الاتحاد الأوروبي يعرض حلاً وسطاً لتسوية الخلاف مع ألمانيا بشأن حظر محركات الاحتراق الداخلي

اقترحت المفوضية الأوروبية خارطة طريق بشأن كيفية اعتبار السيارات التي تعمل بالوقود الصناعي المعروف باسم “إي فويل” سيارات محايدة كربونيا، في محاولة لإقناع ألمانيا بسحب اعتراضها على الحظر المقترح على بيع السيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي.

وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء، أن بروكسل وبرلين تختلفان بشدة بشأن حظر محركات الاحتراق الداخلي، والذي يعتبر محورا رئيسيا من محاور استراتيجية الاتحاد الأوروبي لمواجهة ظاهرة التغير المناخي.

واعترضت ألمانيا في اللحظات الأخيرة على هذا الحظر بسبب الخوف من تأثيراته على صناعة السيارات الألمانية التي تعتبر مكونا رئيسيا من مكونات الاقتصاد الألماني.

وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن المفوضية وجهت رسالة إلى الحكومة الألمانية، تعهدت فيها بنشر بيان يتضمن جدولا زمنيا ويعرض حلولا تنظيمية تسمح باستمرار إنتاج وبيع السيارات الجديدة المزودة بمحركات احتراق داخلي تعمل بالوقود الصناعي، عند دخول حظر إنتاج سيارات الاحتراق الداخلي التقليدية حيز التطبيق في 2035.

وبحسب الرسالة التي اطلعت عليها بلومبرج، فإنه سيتم إقرار القواعد الجديدة بشأن السيارات التي تعمل بالوقود الصناعي بعد موافقة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على حظر محركات الاحتراق الداخلي، في حين لم تستجب المفوضية وهي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، لطلب ألمانيا بشأن إصدار قانون جديد إضافي لتنظيم استخدام محركات الوقود الصناعي.

ومن ناحيته أعرب وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك عن اعتقاده بأن الخلاف بين بلاده والمفوضية الأوروبية حول حظر السيارات الجديدة التي تعمل بمحركات الاحتراق يضر بألمانيا.

وحث السياسي المنتمي إلى حزب الخضر والذي يشغل أيضا منصب نائب المستشار الألماني أولاف شولتس على سرعة التوصل إلى اتفاق، مشيرا إلى أن المطلوب “على جناح السرعة” التوصل إلى نتيجة “وإلا سيتهاوى كل شيء” وذلك في إشارة إلى حزمة كبيرة تابعة للاتحاد الأوروبي لحماية المناخ.

جاءت هذه التصريحات لهابيك، اليوم الثلاثاء، خلال اجتماع مغلق لكتلة حزب الخضر في مدينة فايمار شرقي ألمانيا.

وتعليقا على الخلاف حول حظر محركات الاحتراق اعتبارا من عام 2035، قال هابيك إنه “يضر ألمانيا الآن أيضا. نحن نخسر نقاشات ونحصل على دعم أقل من اللازم لمشروعاتنا” موضحا أن الموقف الألماني من محركات الاحتراق يُنْظَر إليه على مستوى الاتحاد الأوروبي باعتباره موقفا معرقلا.

وتابع هابيك: “السياسة الألمانية وتمثيل مصالح ألمانيا يتعرضان حاليا للضرر ولم يعد من الممكن استمرار تواصل هذه الحالة طويلا. يجب أن تنتهي الآن”.

في الوقت نفسه، قال هابيك إن الحزب الديمقراطي الحر (الشريك في الائتلاف الحاكم) على حق في وجهة نظره التي ترى أن المفوضية لم تف بوعدها، مشيرا إلى أن هذا هو موقف الحكومة الألمانية برمتها وقال:” أعتقد أنه ليس من الصعب أن تنفذ ما وعدت إذا كانت تريد تنفيذه”.

وكان مفاوضو البرلمان الأوروبي ودول الاتحاد الأوروبي اتفقوا في الخريف الماضي على ألا يتم السماح بترخيص سيارات جديدة في الاتحاد الأوروبي اعتبارا من عام 2035 إلا للسيارات الخالية من الانبعاثات فقط، وكان من المقرر أن يتم تأكيد هذا الاتفاق خلال جلسة لدول الاتحاد الأوروبي في الأسبوع الماضي لكن الجلسة تم إلغاؤها بسبب طلبات إضافية من ألمانيا إذ لم يكن من الممكن تمرير الاتفاق بدون موافقة ألمانيا.

يذكر أن الوقود الصناعي لا يصدر كميات إضافية من ثاني أكسيد الكربون ويمكن إنتاجه باستخدام الكهرباء التي يتم توليدها من المصادر المتجددة والمياه وثاني أكسيد الكربون الموجود في الهواء. (DPA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها