سامسونغ تطرح سلسلة ” Galaxy S23 ” بميزة الاتصال بالأقمار الصناعية في هذا التاريخ
يعتبر اتصال الهواتف الذكية بالأقمار الصناعية نقلة كبيرة في عالم تكنولوجيا الاتصالات، الذي نجح في الاستفادة من مزايا الإنترنت الفضائي، من أجل تعزيز مزايا الجيل الخامس من الهواتف 5G.
وفي السباق الحامي الذي تتنافس من خلاله شركات التكنولوجيا العملاقة، لإنتاج أجهزةٍ ذكية تتمتع بهذه الميزة، ستنضم سامسونج Samsung إلى قائمة الشركات المنتجة للهواتف الذكية التي تتمتع بميزة الاتصال بالأقمار الصناعية.
تخطط الشركة الكورية للكشف عن سلسلة هواتفها الذكية الرائدة Galaxy S23 جالاكسي S23، بين شهرَي يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 2023. ومن المتوقع أن تتضمن السلسلة ثلاثة هواتف ذكية جديدة، أبرزها جالاكسي S23 الترا.
البداية من هاتف الثريا
وكانت شركة “الثريا” للاتصالات الفضائية، التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، قد أطلقت في العام 2018 أول هاتفٍ ذكي يعمل من خلال الاتصال بالأقمار الصناعية في العالم.
وحينها أعلنت الشركة العالمية، الرائدة في مجال تشغيل الأقمار الصناعية، أن هاتف الثريا Thuraya X5-Touch يعمل بنظام تشغيل “أندرويد”، ويحتوي على شاشةٍ بقياس 2.2 بوصة، وتعمل باللمس.
وتضمن الهاتف تقنية الشريحة المزدوجة، ويُمكن للمستخدمين إبقاء الشريحتين في وضعية التفعيل الدائم “Always On” الجديدة؛ أي إنه يُمكن الانتقال بينهما، واستقبال المكالمات الواردة، وتعليقها، من دون عناء.
واحتوى الهاتف على بطارية عالية السعة للتحدث مدة أطول، وكاميرا أمامية وخلفية، وشبكة لاسلكية “واي فاي”، وبلوتوث، وتقنية اتصال المدى القريب NFC.
وكان الهوائي الساتلي المتطور متعدد الاتجاهات، الموجود على هاتف الثريا Thuraya X5-Touch، يضمن الاتصال من دون انقطاع، مما يوفر وظائف التحدث والتحرك بسلاسة، حتى في وضع القمر الصناعي.
أيفون 14
أما شركة آبل، عملاق التكنولوجيا، فقد أعلنت خلال مؤتمرها السنوي في سبتمبر/أيلول 2023، عن إطلاق هاتفها الذكي أيفون 14، وأشارت إلى أن تقنية الاتصال بالأقمار الصناعية سوف تتيح إرسال رسائل استغاثة في حالات الطوارئ، أي عندما يكون الأيفون خارج نطاق الشبكة الخلوية.
وقد قدّمت آبل تلك الميزة؛ لكي يتم استخدامها في ظلّ ظروفٍ استثنائية، عندما لا تتوافر وسائل أخرى للوصول إلى خدمات الطوارئ، مثل وجودك في مكان خارج نطاق التغطية الخلوية وشبكات الواي فاي.
حينها، وعند تشغيل ميزة الاتصال بالأقمار الصناعية، سوف يحاول جهاز أيفون 14 البحث عن أقرب قمرٍ صناعي، والاتصال به؛ من أجل مساعدتك في إرسال رسالة الإنقاذ.
رسالة الإنقاذ تلك ستصل مباشرةً إلى مركز الطوارئ الأقرب لموقعك الجغرافي؛ وإذا لم يدعم هذا المركز التواصل بالرسائل، فسيتمّ إرسالها إلى مركز ترحيل مع متخصصين مدرّبين من آبل، والذين سيكونون قادرين على إجراء مكالمة طوارئ نيابةً عنك.
وكانت آبل قد تعاونت مع شركة الأقمار الصناعية “غلوبال ستار”، التي تولت كل ما له علاقة بميزة الاتصال بالقمر الصناعي على سلسلة أيفون 14.
هواتف سامسونج جالاكسي إس 23
وبحسب موقع “عربي بوست”، من المتوقع أن تكشف سامسونج عن الجيل الجديد من سلسلة هواتفها الذكية الرائدة جالاكسي S23، التي تتمتع بميزة الاتصال بالأقمار الصناعية، والتي ستكون متوافرة خلال النصف الثاني من شهر يناير/ كانون الثاني 2023، على أن يتوافر الهاتف للشراء خلال فبراير/شباط 2023.
ووفقاً للتسريبات، فقد يتم تشغيل ميزة الاتصال عبر الأقمار الصناعية من خلال إيريديوم Iridium، وهي شركة متخصصة في اتصالات الأقمار الصناعية العالمية.
ومن المتوقع أن تقدّم سامسونج الميزة الجديدة في هواتفها مع مجموعة تتكون من 66 قمراً صناعياً في المدار الأرضي المنخفض.
وكانت سامسونج بصدد العمل على ميزة الأقمار الصناعية خلال العامين الماضيين، ولكن -عكس آبل- ترغب الشركة الكورية في استخدام الميزة بشكلٍ أوسع، وليس للحالات الطارئة فقط.
وإضافة إلى ميزة الاتصال بالأقمار الصناعية التي ستوفرها هواتف جالاكسي إس 23، من المتوقع أن تزيد سامسونج من اعتمادها على معالجات كوالكوم “سناب دراجون” Snapdragon، والتخلي عن معالجاتها Exynos في الجيل المقبل من هواتفها الذكية الرائدة Galaxy S23.
وكانت الشركة الكورية الجنوبية العملاقة قد وفرت 75% من هواتف الجيل السابق Galaxy S22 بمعالج Snapdragon من كوالكوم؛ لكن المدون الصيني Ice Universe، الموثوق في أخباره عن شركة سامسونج، قال عبر حسابه في تويتر، إن الشركة تخطط لتوفير جميع هواتف جالاكسي إس 23 بمعالج Snapdragon.
كاميرا رئيسية بدقة 200 ميغابكسل
اعتادت سامسونج في الأجيال السابقة من هواتفها الذكية الرائدة، سواء جالاكسي إس، أو جالاكسي نوت، توفير الهواتف بأحدث معالج من كوالكوم في بعض الأسواق، على رأسها الولايات المتحدة.
وفي الوقت نفسه، اعتادت أن توفر الهاتف في معظم الأسواق حول العالم بأحدث جيل من معالجاتها Exynos.
لكن بعد انطلاقة قوية لمعالجات سامسونجغ أكسينوس، تراجعت لصالح معالجات كوالكوم سناب دراجون، وهو ما يعني أن القرار الجديد في مصلحة المستخدمين الذين يخططون لشراء جالاكسي S23.
ووفقاً للعديد من التأكيدات، فإن شركة سامسونج ستوفر سلسلة هواتف جالاكسي S23 بنسخة حصرية مع تردد أعلى من معالج Snapdragon 8 Gen2؛ وهو أقوى وأحدث معالج من كوالكوم، الذي من المتوقع أن تعتمد عليه أقوى الهواتف الذكية الرائدة بنظام أندرويد في عام 2023.
وبحسب التسريبات، فإن جالاكسي إس 23 ألترا Galaxy S23 Ultra سيأتي مزوَّداً بأربع كاميرات خلفية:
– الرئيسية بدقة 200 ميغابكسل.
– كاميرا بزوايا فائقة الاتساع Ultra-Wide بدقة 12 ميغابكسل.
– كاميرتان مقربتان Telephoto بدقة 10 ميغابكسل، إحداهما تدعم التقريب البصري 3x والأخرى حتى 10x.
وبحسب Ice Universe، فإن كاميرا جالاكسي S23 ألترا ستقدم العديد من التحسينات، من بينها وضع التقاط الصور بدقة 50 ميغابكسل، وتحسينات على دعم HDR.
لكن Universe يقول إن تحسينات HDR لا ترقى إلى بكسل 7 برو؛ ومع ذلك تشير بعض الصور المسربة إلى أن كاميرا جالاكسي S23 ألترا ستوفر صوراً أفضل، مقارنة مع بكسل 7 برو، وجالاكسي إس 22 ألترا.
تغييرات طفيفة في جالاكسي S23 ألترا
ونشر المسرب الشهير لأخبار الهواتف الذكية والأجهزة الذكية المختلفة OnLeaks تصوراً لتصميم فالاكسي S23 ألترا وفقاً للتسريبات عن الهاتف.
ووفقاً لـOnLeaks، فإن جالاكسي S23 ألترا سيحصل على تصميم جالاكسي إس 22 ألترا نفسه تقريباً، وضمن ذلك الأبعاد وتصميم الكاميرات الخلفية وأماكن الأزرار، مع الحفاظ على وجود شاشة منحنية ووجود مكان للقلم الرقمي S Pen.
ومع ذلك، فإن جالاكسي S23 ألترا سيحصل على بعض التغييرات في التصميم مقارنة مع S22 ألترا، وضمن ذلك بروز أكبر للإطار المعدني حول الكاميرات الخلفية، وحواف أقلّ انحناءً مقارنةً بالجيل السابق.
وفيما ستحافظ سامسونج على قياس الشاشة في كل من جالاكسي S23 ألترا وإس 23 بلس، تشير التسريبات إلى تغييرٍ على تصميم الكاميرات الخلفية في كلا الهاتفين، بحيث يتوافق مع تصميم الكاميرات الخلفية في جالاكسي إس 22 الترا.
وتخطط شركة سامسونج لتزويد Galaxy S23 ببطاريةٍ أكبر، سعتها 3900 مللي أمبير/ساعة، وهو ما قد يوفر وقت استخدام أطول للهاتف، لكن على المستخدم ألا يتوقع تجربة أفضل كثيراً.
ويبدو أن تجربة سامسونج مع جالاكسي نوت 7 واضطرارها إلى سحب الهاتف من الأسواق، بسبب مشاكل متعلقة بالبطارية، جعلا الشركة تختار دائماً الطريق الآمن. وتشير التسريبات إلى أن سلسلة جالاكسي S23 المقبلة لن توفر شحناً أسرع من 25 واط على غرار الأجيال السابقة.
ومن المعروف أن سامسونج تعمل على تطوير شاحن لا سلكي جديد، ومن المتوقع أن تكشف عنه بالتزامن مع سلسلة جالاكسي S23، لكن تقارير تشير إلى أن الشاحن سيحمل اسم SmartThings Station، في إشارة إلى وجود مميزات ذكية، إضافة إلى دعم الشاحن لتقنية بلوتوث 5.2.
وبجانب ميزة الاتصال بالقمر الصناعي، هناك تقارير تؤكد امتلاك سلسلة جالاكسي S23 كاميرا رئيسية بدقة 200 ميغابكسل، في الوقت الذي قامت فيه آبل بترقية الكاميرا في أيفون 14 برو ماكس، لتأتي بدقة 48 ميغابكسل للمرة الأولى.
أما عن المواصفات الأخرى، فيتوقع أن يمتلك الهاتف بطارية سعة 5000 مللي أمبير، وسوف يعمل بالجيل الثاني من معالج كوالكوم سناب دراجون 8، وقد يتم إطلاق السلسلة في شهر فبراير/شباط من عام 2023.
تنافس على تقديم مزايا أكثر للاتصال بالأقمار الصناعية
يشهد سوق التقنية تنافساً بين شركات الهواتف الذكية؛ سعياً نحو الدمج بين الهواتف الذكية وهواتف الأقمار الصناعية في جهاز واحد، وسط ترجيحات بأن هاتف “أيفون 14” سيقدم ميزة إجراء المكالمات عبر الأقمار الصناعية.
ورغم أن التوقعات كانت تشير إلى إطلاق شركة “آبل” لتلك الخاصية مع هاتفها “أيفون 13” العام الماضي، فإنها لم تثبت صحتها. لكن تطوراً في المشهد التقني مؤخراً يرجح حدوث تقدّمٍ على تلك الجبهة، لدى أكثر من شركة.
وبعدها بأيام، بدأت تقارير جديدة تفيد بأن “أيفون 14” سيأتي بخاصية إجراء المكالمات وتبادل الرسائل النصية، اعتماداً على الاتصال بالأقمار الصناعية.
كذلك خلال العامين الماضيين، حاولت شركتا “AT&T” و”Verizon” أن تتعاونا مع شركات متخصصة في تشغيل وإدارة الأقمار الصناعية لتقوية تغطية شبكاتها لخدمات المحمول في المناطق النائية.
كيف تتصل الهواتف بالأقمار الصناعية؟
يتطلب إجراء المكالمات الهاتفية وتبادل رسائل SMS باستخدام الأقمار الصناعية توصيل الهواتف بتلك الأقمار مباشرة، مع التجنب التام للأبراج الأرضية والبنية التحتية التقليدية.
يتم ذلك عبر تزويد الأقمار الصناعية بشرائح استقبال وإرسال للموجات اللاسلكية، إذ تمد تلك الشرائح أبراج التقوية في الأماكن النائية بخدمات المحمول عبر موجات الراديو.
بعد ذلك يتمكن المستخدمون الموجودون في تلك المناطق من استقبال إشارات الراديو عبر هواتفهم الذكية، والتي تكون مدعمة بـ”شرائح المودم المتطورة”، القادرة على معالجة الإشارات الواردة، وهي ميزة متوافرة في الأسواق؛ ومنها شرائح “كوالكوم X60″ و”X65”.
المثير في أسلوب الاتصالات الجديد هو أن استخدام هذا الأسلوب لن يتطلب أي تحديثات على الهواتف الذكية المتوافرة حالياً في الأسواق.
إيلون ماسك يشعل المنافسة
في نهاية أغسطس/آب، أعلنت شركة Space X المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، أن خدمتها للإنترنت الفضائي “ستارلينك” ستتعاون مع شركة T-Mobile، لتقديم خدمات الجيل الخامس 5G في المناطق النائية عبر الأقمار الصناعية الخاصة بـ”ستارلينك”.
وقد أعلن إيلون ماسك عن ذلك، بالتزامن مع إطلاقه خدمة الشركة الجديدة نهاية أغسطس/آب الماضي، مؤكداً أن طريقة عمل ذلك ستتضح مع إطلاق هواتف “أيفون 14″، في حال قررت شركة آأبل مدّ مستخدميها بميزة الاتصال بالأقمار الصناعية هذا العام.
ولكن تقديم خدمات الاتصالات للهواتف عبر الأقمار الصناعية سيواجه العديد من التحديات التي ستحدد مستقبل التقنية الجديدة.
روب موندر، مؤسس شركة AccelerComm ومديرها التقني، قال خلال جلسة نقاشية إلكترونية، إن تلك التحديات تشمل مدى إمكانية التنسيق بين مختلف مقدمي خدمات الهواتف، ومشغلي الأقمار الصناعية، وكذلك مصنعي الهواتف الذكية ومعدات الاستقبال والإرسال؛ لتصبح هناك سلاسة في عملية اتصال الهواتف الذكية بأي قمرٍ صناعي متوافر في المنطقة النائية التي يوجد فيها.
وبذلك يحصل المستخدمون على اتصالٍ فوري وقوي طوال الوقت، حتى في حالة عدم توافر التغطية التقليدية لشبكات خدمات المحمول.
وخلال جلسة نقاشية أخرى، قال تيم فارار، مؤسس ومدير شركة TMF Associates المتخصصة في استشارات قطاع الاتصالات والأقمار الصناعية، إن من بين التحديات التي ستواجهها التقنية الجديدة، وضع أسس معيارية جديدة للاتصالات.
وأضاف أن ذلك يساعد على تقديم مستوى متطور من الخدمات والتطبيقات للمستخدمين، معتبراً أن استخدام معايير تكنولوجيا الاتصالات المتوافرة حالياً في السوق ربما يكون ممكناً، ولكنه “سيحدّ من الخدمات المقدمة للمستخدمين”.
من بين التحديات أيضاً التي تطرق إليها فارار، خلال كلمته في الجلسة النقاشية، مسألة الإمكانيات الخاصة بالهواتف الذكية على مستوى سعة البطارية، التي قد تحتاج إلى تطوير لزيادة سعتها.
وأشار فارار إلى أن ذلك قد يفسر تقديم شركتي “T-Mobile” و”Space X” لخدمتهما الجديدة باعتبارها بديلاً مميزاً للاتصال التقليدي بشبكات المحمول، ولكنه بديل “مؤقت ومخصص لأوقات الطوارئ”.[ads3]