ألمانيا : مصفاة النفط الرئيسية ستعمل جيداً دون النفط الروسي

تثق الحكومة الألمانية بأن مصفاة النفط الرئيسية، التي تزود برلين وأجزاء من الجزء الشرقي بالوقود، في وضع جيد لمواصلة العمل حتى مع استعداد البلاد لبدء تنفيذ حظرها للنفط الروسي الأيام المقبلة.

قالت متحدثة باسم وزارة الاقتصاد في بيان لـ “بلومبرغ نيوز” إن مصفاة “بي سي كيه شفيدت”، التي تعتمد على خام الأورال عبر خطوط أنابيب “دروغبا”، استعدّت جيداً في الأشهر الأخيرة وستكون قادرة على الإنتاج من دون نفط روسي في يناير.

أفادت أن المصنع سيستمر في الإنتاج بمستوى مريح وجيد للاستفادة من السعة الإنتاجية، ويرجع ذلك جزئياً إلى الضمانات الواردة من بولندا التي يمكنها شحن كميات إضافية عبر ميناء “غدانسك”.

تأتي الطمأنينة وسط مخاوف السوق من اضطرار المصفاة إلى خفض الإنتاج بشدة إذا توقفت الشحنات المارة عبر خط “دروغبا” تماماً.

مع عدم انتهاء المفاوضات مع كازاخستان بشأن الإمدادات، تتعرض ألمانيا لضغوط شديدة لإيجاد إمدادات طاقة بديلة مع التزام البلاد وقف كل واردات النفط عبر خطوط الأنابيب من روسيا في عام 2023.

اتخذت ألمانيا موقفاً أكثر تشدداً تجاه تدفق النفط عبر خطوط الأنابيب القادمة من روسيا مقارنة ببعض الدول الأوروبية الأخرى.

يُذكر أن الإمدادات المتجهة إلى ألمانيا معفاة من حظر الاتحاد الأوروبي المفروض على معظم الواردات المنقولة بحراً، الذي بدأ في الخامس من ديسمبر. كما تعهدت بولندا بفطم نفسها عن نفط روسيا بحلول ديسمبر.

كان شركة النفط الروسية العملاقة “روسنفت” تمتلك حصة في مصفاة “بي سي كيه شفيدت” حتى استولت الحكومة الألمانية على الوحدة المحلية في بداية العام الجاري. إضافة إلى “شفيدت”، كانت مصفاة “لوينا” التابعة لشركة “توتال إنرجيز” تعتمد أيضاً على النفط الروسي القادم من خط أنابيب “دروغبا”.

لتعزيز أوضاع هاتين المصفاتين، يجري حالياً تطوير خط أنابيب ممتد من ميناء روستوك الألماني، لكن السعة أصغر من أن تحل محل التدفقات على المدى القصير.

قالت المتحدثة باسم وزارة الاقتصاد: “اعتباراً من يناير، سيجري حجز خط الأنابيب الممتد من ميناء روستوك بالكامل وفقاً لسعته”.
عقبات أمام النفط الكازاخستاني

تتفاوض مصافي التكرير مع كازاخستان بشأن شحنات النفط، لكن عقبات عديدة ما زالت موجودة، نظراً إلى ضرورة مرور النفط الخام في خطوط أنابيب عبر الأراضي الروسية.

بموجب العقوبات الحالية، يُسمح باستخدام خطوط الأنابيب الحالية للنفط الكازاخستاني، وفق ما ذكرته وزارة الاقتصاد.

أفادت المتحدثة: “نظراً إلى طبيعة النفط الخام، فإن مزج النفط الخام في أثناء النقل في خطوط الأنابيب والناقلات أمر حتمي ومسموح به أيضاً بموجب عقوبات الاتحاد الأوروبي”.

أضافت أن مزج النفط يجب ألا يزيد إنتاج أو مبيعات الخام الروسي أو تحقيق فوائد يمكن تجنبها للشركات الروسية، باستثناء تكاليف النقل الضرورية.

شركة “كيه إم جي تريدنغ” الكازاخستانية (KMG Trading)، وهي شركة تابعة لشركة النفط الحكومية “كاز موناي غاز” (KazMunayGas JSC)، تضخ 13 مليون طن سنوياً في نظام خطوط الأنابيب الروسية، كما يمكن بيع كمية مكافئة من خام الأورال دولياً.

مع ذلك، لم يقدم منتجو النفط في كازاخستان أي طلب رسمي إلى شركة “ترانس نفط” الروسية لشحن النفط إلى ألمانيا عبر خط أنابيب “دروغبا” في يناير، وفق المتحدث باسم الشركة إيغور ديومين الذي أضاف: “جرى تجهيز كل طلبات شهر يناير التي ينبغي شحنها عبر خط دروغبا، لكن حتى الآن نفتقر إلى كميات من النفط الكازاخستاني لشحنها إلى ألمانيا، ويمكن إجراء تغييرات على خطة الشحن لشهر يناير، لكن فقط للنصف الثاني من الشهر”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها