تصفية شركة خط أنابيب ” نورد ستريم 2 ” في ألمانيا رسمياً

تستعد ألمانيا لإعلان التصفية الرسمية للشركة الفرعية المشاركة في تحالف خط أنابيب نورد ستريم 2، في إشارة قد تقضي على ما تبقى من آمال ضعيفة باستئناف إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر هذا الخط.

وأظهرت وثائق السجل التجاري شروع شركة “نورد ستريم 2” الألمانية التابعة للتحالف الذي يدير خط الأنابيب المعطل، في إجراءات تصفية أعمالها رسميًا، وفقًا لوكالة رويترز.

وتشير الوثائق إلى أن أعمال تصفية الشركة الفرعية في ألمانيا ستسري بأثر رجعي بداية من مطلع يناير/كانون الثاني 2023، لكن هيئة تنظيم الطاقة الألمانية لم ترد على طلبات التعليق حتى الآن، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

أُسست الشركة الألمانية -تحت التصفية- أوائل العام الماضي، للمشاركة في تسريع اعتماد البنية التحتية لخط أنابيب نورد ستريم 2 الذي كان من المفترض أن ينقل الغاز الروسي إلى أوروبا.

وأكملت شركة غازبروم الروسية مشروع خط أنابيب نورد ستريم 2 عام 2021، في إطار خطط توسعية لمضاعفة تدفق الغاز الروسي مباشرة إلى ألمانيا.

وأدت العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا الممتدة منذ فبراير/شباط 2022، إلى لجوء موسكو للرد المضاد عبر خفض إمدادات الغاز الروسي تدريجيًا في خط أنابيب نورد ستريم الرئيس.

تعرّض خط أنابيب نورد ستريم 1 الرئيس، وأحد المسارات المزدوجة من خط الأنابيب 2، لانفجارات غامضة المصدر في المياه الدولية السويدية والدنماركية نهاية سبتمبر/أيلول 2022.

ووجهت أوروبا أصابع الاتهام إلى موسكو التي تنفي ضلوعها في التفجير، وتصف تلك الاتهامات بالغبية، لكن ما زال الفاعل مجهولًا رغم مرور 4 أشهر على التحقيقات الأوروبية.

وأعلنت الشركة المالكة لخط أنابيب نورد ستريم 2 دراستها تقديم طلب إفلاس بعد شهر واحد من اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية (مارس/آذار 2022)، بسبب العقوبات الأميركية المفروضة على الخط.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة “نورد ستريم 2 إيه جي”، ردًا على اعتراف روسيا بمنطقتين منفصلتين في شرق أوكرانيا قبيل عداونها العسكري على كييف بأيام قليلة.

تُعد شركة نورد ستريم 2، إحدى الشركات التابعة لشركة الغاز الروسية الكبرى غازبروم، وتتخد من سويسرا مقرًا لها، وهي التي بنت خط أنابيب الغاز الثاني من موسكو إلى ألمانيا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويبلغ طول خط أنابيب نورد ستريم 2 قرابة 1233 كليومترًا، وبلغت تكلفته قرابة 11 مليار دولار، وكان على وشك بدء التشغيل التجاري قبيل الحرب الأوكرانية بأسابيع قليلة.

واضطرت الحكومة الألمانية إلى تجميد المشروع في 22 فبراير/شباط 2022، في أول رد فعل على اعتراف موسكو بمنطقتين منفصلتين شرق أوكرانيا، ثم رفض التصديق عليه نهائيًا في وقت لاحق.

وتكبّدت شركة غازبروم قرابة 5.5 مليار دولار في إنشاء هذا الخط المعطل، في حين أسهمت شركات نفط وغاز عالمية في تحمل النصف الآخر من التكلفة المهدرة حتى الآن.

وتشمل قائمة الشركات المساهمة في تمويل خط أنابيب نورد ستريم 2، كلا من شل الأنغلو هولندية، وأوم إم في النمساوية، وإنجي الفرنسية، ويونبير الألمانية، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتُجري موسكو إصلاحات مكلفة لخط الأنابيب المنفجر، في الوقت الذي يحاول فيه المحققون الأوروبيون من ألمانيا والسويد والدنمارك والنرويج وفرنسا الوصول إلى خيوط ملموسة لتحديد الفاعل المجهول حتى الآن.

ويرجح خبراء صعوبة تحديد الفاعل لأي عمليات تخربيية تحت سطح الماء بأعماق كبيرة، خاصة في بحر البلطيق الذي يُعد مسرحًا مثاليًا للجريمة على حد تعبير مقال نشره الكابتن البحري ريبيكا رويز وجاستن في صحيفة نيويورك تايمز (26 ديسمبر/كانون الأول 2022).[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها