مسؤول أمني : تزايد اهتمام الاستخبارات الروسية و الصينية بألمانيا

أعلنت الهيئة الاتحادية لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية بألمانيا) أن اهتمام أجهزة الاستخبارات الروسية بألمانيا سيزداد كلما طال أمد الحرب في أوكرانيا.

وقال رئيس الهيئة توماس هالدنفانغ إن الصين وإيران تندرجان أيضا ضمن الدول التي تقوم أجهزتها الاستخباراتية بأنشطة كبيرة في ألمانيا. وتابع هالدنفانغ: “اهتمام روسيا بالتجسس هنا في ألمانيا ليس مستمرا فحسب، بل إنه يزداد أيضا كلما استمرت الحرب”.

وقال رئيس الاستخبارات الداخلية بألمانيا “تُظهر القضية الحالية أيضا مدى حقيقة خطر التجسس الروسي”، مشيرا إلى العميل المزدوج المشتبه به لدى الاستخبارات الخارجية الألمانية(BND) الذي تم إلقاء القبض عليه قبل وقت قصير من احتفالات عيد الميلاد (الكريسماس). وأحجم هالدنفانغ وكذلك رئيس الاستخبارات الخارجية برونو كال عن التصريح بأية تفاصيل حول هذه القضية كي لا يتم تعريض التحقيقات لأي خطر.

يشار إلى أن الشخص الذي تم القبض عليه يشتبه أنه زود وكالة استخبارات روسية بمعلومات سرية.

وأضاف هالدنفانغ إنه يتوقع أن تحاول موسكو تعويض فرص التجسس التي ضاعت بسبب طرد 40 عميلاً من ألمانيا. يذكر أن دولا أوروبية طردت عملاء روس كرد فعل على بدء الحرب الروسية في أوكرانيا في 24 شباط/ فبراير الماضي.

وأعلنت الحكومة الألمانية أيضا في مطلع نيسان/ أبريل الماضي أن 40 شخصا عاملين بالسفارة الروسية في برلين يعدون أشخاص غير مرغوب فيهم بألمانيا.

وقال هالدنفانغ لوكالة الأنباء الألمانية: “نقوم بمساع كبيرة من أجل الحيلولة دون أن يأتي أشخاص آخرون قد يكونون منتمين لأجهزة استخبارات روسية، إلى ألمانيا”، وأشار إلى أن الحكومة شددت إجراءات تأشيرات الدخول لأجل ذلك.

وأضاف رئيس الاستخبارات الداخلية بألمانيا أنه يمكن أيضا توقع تزايد كبير في الهجمات السيبرانية الروسيةوكذلك ما يسمى بعمليات التأثير، والتي يندرج ضمنها حملات التضليل الإعلامي وكذلك العمليات الأخرى التي تهدف للتأثير على الرأي العام أو التأثير على نتائج انتخابات أو على قرارات سياسية.

ولكن بشكل إجمالي أشار هالدنفانغ إلى أن جهاز الاستخبارات الداخلية مستعد لمواجهة التحديات الراهنة، وقال: “أود أن أواجه بحسم الادعاءات التي تقول إننا لم نفعل سوى القليل في مجال مكافحة التجسس في الماضي”، مؤكدا أن الهيئة الاتحادية لحماية الدستور مستعدة منذ فترة طويلة لتزايد أنشطة التجسس من جانب أجهزة روسية أو أية أجهزة أخرى.

وأشار رئيس الاستخبارات الداخلية بألمانيا إلى أن الصين، التيكانت تركز أكثر في الماضي على التجسس الاقتصادي، تكثف جهودها أيضا منذ عدة أعوام لاستيضاح السياسة الألمانية. وانتقد هالدنفانغ أنه لم يتم الاهتمام لفترة بالمخاطر الناشئة عن العلاقات الاقتصادية المكثفة مع الصين سوى بشكل محدود للغاية.

وأضاف أنه من المعروف أيضا أن “الصين تستخدم قوتها الاقتصادية في جميع أنحاء العالم لتنفيذ أهداف سياسية”، وتابع قائلا: “هناك حاجة لحل شامل على مستوى أوروبي من أجل عكس هذا الاتجاه بالنسبة للدول الأوروبية مهما كانت الظروف”.

وكشف هالدنفانغ أنّ جهازه يكشف للأوساط الاقتصادية وللرأي العام وللأوساط السياسية بصورة مكثفة بالفعل إلى محاولات صينية محتملة للتجسس وفرض التأثير.

وقال هالدنفانغ: “هناك مشكلة أخرى كبيرة تتمثل في التأثير على مجتمعها الخاص”، وأوضح أن الصين لديها اهتمام كبير في السيطرة على المهاجرين المنحدرين من أصول صينية في ألمانيا، وأشار إلى أن أغلب الدارسين الصينيين بألمانيا والبالغ عددهم 40 ألف شخص “مرتبطون بالسفارة والقنصليات ارتباطا وثيقا”.

وأضاف أن ذلك يسري على الباحثين أيضا، وقال إنه حيثما تستثمر الصين في الاقتصاد الألماني، يتم تعيين أفراد صينيين، من بينهم أعضاء بالحزب الشيوعي، وأوضح أن هؤلاء الأشخاص منظمون في خلايا حزبية وملزمين بإرسال تقارير لهيئات صينية حكومية. (DPA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها