عملاق بطاريات صيني يطلق صناعاته في ألمانيا

أعلنت شركة “سي اي تي ال” الصينية العملاقة للبطاريات عن بدء تشغيل أول مصنع لها في أوروبا بولاية تورينغن الألمانية، وهو أول مصنع خارج آسيا، ما يؤشر إلى مدى رغبة المجموعة والعلامة البارزة في أن تكون على تماس مع السوق العالمي، ولا سيما أنها تعد أكبر منتج للبطاريات، القلب المتنقل للسيارات الكهربائية، في العالم، وحيث تعتبر شركة بي أم دبليو الألمانية العريقة من أهم عملائها.

وأورد موقع ألكترو أوتو نيوز، الإثنين، أن الطاقة الإنتاجية السنوية للمصنع الضخم ستبلغ 30 مليون خلية بطارية، تكفي لتشغيل حوالي 350 ألف سيارة كهربائية ببطاريات 40 كيلوات ساعة. ونقل الموقع عن رئيس المجموعة في أوروبا ماتياس سينتغراف أنه سيتم استثمار ما مجموعه 1.8 مليار يورو من أجل التمكن من إنتاج 14 جيغاوات/ساعة في السنة، وخلق ما يقارب 2000 فرصة عمل.

وأكد أن الهدف هو التمكن من التقدم بزيادة الطاقة الإنتاجية إلى 24 جيغاوات/ساعة بحلول يونيو/حزيران 2023.

وكانت الشركة قد نقلت 400 متخصص من الصين وحدها، ووظفت 600 من الألمان، على أن يكون الإنتاج المنتظم والمتسلسل في منتصف العام الحالي 2023.

إلى ذلك، أشار سينتغراف إلى أن المجموعة الصينية تخطط بالفعل لبناء مصنع أوروبي ثان، والذي يمكن أن يكون الأكبر في القارة، بسعة 100 جيغاوات/ساعة، ومن المقرر أن يبدأ البناء في النصف الثاني من العام الحالي، والإنتاج في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام، معربا عن أمله في أن يكون الخلاف حول استراتيجية الصين المستقبلية من قبل الحكومة الفيدرالية والاتحاد الأوروبي مجرد ظاهرة مؤقتة.

وتجدر الإشارة إلى أن مصانع السيارات في ألمانيا تخطط للاستثمار في مشاريع بطاريات السيارات، لكنها ما زالت بعيدة نسبيا عن بدء التشغيل.

وفي خضم ذلك، أبرزت شبكة أن تي في الإخبارية، نقلاً عن رئيس حكومة الولاية بودو راميلو، أنه “بات لدينا مصنع عملاق لم نشهده من قبل في أي مكان في أوروبا الغربية”.

فيما قال وزير الاقتصاد في تورينغن فولفغانغ تيفينسي إن “مشروع الشركة الصينية يشكل نوعا جديدا من التعاون، حيث يجلب الصينيون تقنياتهم إلى أوروبا”.

ومع انطلاق العمل في المصنع الصيني الجديد في ألمانيا، فإن شركات تصنيع السيارات الألمانية والأوروبية لن تكون مضطرة للانتظار طويلا للحصول على خلايا البطاريات، مع تبسيط عملية تسليمها لعملائها، وبعدما كان يتعين عليها نقل بطاريات السيارات الكهربائية من الصين إلى ألمانيا.

ومن المعلوم أن شركة الشحن البحري النروجية هافيلا كيستروتن توقفت عن شحن البطاريات لمخاطرها، بعدما تم تقييم مدى السلامة، ولما يمكن أن يسببه اشتعال محتمل للنيران على متن السفينة من خسائر بشرية ومالية ضخمة، رغم وجود أنظمة إطفاء على متن السفن.

وقيل إن غرق سفينة الشحن “فيليستي آيس” منذ حوالي عام قبالة جزر الأزور، شمال المحيط الأطلسي، والتي كانت في طريقها إلى الولايات المتحدة الأميركية ومحملة بآلاف السيارات الفخمة، بما فيها الكهربائية منها، ربما يكون قد نجم عن حريق في إحدى السيارات التي تعمل ببطاريات الليثيوم.

وبخصوص مشاريع استثمار قطاعات صناعة السيارات الألمانية في إنتاج البطاريات، ذكرت شبكة أن تي في الإخبارية أن شركة فولكس فاغن تقوم ببناء أول مصنع لها لخلايا البطاريات منذ صيف 2022 في سالزغيتر الألمانية، فيما تخطط مرسيدس بنز لبناء العديد من المصانع مع العديد من الشركاء في جميع أنحاء العالم بحلول العام 2030، على أن تبلغ طاقتها الإنتاجية الإجمالية 200 جيغاوات/ساعة.

وسيتم تجميع البطاريات في تسعة مصانع، بما في ذلك مصنع كوليدا في تورينغن، إضافة إلى أخرى في مدينة كايزرسلاوترن وغيرها، حيث من المقرر البدء في العام 2025.

وتعد مجموعة “سي اي تي ال” الصينية، ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2022، أكبر شركة مصنعة للبطاريات بحصة سوق عالمية تبلغ 37.6%، تليها “بي واي دي” بحصة 16.2% و”ال جي أنرجي سوليوشنز” بحصة 11.3%، فيما تمتلك شركات مثل باناسونيك وسامسونغ ما يقارب 6% فقط من الحصة السوقية.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها