أعلى مستوى إفلاس للشركات في ألمانيا .. مئات الحالات خلال شهر
ارتفعت حالات إفلاس الشركات الألمانية إلى أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات، على الرغم من التحسن النسبي للآفاق الاقتصادية بعد أزمة كورونا. ووفقا لذلك، بينت دراسة، نشرت الخميس، لمعهد “لايبنيز” للأبحاث الاقتصادية في هاله، والذي يقوم بتقييم إعلانات الإفلاس الحالية للمحاكم الألمانية وربطها بأرقام الميزانيات العمومية للشركات المعنية، أنه تم تسجيل 959 حالة إفلاس خلال مارس/آذار 2023 وبزيادة 15% عن شهر فبراير/شباط.
وذكرت الدراسة أنه وبالمقارنة مع مارس من العام 2022 فان هذه الزيادة شكلت ما نسبته 24%، وكان عدد حالات الإفلاس أقل بنسبة 4% فقط من متوسط السنوات التي سبقت جائحة كورونا.
وفي هذا السياق، قال، شتيفان مولر، رئيس قسم التغيير الهيكلي والإنتاجية وأبحاث الإفلاس في المعهد المذكور، “ولى زمن فترة أرقام الإفلاس المنخفضة بشكل غير عادي”، مشيراً إلى أن ارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب أسعار الطاقة والمواد الأساسية، وتزايد نفقات الموظفين والزيادة في أسعار الفوائد تثقل كاهل العديد من الشركات حالياً.
وأضاف مولر، “ومع ذلك فان المؤشرات الأولية لا تشير إلى أي زيادة أخرى في عدد حالات الإفلاس خلال الأشهر المقبلة، وقد يكون أحد أسباب ذلك عدم تحقق الركود الذي طال انتظاره في ألمانيا”.
إلى ذلك، أشار معهد الأبحاث في تقريره أن معظم حالات الإفلاس التي شهدها شهر مارس كانت في ولايتي شمال الراين “فستفاليا” ( 213 حالة) و”شليسفيغ هولشتاين”.
وبحسب الباحثين في المعهد فان 8022 وظيفة تأثرت بحالات التعسر، بعد أن كانت الوظائف المهددة خلال فبراير وصلت إلى 11585 وظيفة، وهو أعلى رقم منذ يونيو/حزيران 2021.
ولا يفقد جميع موظفي الشركات وظائفهم على الفور نتيجة عمليات الإفلاس، ويمكن غالباً الحفاظ على بعضهم واستمرارهم بالعمل لفترة معينة.
وفي خضم ذلك، بينت صحيفة “فرانكفورتر الغماينه”، اليوم الخميس، أنه وفقاً لإعلانات محاكم الإفلاس، فقد سجل شهر مارس الماضي حالات تعسر لسلسلة من مجموعة شركات كانت تنشط في قطاعات الألبسة والمنسوجات والأحذية والحديد ومعارض سيارات، إلى غيرها من القطاعات التي تنشط بعيداً عن المدن الرئيسية حيث الكثافة السكانية، بعدما انهارت الأعمال على نطاق واسع وتوجه المستهلكون للتسوق عبر الإنترنت، فيما اضطرت شركات أخرى لترتيب أوضاعها بإجراءات إعادة هيكلة عبر إغلاق عدد من فروعها، مخافة من الاستسلام تماماً والوقوع في الإفلاس.
ووفقا لمجلة “تكستيل فريدشافت” أعلن 102 من شركات مبيعات التجزئة إفلاسهم في العام 2022، بعد معاناة من مشاكل اقتصادية هائلة.
وكان المدير العام لاتحاد تجارة المنسوجات والأحذية والسلع الجلدية “رولف بانغيلز”، أفاد مع شبكة ايه ادي الإخبارية، أن أكثرمن متجر من بين كل 10 متاجر أحذية أغلق العام الماضي أبوابه إلى الأبد، وأنه وفقاً لحسابات الاتحاد انخفض عدد متاجر الأحذية 1500 متجر من حوالي ١٠ آلاف في غضون عام، وكل ذلك بسبب تأثيرات حرب أوكرانيا والتضخم المرتفع وارتفاع أسعار الطاقة التي أدت لإحجام كبير عن عمليات الشراء لدى الأفراد.
وحيال أزمة تعسر المؤسسات والشركات، أورد تقرير لشبكة “إس دبليو آر” أخيراً، أن شبح الإفلاس يخيم على العديد من المستشفيات في ولاية “بادن فورتمبرغ” التي تطالب بمساعدات مالية سريعة، ناقلة عن المدير التنفيذي لرابطة مستشفيات الولاية “هاينرشيفولد”، أنه “إذا لم يتم القيام بشيء ما على وجه السرعة، فان المستشفيات هناك مهددة بالإغلاق، لا سيما وأنها تعاني من نقص بما لا يقل عن 800 مليون يورو في العام 2023، وجميعها بحاجة لتمويل أفضل لتكاليف الصيانة والتشغيل.[ads3]