

واستأجرت الحكومة الألمانية 5 وحدات عائمة بتكلفة حوالي 9.7 مليار يورو (10 مليارات دولار)، وفقاً لوزارة الاقتصاد، وهو أعلى بكثير من الميزانية الأولية للمرافق العائمة.

وسيتم افتتاح محطة خاصة في ميناء لوبمين ومنشأة مستأجرة من الدولة في برونسبوتيل هذا الشتاء، وفقاً لوثيقة الوزارة التي اطلعت عليها “بلومبرغ”.

وستكون المحطات الخمس قادرة على تغطية حوالي ثلث الطلب الحالي على الغاز في ألمانيا، بحسب تقديرات الحكومة.

وسيكون الغاز الإضافي ضرورياً لمنع مخزون ألمانيا من النفاد بسرعة وسط درجات الحرارة المتجمدة التي تدفع بالفعل الطلب على التدفئة.

وقالت شركة الطاقة الألمانية “يونيبر” إن المحطة “هوج إسبيرانزا” وحدها يمكن أن تساعد في استبدال حوالي 11% من واردات الغاز الألمانية من روسيا.

وستساعد المحطات العائمة أيضاً في تزويد الدول الأوروبية الأخرى، وخاصة باتجاه الشرق، المعرضة لانخفاض تدفقات الغاز عبر خطوط الأنابيب من روسيا، بحسب وثيقة الوزارة.

كما أنها ستساعد في تخفيف الازدحام بالموانئ الأوروبية الأخرى التي تغمرها موجة قياسية من واردات الغاز الطبيعي المسال.

وعادة ما ترسو المحطات العائمة بشكل دائم بالقرب من الشاطئ، ثم تقوم شركة النقل القادمة بنقل الغاز الطبيعي المسال إلى الوحدة التي تخزن وتحول الشحنة إلى غاز عالي الضغط.

وتميل تلك المحطات إلى أن تكون أسرع وأرخص وأكثر صداقة للبيئة مقارنة بالمنشآت البرية، على الرغم من أن قدرتها أقل بكثير.

وفي الوقت نفسه، لا يزال الاستثمار في الغاز الطبيعي المسال مثيراً للجدل في ألمانيا حيث تعهدت البلاد بأن تصبح محايدة مناخياً بحلول عام 2045.

وتقول جماعات بيئية إن الاندفاع لإنهاء الاعتماد على الغاز الروسي قد ينتهي به الأمر إلى جعل البلاد لصيقة الصلة بالوقود الأحفوري لفترة أطول من اللازم.

واستأجرت الحكومة  محطة “هوج إسبيرانزا”  لمدة 10 سنوات، حسبما قالت شركة “هوج إل إن جي هولدينجز” المزودة بهذه المحطات في بيان.

وقالت وزارة الاقتصاد الألمانية إن محطة أخرى تابعة للشركة، وهي “هوج جانيت”، سترسو في بلدة برونسبوتل في يناير.

وسيتم تشغيل محطتين عائمتين في برونسبوتل وفيلهلمسهافن في البداية بواسطة شركتي “آر دبليو إي ديا و يونيبر”، على التوالي، من خلال اتفاقية خدمة فيدرالية.

وعلى المدى الطويل، سيتم تنسيق تشغيل المرافق من قبل شركة تشغيل جديدة تسمى”دويتشه إنيرجي ترمينال”.

وبموجب اتفاق تم توقيعه مع الحكومة في أغسطس الماضي، ستكون “آر دبليو إي ديا ويونيبر”، بجانب “إي إن بي دبليو إنيرجي بادن فورتمبيرج” و”في إن جي/ إيه جي” مسؤولة عن التوريد المؤقت للمحطتين.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها