البرلمان الأوروبي أمام محاولة جديدة لإصلاح قوانين الهجرة
تشهد عملية إصلاح سياسة اللجوء في أوروبا مرحلة حاسمة، الثلاثاء، مع تصويت البرلمان على عدة قرارات مهمة تتعلق خاصة بالتضامن بين الدول الأعضاء لاستقبال اللاجئين.
عاد الجدل بشأن الهجرة إلى صدارة الأجندة الأوروبية، مع تزايد طلبات اللجوء في الاتحاد الأوروبي، ومصرع مهاجرين اثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط على متن قوارب مهترئة.
سياج حدودي
تطلب العديد من الدول الأوروبية، وفي مقدمتها النمسا، من الاتحاد الأوروبي تمويل إقامة سياج عند حدوده الخارجية لمكافحة الهجرة بطريقة غير قانونية، لا سيما على الحدود البلغارية التركية. لكن القادة اتخذوا خلال اجتماع في شباط/فبراير، موقفًا مبهماً بهذا الصدد.
في حين يعتبر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، أنّ مثل هذا التمويل ممكن قانوناً، رفضت المفوضية الأوروبية حتى الآن السماح بأن تُخصَّص أموال الاتحاد الأوروبي “للجدران والأسلاك الشائكة”.
عرضت المفوضية الأوروبية في أيلول/سبتمبر 2020 “ميثاق الهجرة واللجوء” من أجل ضمان توزيع أفضل لطالبي اللجوء داخل التكتل، في محاولة جديدة للإصلاح بعد فشل نظام الحصص الذي تم اعتماده بعد أزمة اللاجئين عام 2015.
أكدت النائبة الأوروبية الفرنسية فابيان كيلر، وهي من معدي أحد النصوص التي ستعرض لتصويت لجنة الحريات المدنية والشؤون الداخلية، أن “القواعد الحالية غير واضحة والنظام غير فعال، وهذه هي التحديات التي يريد الميثاق الرد عليها”.
ومن المقرر أن يمهد التصويت للمفاوضات مع الدول الأعضاء التي لن تكون “سهلة”، بحسب النائبة التي اشارت إلى الهدف المشترك المتمثل في التوصل إلى اتفاق نهائي قبل شباط/فبراير 2024.
الرابط الأسري
يسعى مشروع الإصلاح إلى ترسيخ معيار وجود فرد من عائلة طالب اللجوء في دولة عضو. وهو يوسع مفهوم الروابط الأسرية ويقدم معيارًا جديدًا تكون بموجبه الدولة الأوروبية التي تصدر الوثيقة مسؤولة عن معالجة طلب اللجوء الخاص بحاملها.
ومن المقرر وضع آلية تضامن مع الدول الأعضاء التي تتعرض لضغط الهجرة، ولا سيما لعملية إنزال مهاجرين بعد عملية إنقاذ في البحر.
في عام 2022، تم تقديم أكثر من 880 ألف طلب لجوء إلى الاتحاد الأوروبي (خاصة في ألمانيا وفرنسا وإسبانيا والنمسا)، معظمها من سوريين وأفغان وفنزويليين وأتراك، وفقًا لأحدث بيانات معهد يوروستات ألذي اشار إلى زيادة قدرها 64% عن عام 2021.
المجر المعروفة بسياستها المناهضة للمهاجرين، هي الدولة الأوروبية التي استقبلت أقل عدد من طلبات اللجوء (45). (AFP)[ads3]