قائد ميليشيا فاغنر الروسية يتهم وزير الدفاع الروسي بالخيانة و ترك عناصر الجيش الروسي عراة و دون ذخائر !

في تصريحه الأخير الذي صدر، الثلاثاء، لم ينتقد زعيم مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية، يفغيني بريغوجين، وزارة الدفاع الروسية أو مسؤولين روساً كباراً في القطاع الأمني، أو جنرالات الجيش، كما جرت العادة.

لا بل أن بريغوجين رفع السقف واتهم وزير الدفاع، سيرغي شويغو، ورئيس الأركان، فاليري غيراسيموف، بالخيانة، وبترك مقاتليه الذين يخوضون معارك شرسة و”يُقتلون بالمئات يومياً”، عراة ومن دون ذخائر كافية في دونباس.

تصريح هذا الثلاثاء كشف صراع الأجنحة الذي بقي حتى الآن مستوراً بين جدران الكرملين. فأين بدأت المشكلة بين بريغوجين والمؤسسة العسكرية الروسية، وما رأي الرئيس بوتين في كل ما يحصل؟

في أواخر كانون الثاني-يناير، أعلن بريغوجين، سقوط سوليدار في دونيتسك. وبعد فترة قصيرة فقط، انتشرت صور له مع مقاتيله، وقال مدونون مؤيدون لروسيا إنها اتخذت في مناجم الملح في البلدة.

ميدانياً، إن السيطرة على سوليدار سمحت للقوات الروسية بالتقدم نحو بخموت. وفي ذلك الوقت تبنى بريغوجين “النصر الروسي” وقال إن قواته اقتحمت البلدة وحيدة ولم تكن مدعومة من الجيش الروسي.

في ذلك الوقت أيضاً، قال خبراء إن زعيم فاغنر يسوّق لنفسه كقائد يزور مقاتليه على الجبهة، تماماً كما فعل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سابقاً، مضيفين أن ذلك لم يعجب قادة الجيش الكبار.

عندما أعلن بريغوجين النصر في سوليدار، صدر تصريح عن وزارة الدفاع الروسية يعارض ما يقوله الرجل.

وفي بيان يتوافق مع بيان وزارة الدفاع الأوكرانية -وفي مفارقة غريبة جداً- شدّد الكرملين على أهمية “عدم التسرع” في إعلان الانتصار في سوليدار، في رسالة مبطنة إلى بريغوجين.

في الماضي قال بريغوجين، الذي لا يفوت فرصة للتسويق لنفسه، لمقاتليه، إنه بمجرد التغلب على البيروقراطية الداخلية [في روسيا] والفساد، “سنقوم بغزو الأوكرانيين وحلف شمال الأطلسي”.

الرجل المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين يستغل الفرصة في كل مرة لينتقد النخبة العسكرية الحاكمة.

هناك مغردون كثر قالوا إن بريغوجين يقدّم نفسه كخليفة لبوتين، بينما قال مراقبون إنه يريد إظهار مجموعته العسكرية، كقوة فعالة وأساسية في الحرب.

وقال محللون آخرون إن بريغوجين يخوض “حربه الخاصة في أوكرانيا” بعدما سخر في الماضي من الفساد والتسلسل الهرمي الفاسد وغير الكفوء في المؤسسة العسكرية الروسية.

تشير المعطيات والتقارير إلى صراع أجنحة بين بريغوجين ووزير الدفاع، سيرغي شويغو، المقرب من بوتين أيضاً، بسبب عقود دفاعية. الأول يعتبر الثاني رأس الفساد.

في كانو الثاني – يناير الماضي أعلنت وزارة الدفاع الروسية تعيين الجنرال فاليري غيراسيموف قائداً للعمليات العسكرية في أوكرانيا. وغيراسيموف أحد أبرز المقربين من شويغو، الذي لا تربطه علاقة جيدة بزعيم فاغنر كما تمت الإشارة سابقاً.

في يناير الماضي تم تعيين الجنرال ألكساندر لابين رئيساً لأركان القوات البرية الروسية. لابين كان أحد ضحايا بريغوجين في الماضي فزعيم مجموعة فاغنر انتقده بشدة.

في ذلك الوقت رأى خبراء أن تعيين غيراسيموف ولابين رسالة إلى بريغوجين مفادها: “لا تعبث مع الجيش”.

على الجانب الآخر، هناك من يقول إن أهداف بريغوجين ليست عسكرية فقط، إذ قال مسؤول أمريكي كبير لرويترز بعد السيطرة على سوليدار إن زعيم فاغنر كان على استعداد للتضحية بألف رجل من أجل السيطرة على مناجم الملح والجبس في المنطقة.

وأضاف المسؤول أن الدافع المالي قد يفسر “هوس” بريغوجين بالسيطرة على المنطقة، الأمر الذي نفاه الأخير عبر حسابه في تلغرام، متحدثاً عن ملاحم تاريخية تسطّرها قواته.

ومعروف أن رواسب ملح بخموت ضخمة وذات نقاوة عالية. وقبل الحرب، كان بإمكان السياح زيارة الأقبية الشاسعة، والتي تضمنت ملعباً لكرة القدم وكنيسة ومتاهات وقاعة للحفلات الموسيقية.

وسبق للولايات المتحدة أن اتهمت المرتزقة الروس باستغلال الموارد الطبيعية في البلدان الإفريقية، بما في ذلك جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي والسودان، للمساعدة في تمويل حرب موسكو في أوكرانيا. (EURONEWS)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها