ألمانيا تدين الدور الإيراني ” الإشكالي ” في المنطقة

أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الألمانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومدير “المركز الألماني للإعلام”، دينيس كوميتات، إدانة بلاده ما وصفه بـ”الدور الإشكالي” الذي تلعبه إيران في المنطقة، في دول مثل سوريا، وإلى حدٍّ ما العراق.

وأعرب عن “قلق ألمانيا إزاء التحركات المتزايدة بعيدة المدى للسياسة النووية التي تنتهجها إيران”، مشدداً على ضرورة العمل “لتجنب تصعيد نووي”.

وقال كوميتات، في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط، الأحد، إنه “من المفهوم أن دول الخليج العربي تنظر إلى طهران بتشكك كبير، وهو ما ناقشته وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بالتفصيل، خلال لقائهما في إطار مؤتمر ميونخ للأمن”.

وأضاف أن “بلاده ستواصل الاعتماد على الدبلوماسية والحلول السياسية في هذا الشأن، فمن المهم أن تظل قنوات الحوار مفتوحة رغم التوترات”.

ولفت إلى أن ألمانيا تنظر “بقلق بالغ” إلى تطورات السياسة الداخلية والخارجية فيما يتعلق بإيران، مؤكداً أن “النظام في طهران يتعرض لضغوط كبيرة من شعبه للانفتاح، لكنه لا يرد على ذلك بالحوار، بل بالقمع الوحشي والتعسف والعنف”، مشدداً على إدانة بلاده لذلك “بأشد عبارات الإدانة”.

وجدد المتحدث الرسمي الألماني تأكيد موقف الحكومة الألمانية الرامي إلى حل النزاع في الشرق الأوسط، وقال إن برلين لديها علاقات “قوية”، مع طرفَي الصراع (فلسطين وإسرائيل)، ومع اللاعبين الدوليين الرئيسيين في النزاع، وهي على تواصل “وثيق” معهم، مؤكداً أنه “من المهم لألمانيا أن يستمر الطرفان في السعي وراء إمكانية تحقيق حل الدولتين على أساس اتفاقية “أوسلو)”.

وبشأن تصورات برلين لحل الأزمة السياسية في ليبيا، لا سيما مع انخراطها منذ سنوات في هذا الملف، وتنظيمها الكثير من المؤتمرات، قال كوميتات إن “ألمانيا تستهدف تعزيز العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في البلاد، حتى يمكن إعادة توحيدها سياسياً وإحلال السلام الدائم”.

وفيما يتعلق بالشأن السوري، أكد كوميتات أن “ألمانيا لن تتخلى عن الناس في سوريا، الذين يعانون من الحرب وعواقبها منذ أكثر من عشر سنوات، والذين اضطر بعضهم إلى الفرار عدة مرات، وهم الآن في حداد على أقاربهم تحت الأنقاض”، مشيراً في هذا الصدد إلى أن “ألمانيا ثاني أكبر مانح لسوريا، حيث قدمت العام الماضي وحده ما يزيد على 1.8 مليار يورو”.

وأوضح كوميتات أن “كارثة الزلزال” زادت  من التزام برلين الإنساني في سوريا بمبلغ قدره 50 مليون يورو، قائلاً: “سوف نستمر في التطلع إلى المستقبل أكثر والمساعدة حيث تكون الحاجة ماسة”.

وحول ما إذا كانت “كارثة الزلزال” قد خلقت ديناميكية جديدة فيما يتعلق بإمكانية تطبيع العلاقات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قال كوميتات إن “نظام الأسد مسؤول عن حرب وحشية ضد شعبه منذ أكثر من عقد من الزمان، والطريق الوحيدة للتطبيع هي من خلال تقديم تنازلات سياسية كبيرة وقابلة للتحقق منها، في إطار عملية جنيف التي تقودها الأمم المتحدة”، مشيراً إلى أنه “للأسف، لا يوجد حالياً أي مؤشرات على تحقق ذلك”.

وبشأن الوضع في السودان، أكد  كوميتات أن ألمانيا  تعمل منذ إدانتها ما تصفه بـ”الانقلاب العسكري” في عام 2021، مع شركاء دوليين لـ”ضمان أن يُعيد الجيش السلطة إلى حكومة يقودها مدنيون، وأن يستمر السودان في المضي قُدماً على طريقه نحو الديمقراطية”.

وأضاف كوميتات أن “المملكة (السعودية) تلعب دوراً رئيسياً في السياسة الإقليمية في الكثير من النواحي، وبالتالي فهي شريك حوار مهم بالنسبة لبرلين” ، واصفاً الشراكة الاقتصادية بين برلين والرياض بـ”الوثيقة”.

وأشار المتحدث الرسمي الألماني إلى ما وصفها بـ”الشراكة الخاصة” مع الرياض في مجال الهيدروجين، لا سيما مع اعتماد برلين على استيراد الهيدروجين الأخضر لتحقيق هدفها، المتمثل في خفض انبعاثات الكربون إلى الصفر بحلول عام 2045، وقال إن “السعودية تتمتع بمقومات ممتازة لإنتاج وتصدير الهيدروجين”.

وفيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، وإمكانية التفاوض لحلها، أكد مدير “المركز الألماني للإعلام” أن “أوكرانيا وحدها هي التي تقرر ما إذا كانت ستجري مفاوضات، ومتى سيكون ذلك، وما سيكون مضمونها”، مشيراً إلى أن “الشعب الأوكراني يدافع عن نفسه ضد روسيا التي اعتدت على أراضيه”.

وقال إن المستشار الألماني أكد مراراً وتكراراً في حديثه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هاتفياً، أنه “يتوجب عليه إنهاء هذه الحرب العدوانية غير الشرعية، وسحب قواته”. (DPA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها