دويتشه فيله : ما هو مشروع خط أنابيب الهيدروجين المتوسطي الذي انضمت إليه ألمانيا ؟

 

من المقرر أن تنضم ألمانيا إلى مشروع خط أنابيب هيدروجين جديد بين إسبانيا والبرتغال وفرنسا، وفقًا للإعلان الفرنسي الألماني في الذكرى الستين لمعاهدة الإليزيه يوم الأحد.

المشروع، الذي يطلق عليه اسم “H2Med” (هيدروجين المتوسط)، سيربط البرتغال وإسبانيا بفرنسا والآن ألمانيا لتزويد حوالي 10 في المائة من احتياجات الاتحاد الأوروبي من الهيدروجين بحلول عام 2030، ويُتوقّع أن تبلغ كلفة المشروع 2.5 مليار يورو.

وسينقل خط أنابيب الغاز تحت البحر الأبيض المتوسط الهيدروجين الأخضر المصنّع من المياه عن طريق التحليل الكهربائي، في عملية تستخدم الطاقة المتجددة.

والجدير بالذكر أن مشروع “H2Med” (هيدروجين المتوسط) سيكون قادراً على توفير حوالي مليوني طن متري من الهيدروجين سنوياً بحلول عام 2030، بحسب تقديرات الحكومة الإسبانية.

يأتي ذلك في الوقت الذي تسارع فيه أوروبا لتقليل الاعتماد على الطاقة الروسية والتحول من الوقود الأحفوري إلى طاقة أنظف.

كان موضوع خط الأنابيب قد أثار خلافا في العام الماضي حيث كانت إسبانيا وألمانيا دفعتا لإنشاء خط الأنابيب من إسبانيا إلى فرنسا والذي كان يجري التخطيط له منذ فترة طويلة وذلك بغرض نقل الغاز إلى ألمانيا، غير أن فرنسا رفضت الأمر واتفقت مع إسبانيا بدلا من ذلك على إنشاء خط الهيدروجين.

وقد أعلنت الحكومتان الألمانية والفرنسية يوم أمس الأحد (22 يناير/ كانون الثاني) خلال مؤتمر صحفي مشترك بمناسبة الذكرى الستين لتوقيع ”معاهدة الإليزيه” بيانا مشتركا بخصوص عدة قضايا. وذكر البيان أن البلدين اتفقا على تمديد خط أنابيب الهيدروجين الواصل بين إسبانيا ومدينة مارسيليا جنوب فرنسا إلى ألمانيا.
وقد دعت ألمانيا وفرنسا إلى خلق عمود فقري أوروبي للهيدروجين وذلك عبر توسيع نطاق خطوط الأنابيب وربطها عبر الحدود.

وستقدم مجموعة عمل مشتركة بين البلدين “توصيات بشأن الخيارات الاستراتيجية فيما يتعلق بتطوير الهيدروجين” في نهاية نيسان/ أبريل 2023.

وقد قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد استضافة المستشار الألماني أولاف شولتس في باريس: “بدأنا الحديث عن استراتيجية لما نريد القيام به من وجهة نظر الطاقة”.

وأشار شولتس: “نريد أن يتوفر الهيدروجين بكميات كبيرة وبأسعار معقولة مثل غاز المستقبل”. مضيفاً: “هذا تقدم تقني لا يمكننا تحقيقه إلا معًا. واتفقنا أيضًا عن كثب على أننا نريد تحقيق ذلك معًا”.

رحب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بهذه لأنباء، كما قالت وزارة الطاقة الإسبانية إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه أمس “لانضمام ألمانيا إلى H2Med” يأتي بعد “محادثات بين حكومات إسبانيا وألمانيا وفرنسا والبرتغال ، والتي فضلتها رؤيتهم الأوروبية العميقة”.

وأضافت الوزارة في بيان أن الاتفاقية “تعزز البعد الأوروبي لـ H2Med” وتضع إسبانيا “لتصبح مركزًا رائدًا للطاقة الخضراء من شبه جزيرة أيبيريا إلى وسط وشمال أوروبا”.

وقد تم اقتراح المشروع في تشرين الأول/ أكتوبر كبديل لما يسمى بمشروع خط أنابيب الغاز (MidCat) عبر جبال البيرينيه، والذي أيدته إسبانيا والبرتغال. إذ تم التخلي عن (MidCat) في عام 2019 بسبب مشكلات الربحية واعتراضات باريس ودعاة حماية البيئة. (DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها