ألمانيا تقود قوات الناتو ” عالية الاستعداد ” التي تعد نسق الحماية الأول للأمن الأوروبي

تشكل القوات “عالية الاستعداد” لحلف شمال الأطلنطي “الناتو” قوة الصد العسكري الرئيسية في حالات تعرض أراضي أو اجواء أو مياه أي من دول الحلف – 30 دولة – لأية عدائيات مفاجئة، وتعمل تلك القوات على ردع العدائيات المفاجئة – كنسق دفاع أول للحلف – وكذلك تعمل على مقاتلة القوات المعادية قتالا تعطيليا لحين استنفار قوات الحلف الضاربة لقواها وفتح تشكيلاتها ميدانيا لصد العدائيات وهو ما قد يستغرق بضعة أيام.

ومع إطلالة العام الجديد تتولى ألمانيا قيادة قوات الناتو “عالية الاستعداد” وهي القوات التي تشكلت اعتبارا من العام 2014 كقوة رد سريع وذلك في أعقاب أزمة ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وتصاعد موجة الإرهاب في الشرق الأوسط في هذا العام.

و قد تسلمت ألمانيا للمرة الأولى في تاريخها قيادة قوات الناتو “عالية الاستعداد” من فرنسا التي قادت تلك القوات خلال العام 2022 الذي كان مليئا بالأحداث في أعقاب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في الرابع والعشرين من فبراير الماضي، وعند هذا التاريخ برزت اهمية ودور قوات الناتو “عالية الاستعداد” كأحد مقومات استراتيجية الدفاع الجماعي للحلف الذي تتولى تسع من دوله الأعضاء تناوبا قيادة تلك القوات في كل عام وهي الدول التي تشارك عناصرها في تشكيل تلك القوات.

تتكون قوات الناتو “عالية الاستعداد” في الوقت الراهن من 11 الف جندي و500 ضابط “كقوة قتال برية” تشارك فيها تسع من بلدان الناتو الأعضاء وهم “بلجيكا – جمهورية التشيك – لاتفيا – ليتوانيا – لوكسمبورج – ألمانيا – هولندا – النرويج – سلوفينيا”، وتشكل قوات اللواء المدرع الألماني Panzergrenadier الـ 37 المكون الرئيسي للدروع في تلك القوة وإلى جانبه قوات اللواء 393 المشاه المميكة في الجيش الألماني واللواء 345 في مدفعية الجيش الألماني والفرقة 30 في سلاح النقل العسكري للقوات المحمولة جوا في الجيش الألماني.

و قد عبرت رسالة أمين عام حلف شمال الأطلنطي “الناتو” يانس ستولينبيرج التي وجهها للعسكريين العاملين والمتقاعدين في تشكيلات الحلف بمناسبة العام الجديد أكد ستولتنبيرج على اهمية رفع مستوى جاهزية قوات الحلف لمواجهة العدائيات المفاجئة واصفا العام 2022 بأنه العام الأصعب على صعيد التحديات الأمنية والاستراتيجية لدول الحلف.

كما شدد الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي على اهمية الإبقاء على حالة “الحذر والتأهب العالي” خلال العام الجديد 2023 الذي لا تبشر أحداثه بأنه سيكون أفضل حالا من العام المنصرم في وقت تشهد فيه أوروبا أخطر تهديد أمني منذ الحرب العالمية الثانية.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها