” مواطنو الرايخ ” .. هل هناك مبالغات حول انقلاب ألمانيا ؟
كان خبرًا صادمًا في السابع من كانون الأول الجاري، عندما قامت القوات الخاصة الألمانية باعتقال 25 شخصا بتهمة التخطيط لانقلاب ضد الدولة الألمانية، التي تعد من أكثر الدول استقرارًا في أوروبا.
انقلاب في ألمانيا وأكد المدعي العام الاتحادي الألماني، أن المشاركين في التخطيط للانقلاب ينتمون إلى تيار مواطني الرايخ ويؤمنون بأفكار أيديولوجية لمجموعة كيو أنون التي تروج لنظرية المؤامرة. ولا تدافع هذه الجماعة التي يقدر أعداد أفرادها إلى 20 ألف فرد، عن أدولف هتلر ويرفضون الحقبة النازية ولا يعتبرون كلاهما امتدادا للرايخ الأصلي الذي يؤمنون به.
كما أن المنتمين إلى تيار «مواطني الرايخ» يرفضون الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست عام 1990 ويعتبرونها غير شرعية. بل إن منهم من يعتقد أن رايخ أوتو فون بسمارك الذي تأسس عام 1871، مازال باقيا و هو الذي يمثل وحده الدولة الوحيدة الشرعية التي تضم أراضي ألمانيا بالكامل.
ويسعى أنصار تلك الحركة إلى استعادة ألمانيا كما كانت قبل الحرب العالمية الأولى.
ووفقا لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، فإن ألمانيا ينتشر فيها أكبر عدد للتنظيمات اليمينية المتطرفة في أوروبا.
كما أن وزارة الداخلية الألمانية تؤكد أن مجموع المنتمين للتنظيمات اليمينية المتطرفة في ألمانيا، يبلغ نحو 32 ألف شخص.
الأفكار الراديكالية ومن برلين، قال الدكتور أولريك بروكنر، أستاذ الدراسات الأوروبية في جامعة ستانفورد، إن ما رأيناه في ألمانيا وفكرة الانقلاب تعبير عن فكر راديكالي، في مجتمع أصبح أكثر تعددية.
وأضاف بروكنر في تصريح لقناة الغد الفضائية أن ألمانيا تعاملت مع هذه الحركة بالطريقة الصحيحة.
كما أوضح بروكنر أن المجتمع الألماني يتميز بالتعددية، والناس لديهم قلق من الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
ولفت إلى أن الشعبويين يستغلون خوف الناس، ويختلفون مع الحكومة، لكن هذه علامة أن ألمانيا لا تضع مجالا لظهور الفاشية من جديد.
مبالغات حول الرايخ ومن برلين، قال الدكتور أندرياس رينيك، الدبلوماسي السابق، ومدير معهد دراسات الشرق، إن هناك مبالغة في أنباء القبض على 25 شخصا من حركة «مواطني الرايخ»، مؤكدا أنهم يخضعون للعدالة.
وأضاف أندرياس رينيك أن من خططوا للانقلاب في ألمانيا أقلية، بالرغم من أن هناك زيادة في نشاط التيار اليميني في البلاد.
وأوضح أندرياس رينيك أن من حاولوا إسقاط النظام الألماني، ربما كانت لديهم رسالة تتحدث عن العدالة والقانون.
وأشار إلى أن الشارع الألماني لا يستمع لأفكار حركة مواطني الرايخ، سيما وأن أعدادهم قليلة جدًا.
قلق من اليمين المتطرف ومن ميلانو، قال الدكتور ماريتسيو أمبروسيني، أستاذ علم الأجتماع السياسي، إن هناك مشكلة فيما يتعلق بالتيار اليميني في أوروبا، موضحا أن هناك حالة متطرفة أكثر نطاقًا في ألمانيا.
وأضاف أمبروسيني أن هناك علامات لنجاح التيار اليميني في أنحاء أوروبا، موضحا أن هذه الظاهرة أصبحت منتشرة بشكل كبير في بريطانيا، وربما يفوز العمال في الانتخابات المقبلة.
وأوضح أمبروسيني أن هناك خوفا وقلقا على مستقبل الاتحاد الأوروربي، لا سيما وأن “اليمين المتطرف” في أوروبا لا يفضل التعامل مع الاتحاد الأوروبي.
علاقات مضطربة من جانبه، قال رافائيل بوسونج، الباحث في المعهد الألماني للشئون الدولية والأمنية، إن ألمانيا كانت تربطها علاقة لا بأس بها مع روسيا.
وأضاف بوسونج أنه بعد غزو روسيا لأوكرانيا في (24) فبراير/ شباط الماضي، توترت العلاقات والأوضاع كثيرًا بين البلدين، لا سيما وأن ألمانيا عضوً في حلف شمال الأطلسي.
كما أوضح أن البعض في ألمانيا قالوا إن الحرب في أوكرانيا سوف تنتهي، ولا يجب أن نعادي روسيا على طول الخط.
رغبة في عدم معاداة روسيا ومن برلين، قال دانيال بومر، رئيس تحرير صحيفة دي فيلت، إن ألمانيا لا تريد الدخول فر نزاع مع روسيا.
وأكد بومر أن ألمانيا كانت دائمًا ما تعول على العيش السلمي مع روسيا الاتحادية، حتى ولو كانت دولة غير ديمقراطية.
وأوضح بومر أن التجربة الألمانية القديمة تغيرت كثيرا بعد غزو روسيا لأوكرانيا، لافتا إلى أن ذلك لا علاقة له بأوامر أو تعليمات من الولايات المتحدة الأمريكية، أو الناتو، أو غيره كما يدعي البعض.
واستكمل بومر قائلًا:” روسيا دولة ديكتاتورية، وتستغل قوتها لتحقيق الدعم لنفسها، وهناك توافق في الآراء حول عدم الوصول لسلام مع روسيا في ظل وجود الرئيس بوتين”.[ads3]