يعاني منه الممثل الأمريكي بروس ويليس .. ما هو الخرف الجبهي الصدغي ؟
بعد تقاعده من التمثيل في مارس/ آذار عام 2022 بسبب اضطراب يؤثر على قدرته على الكلام، يُسمّى الحبسة، شُخّصت إصابة الممثل الأمريكي بروس ويليس، البالغ من العمر 67 عامًا، بالخرف الجبهي الصدغي، وفق ما أعلنت عائلته، الخميس.
وأشارت عائلة ويليس في بيان إلى أنّه “منذ أن أعلنّا تشخيص إصابة بروس بالحبسة في ربيع عام 2022، تفاقمت حالته”.
وتابعت: “لسوء الحظ، فإن تحديات التواصل ليست سوى أحد أعراض المرض الذي يواجهه بروس. وفي حين أنّه أمر مؤلم، فمن المريح أن يكون لدينا تشخيص واضح في النهاية”.
والخرف الجبهي الصدغي، عبارة عن مجموعة من الاضطرابات الناجمة عن تراكم بروتين “تاو” وغيره من البروتينات التي تدمر خلايا الفصين الجبهي (خلف الجبهة) والصدغي (خلف الأذن) من الدماغ.
غالبًا ما تبدأ أعراض الخَرَف الجبهي الصدغي في سن تتراوح بين 45 و64 عامًا، وفقًا لجمعية الأبحاث الخيرية في المملكة المتحدة Alzheimer’s Research UK.
ووفق ما جاء في البيان الصادر عن جمعية التنكس الجبهي الصدغي، “يمكن أن يسبب الخَرَف الجبهي الصدغي، الذي يعد الخَرَف الأكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عامًا، في مواجهة تحديات في التواصل، بالإضافة إلى تغييرات في السلوك، أو الشخصية، أو الحركة”.
ووفق ما ذكرت شبكة “سي إن إن”، عادة ما يعيش الأشخاص المصابون بالخَرَف الجبهي الصدغي بين ست وثماني سنوات مع هذه الحالة، وفقًا للمعهد الوطني الأمريكي للشيخوخة.
وتكون نسبة تتراوح بين 10 و30% من حالات الخَرَف الجبهي الصدغي، وراثية.
وبخلاف العوامل الوراثية، لا توجد عوامل خطر أخرى معروفة، رغم أن الباحثين يدرسون الدور الذي قد تلعبه الغدة الدرقية والأنسولين في ظهور المرض.
ما هي أنواع الخَرَف الجبهي الصدغي؟
نظرًا لأن أعراضه تبدأ باختبار صعوبة في الكلام، فقد شُخصت حالة بروس ويليس على أنه مصاب بنوع فرعي للخَرَف الجبهي الصدغي يسمى الحبسة التقدمية الأولية، وفقًا لهنري بولسون، أستاذ علم الأعصاب ومدير مركز ميتشيغان لمرض الزهايمر بجامعة ميشيغان.
وأوضح بولسون أن الحبسة تعني مشاكل في اللغة، ويمكن أن يتفاوت ذلك بين صعوبة في إيجاد الكلمات، إلى عدم فهم محادثة الآخرين. ويمكن أن تحدث بسبب ورم في الدماغ، أو التعرّض لسكتة دماغية، أو من حالة تنكّسية عصبية متقدمة”.
وأضاف: “نظرًا لأن تشخيصه هو الخرف الجبهي الصدغي، فمن الواضح أن السيد ويليس يعاني من مرض تنكسي عصبي تقدمي مقارنةً مع سكتة دماغية، أو ورم، أو بعض الآفات الأخرى في الدماغ”.
هناك نوعان آخران من الخَرَف الجبهي الصدغي:
الأول، الخرف الجبهي الصدغي المتغير السلوكي، ويتميّز بالتغيّرات في الوظائف التنفيذية والتفكير والتخطيط.
والثاني، يؤثر على الخلايا العصبية الحركية، ويمكن أن يظهر من خلال صعوبة في البَلْع، والتقلّصات أو التشنّجات العضلية، وصعوبة استخدام اليدين أو الذراعين، مثل صعوبة إغلاق الأزرار أو تشغيل الأجهزة الصغيرة.
ما هي أعراض الخَرَف الجبهي الصدغي؟
في البداية، قد يكون من الصعب معرفة نوع الخَرَف الجبهي الصدغي الذي يعاني منه الشخص، إذ أن الأعراض والترتيب الذي تظهر به قد تختلف من شخص لآخر، كما يعتمد الأمر على أي أجزاء من الفص الجبهي أو الصدغي المصابة.
وبالنسبة إلى الخرف الجبهي الصدغي المتغير السلوكي، نادرا ما يعاني الأشخاص من مشاكل في الذاكرة. عوض ذلك، فإنهم يكافحون لتخطيط وتنظيم تسلسل أفكارهم، ويواجهون صعوبة في تحديد الأولويات، وفقًا للمعهد الوطني للشيخوخة.
وقد يردد المرضى الحركات أو الكلمات ذاتها مرارًا وتكرارًا، ويصبحون غير مهتمين بالحياة، ويتصرفون باندفاع، من خلال قول كلمات أو الإقدام على تصرفات غير لائقة قد يراها الآخرون محرجة.
وفي الحبسة التقدمية الأولية، قد يواجه الشخص صعوبة بالكلام أو فهم الكلمات. وبمرور الوقت، قد يفشل بالتعرّف على الوجوه والأمور المألوفة.
وأوضح بولسون أنّ “الحبسة التقدمية الأولية قد تبدأ بصعوبة العثور على الكلمات، لذلك يستبدلها المرضى بكلمة أبسط أو كلمة عامة أكثر لتسمية الأمور التي لا يمكنهم تذكرها تمامًا”.
كيف يتم تشخيص الإصابة بالخَرَف الجبهي الصدغي؟
لتشخيص اضطرابات الخَرَف الجبهي الصدغي، سيجري طبيب أعصاب فحصًا سريريًا دقيقًا، مقرونًا باختبار نفسي مصمم لتقييم المهارات المعرفية، حسبما ذكر بولسون.
وقال بولسون: “يمكن أن يخبرنا التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ إذا كانت أجزاء معينة من الدماغ تتقلص أو تظهر عليها علامات الضمور”.
وتابع: “نجري بعض فحوص الدم للتأكد من أننا لا نفوّت بعض الأسباب القابلة للعلاج من ضعف الإدراك، مثل أمراض الغدة الدرقية، أو نقص في فيتامين بي 12 أيضًا”.
كيف يتم علاج الخَرَف الجبهي الصدغي؟
خلافًا لمرض الزهايمر، لا توجد علاجات حالية لإبطاء تقدم الخَرَف الجبهي الصدغي. يمكن للأطباء محاولة تحسين نوعية حياة المريض من خلال وصف الأدوية التي تقلل الانفعالات، أو التهيج، أو الاكتئاب.
يمكن أن يساعد اختصاصي علم أمراض النطق واللغة بتحديد أفضل الاستراتيجيات والأدوات لمريض الخَرَف الجبهي الصدغي الذي يعاني من تدهور المهارات اللغوية. وقد يساعد العلاج الطبيعي، بتوجيه من طبيب متخصص في هذه الاضطرابات، بعلاج الاضطرابات الحركية.
ومن المهم للأشخاص الذين يعانون من متلازمة الخرف التدريجي، مثل الخَرَف الجبهي الصدغي، الاستمرار بتناول الطعام بشكل جيد، وممارسة الرياضة بانتظام، والبقاء على تواصل مع الآخرين، بحسب بولسون، مشيرًا إلى أنها أنشطة تساعد العقل على العمل بأفضل شكل ممكن.
وأضاف أنه مع تقدم المرض، يمكن للمرضى الاستمرار بعيش حياة نشطة والتكيف مع أعراضهم بطرق ملهمة.[ads3]