ذوبانه يهدد بـ ” ابتلاع ” مدن .. تقنية لمراقبة أخطر نهر جليدي في العالم
يسعى باحثون إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لمراقبة النهر الجليدي الأخطر في العالم، والذي قد يؤدي انهياره إلى ارتفاع مستوى مياه المحيطات 60 سنتيمترا، ما يمثل تهديدا لعدة مدن ساحلية.
وقال تقرير نشره موقع “فوتورا سيونس” الفرنسي، إنه في مسعى لمواجهة احتمال ذوبان نهر “ثويتس” الملقّب بـ “النهر الجليدي لنهاية العالم”، طور الباحثون ذكاء اصطناعيا قادرا على التنبؤ بتطوّر وضع هذا النهر والوقت المحتمل لذوبانه.
وأوضح التقرير، أنّ الجليد يذوب في جميع أنحاء العالم بمعدل متزايد، وتسمح بيانات الأقمار الصناعية الدقيقة للغاية للباحثين الآن، بتقييم حجم الجليد المفقود على مر السنين.
وأشار إلى أنه بين عامي 1995 و2017 تم فقدان حوالي 28 تريليون طن من الجليد في جميع أنحاء الكوكب.
وبحسب التقرير، وفق ما نقلت شبكة “إرم نيوز”، فقد تم رسم خريطة هذا الصيف من قبل الباحثين، الذين اكتشفوا أنّ النهر الجليدي الواقع في القارة القطبية الجنوبية يذوب ويتراجع بشكل أسرع من المتوقع.
وحذّر الباحثون، من العواقب التي قد تترتب عن ذوبان هذا النهر المسمى “نهر ثويتس” الجليدي.
ويبلغ عرض النهر 120 كيلومترا وطوله 600 كيلومتر، وسيؤدي ذوبانه الكلي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بما لا يقل عن 60 سنتيمترا، وهو ما يكفي لابتلاع العديد من المدن الساحلية.
ويشير التقرير، إلى أنه في إحدى منشورات مجلة “ناتور جيوسيونس”، قرر الباحثون معرفة المزيد عن تطور هذا النهر الجليدي، وللقيام بذلك طوروا برمجة تقنية ذكاء اصطناعي قادرة على متابعة تطور التصدّعات التي يشهدها السطح البيني بين الغطاء الجليدي وطبقة الجليد التي تبرز من الساحل وتتدفق إلى البحر.
وأوضح الباحثون، أن “هذا المكان، المفتاح بين الجزء المحتفظ به في الطبقة الصخرية الأساسية والجزء العائم، يشير إلى أن جزءا كبيرا من مستقبل النهر الجليدي على المحك”.
واستخدم الذكاء الاصطناعي، البيانات التي تم جمعها بواسطة الأقمار الصناعية “سنتينال 1” التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية خلال العقد الماضي، وسمحت تلك البيانات برؤية الطبقة العليا من الجليد لنهر “ثويتس” الجليدي، وبالتالي رؤية سطحه الجليدي وخاصة تطوره.
ووفقا للتقرير، فقد كشفت الدراسة عن وجود صلة وثيقة بين سرعة تدفق الجليد وتشكيل التصدّعات، فكلما كان التدفق أسرع يتم تكوين المزيد من التصدعات، وعلى العكس من ذلك فإن كسر الجليد يعدل سرعة التدفق، ما يعني الحاجة إلى مراجعة النماذج التي لا تأخذ هذا المعطى في الاعتبار في الوقت الحالي.
وحذّر التقرير من أن هذا النهر الجليدي الذي يعتبر الأخطر في العالم يمكن أن يذوب في وقت أبكر بكثير مما كان متوقعا.[ads3]