وكالة تركية تروي قصة لاجئة سورية ” تخفف آلام الأردنيين بالحجامة “
رغم معاناتها من آثار الحرب واللجوء، تحاول الشابة السورية “نجوان الرفاعي” تخفيف آلام الناس في الأردن، متسلحة بالعلم والتدريب، مدفوعة برغبتها في تعويض لم تستطع فعله لبلادها.
نجوان (27 عاما)، تناست جراحا نزفت في بلادها، لتضمّدها وبإصرارها على العطاء، بتخفيف آلام الأردنيين، مستخدمة بذلك ما اكتسبته من خبرات عبر التحاقها بدورات في الطب البديل، وتحديدا “الحجامة”.
ورغم أن نجوان سورية الأب أردنية الأم، ومن مواليد محافظة إربد شمالي المملكة، فذلك لم ينفِ عنها صفة “لاجئة”، إذ أنها مسجلة بها بشكل رسمي لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
انتقال الأسرة
في مقر سكنها مع والدتها بمدينة السلط في محافظة البلقاء وسط البلاد، التقت “الأناضول” الشابة السورية، للاطلاع على واقع ما تقدمه، ومتابعة جوانب عملها في أحد المراكز الخاصة.
قالت نجوان: “أعيش بالأردن منذ عام 2012، إذ جئنا مع والدي إلى هنا بعد بدء الحرب في سوريا”.
وأضافت: “توفي الوالد عام 2018 إثر جلطة دماغية، وبقينا هنا بالسلط أنا وإخواني (اثنان من الذكور واثنتان من الإناث) مع والدتي، التي تعمل مدربة قيادة للسيارات”.
ويشترك الأردن وسوريا في خط حدودي بطول 375 كلم، ويستضيف نحو 1.3 مليون سوري 750 ألفا منهم مقيمون من قبل 2011 بحكم النسب والمصاهرة والتجارة، فيما يحمل البقية صفة “لاجئ” لدى مفوضية الأمم المتحدة للاجئين.
ومنذ منتصف مارس/آذار 2011، اندلعت ثورة شعبية في سوريا تطالب بإقامة دولة ديمقراطية وتداول السلطة، غير أنها تحولت إلى مواجهات مسلحة، سقط خلالها آلاف القتلى، بحسب إحصائيات أممية.
تعلم الحجامة
الصدفة كانت وراء دخول نجوان عالم الحجامة، إذ أوضحت: “تعلمت ذلك قبل 4 سنوات، وكنت حينها مرافقة لوالدتي التي كانت ملتحقة ببرنامج تدريبي لذلك (للحجامة)، وأحببت ذلك وأكملت معها لآخر الدورة بواقع 6 أشهر”.
و”بعد حصولي على الشهادة، بدأت بالمعالجة، فأنا من الأساس ومنذ صغري، كنت أتطلع لدراسة الطب، لكن الظروف والحرب (في سوريا) لم تسمح لي بذلك”، وفق نجوان.
واستطردت: “أجيد أيضا كثيرا من الأمور الطبية، التي تعلمتها بالتدريب، كالخياطة والمساج العلاجي والإسعافات الأولية وسحب الدم، وأمور أخرى، وبدأت مؤخرا أيضا تعلم استخدام الإبر الصينية”.
وتستخدم الحجامة في العديد من الدول العربية والإسلامية كجزء من الطب البديل، وأوصى بها أطباء عرب ومسلمون، كما لقت رواجا في دول أوروبية عبر عصور مختلفة.
تصنف الحجامة ضمن العلاجات البديلة، وتجرى عن طريق وضع أكواب على نقاط مختارة من الجلد، وخلق ضغط أقل من الضغط الجوي إما عن طريق الحرارة أو الشفط، وتهدف للوقاية من الأمراض وعلاج بعضها.
محاولات للمساعدة
وعن إقبال الأردنيين على تلقي الحجامة، ذكرت نجوان: “النسبة متوسطة، أحاول اقناعهم بأهميتها؛ كونها سنة نبوية، وهنا أقصد المعارف، فالهدف ليس مادي وأنا أحاول تعميم ونشر فوائدها كطب طبيعي وبديل عن الطب الحديث”.
وأرجعت الشابة السورية السبب في حرصها على نشر الحجامة، إلى أنها “ضد العقاقير الكيميائية”، وتشعر بأنها “لا تفيد الجسم كما تفعل الحجامة، ولها آثار جانبية، وبالحجامة تخرج بقايا هذه الأدوية من الدم”.
وأوضحت: “أعالج ذكورا وإناثا، من مختلف الأعمار، بين 6 أعوام إلى 80 عاما، وهذا المثبت طبيا، وبخلاف ذلك فإنها أعمار لا تحتمل، ويتم استثناء بعض الحالات بناء على ظروفهم الصحية”.
وفيما يتعلق بطريقة عملها، لفتت إلى أنها “تعمل بمفردها، والسبب في ذلك ما شاهدته في بعض المراكز من عدم تقيد بإجراءات السلامة الشخصية للمريض، لذلك فضلت العمل لوحدها”.
وشددت على أن “هناك مواعيد محددة (في الشهر) لإجراء الحجامة، كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولها طرق ونقاط محددة، وتكون بحسب معاناة الشخص المُحتجم”.
وختمت نجوان: “لا يوجد أفضل من هذه السنّة لمساعدة الناس، وما فقدته ولم أتمكن من تحقيقه في بلدي الجريح سوريا، أحاول تعويضه هنا بمساعدة الأردنيين، ممن يطلب ذلك ويحتاجه”. (Anadolu)[ads3]