” فقر في سن الشيخوخة ” .. تزايد أعداد العاملين فوق الـ 67 خلال 2022

“حتى كبار السن والعجائز لا يرحمون في الغرب .. في سن الشيخوخة ومضطر للعمل هربا من الجوع، وطبيعة المجتمع الجافة تجعله لا يجد من يرعاه من الأبناء”، هكذا أصبح حال كبار السن داخل دولة ألمانيا، أحد أكبر دول الاتحاد الأوروبي، مع ارتفاع كبير في أعداد من هم تحت خط الفقر بينهم في 2022.

ويبدو أن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها دول أوروبا نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة بعد حرب روسيا وأوكرانيا، أصبحت غولا كبيرا لا يرحم أحد داخل تلك الدول، وما يزيد الأمر سوءا هو انخفاض قيمة المعاشات لتلك الفئة العمرية، مما يصعب عليهم المعيشة مع حالة التضخم الكبيرة داخل المجتمعات الأوروبية.

ارتفاع كبير في عدد العاملين فوق سن الـ67

كشفت عدد من الصحف الألمانية، عن ارتفع عدد الأشخاص العاملين الذين تبلغ أعمارهم 67 عامًا فأكثر خلال 2022، حيث ذكرت الحكومة الفيدرالية أن هناك 1066895 موظفا يبلغون من العمر 67 عاما أو أكثر هذا العام، وذلك أكثر بحوالي 15000 ألف شخص عن العام الماضي،  وأكثر بحوالي 200.000 أكثر من عام 2015.

وتظهر البيانات التي كشفت عنها الحكومة الفيدرالية الالمانية، أن أكثر من 400000 موظف تزيد أعمارهم عن 70 عامًا وأن حوالي 138000 منهم تزيد أعمارهم عن 75 عامًا، وبحسب المعلومات، فإن 446 من بين أكثر من 13000 موظف يبلغون من العمر 85 عامًا فما فوق ما زالوا يعملون كسائقين في حركة المرور على الطرق، وفي التنظيف ، والتخزين ، وفي مكتب البريد ، وفي التسليم أو في هندسة خدمات البناء.

الفقر يجتاح فئة الشيخوخة في ألمانيا

ووفقا لما نشرته صحيفة فيلد الألمانية، قال ديتمار بارتش ، زعيم المجموعة البرلمانية لليسار في البوندستاغ: “الفقر في الشيخوخة والمعاشات الصغيرة يدفعان الناس للعودة إلى عالم العمل، بالنسبة للكثيرين، هذا ليس قرارًا طوعيًا، ولكنه ضروري لأنه لا يزال هناك الكثير من الشهور المتبقية في نهاية المعاش”.

ودعا بارتش إلى وظائف جذابة لمن هم فوق الستين و “درع وقائي” ضد الفقر في سن الشيخوخة، وطالب بزيادة مستوى المعاش إلى 53 في المائة والحد الأدنى للمعاش التقاعدي 1200 يورو، مضيفا: “نحن بحاجة إلى صندوق معاشات يتقاضاه جميع المواطنين الذين يحصلون على دخل من العمل – بما في ذلك أعضاء البرلمان وموظفي الخدمة المدنية والعاملين لحسابهم الخاص”.

17.4% من كبار السن تحت خط الفقر

وتعاني ألمانيا من ارتفاع خطير في نسب الفقر في سن الشيخوخة، حيث وصل إلى 17.4%، وهو ما يعني أن حوالي سادس شخص فوق سن 65 في ألمانيا معرض لخطر الفقر، وهناك الكثير من الناس معرضون لخطر الوقوع في براثن الفقر في سن الشيخوخة، وهذه نتيجة تقييم أجراه المكتب الفدرالي للإحصاء.

ووفقا لتلك البيانات، فإن النساء الأكبر سنًا على وجه الخصوص أكثر عرضة لخطر الفقر مما كن عليه قبل أربع سنوات، ففي عام 2018، كان معدل خطر الفقر بالنسبة للنساء فوق سن 65 عامًا 16.4 في المائة، وفي عام 2021 كان 19.3 في المائة، وبالنسبة للرجال الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، ارتفع المعدل من 12.7٪ إلى 15.1٪ خلال نفس الفترة.

وارتفاع عدد مواطني ألمانيا الذين تحت خط الفقر، هى ظاهرة تشمل كافة الفئات، حيث أن معدل الخطر بالنسبة للشباب أعلى منه بالنسبة لكبار السن، ففي عام 2021، كانت النسبة 20.8%  لمن هم دون 18 عامًا، وحتى 25.5%، لمن تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 عامًا.

انخفاض في المعاشات

فيما طلبت رئيسة الجمعية الاجتماعية، فيرينا بينتيلي ، زيادة في إعانة الضمان الأساسي بقيمة 224.50 يورو على الدخل من تأمين المعاش القانوني، كما شددت على أن الأشخاص الذين لديهم معاش إعاقة غالباً ما يتأثرون بالفقر.

وذكرت أن أولئك الذين لا يستطيعون العمل حتى سن التقاعد القياسي لأسباب صحية لا ينبغي معاقبتهم بخصم كبير من معاشاتهم التقاعدية، ودعت إلى إلغاء الاقتطاعات التي تصل إلى 10.8 في المائة من معاشات العجز.

ووفقا لما ذكرته صحيفة فيلد، قالت بينتلى، إن هناك معاشات الكثير من الأعمال منخفضة للغاية، فهناك أشخاص معاشهم أقل من 500 يورو، وهو رقم لا يستطيع أن يوفر الحد الأدنى من الحياة لأي شخص، وهو الأمر الذي يستحق التحرك السريع، خصوصا في ظل الأزمة التي تعيشها دول أوروبا بعد أزمة الطاقة.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها