مجلة أمريكية : أعداد كبيرة من غير المسلمين يصومون رمضان للتشبع بتجربته الروحية

نشرت مجلة “تايم” الأمريكية، تقريرا أعدته ياسمين سرحان تساءلت فيه عن سبب صيام غير المسلمين في شهر رمضان الحالي.

وقالت إن ألكسندر سيليس (26 عاما) يعيش في تكساس ويصوم رمضان، ولكن على خلاف 1.8 مليار مسلم الذي يعتبرون الصيام ركنا من أركان الإسلام، فسيليس ليس مسلما، وهو في الحقيقة ليس متدنيا، حيث قال للصحافية: “نشأت منفتحا على الثقافات والأديان”، ويعتبر نفسه من اللاأدريين، وولد في إسرائيل لعائلة روسية- أوكرانية قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة.

وبعدما أخبره صديق مسلم عن رمضان، قرر أن يعد فيديو كوميدي على تطبيق تيك توك تحول إلى تحد له. وقال أحدهم معلقا: “أخي، عليك أن تحاول صيام يوم واحد على الأقل”، ورد سيليس قائلا: “قبلت التحدي” وقام بعمل مدونة فيديو عن تجربته مع الصيام منذ ذلك الوقت. ومع أنه لا ينشر الكثير حول صيامه كما في العام الأول، إلا أنه لا يزال يصوم معظم الشهر.

وتقول سرحان إنه ليس وحيدا في عمله، فحول العالم، هناك أعداد متزايدة من غير المسلمين بدأوا بالصوم وتوثيق تجربتهم في صيام رمضان. وهم لا يشاركون في تجربة الصيام لأنهم يريدون اعتناق الإسلام، فبعضهم مثل سيليس يعجبهم من رمضان حس ضبط النفس الذي يغرسه الصيام في النفوس.

وهناك من قرر الصيام من أجل التعرف أكثر على الإسلام، وما تقدمه تجربة الصيام من تشبع روحي، وهناك من تحدث عن صيامه من أجل التضامن مع صديق مسلم أو مجتمع مسلم. وقال آخرون إنهم قرروا الصيام نظرا لعيشهم في مجتمعات ذات غالبية مسلمة. ومهما كان الدافع، فحقيقة صيام عدد كبير من الأشخاص حول العالم في شهر رمضان، هي مناسبة لهم لكي يتعرفوا على الحكمة من وراء الصيام.

وتعلق سرحان بالقول: “صحيح أن شهر رمضان هو الامتناع عن الطعام والشراب من طلوع الشمس إلى غروبها، إلا أنه أكثر من مجرد الجوع، فبالنسبة للمسلمين، رمضان، الشهر التاسع من التقويم الهجري، هو الشهر الذي نزل فيه القرآن لأول مرة على النبي محمد. وهو شهر العبادة والصدقة والانضباط الروحي والتأمل. والمسلمون لا يصومون في رمضان عن الطعام والشراب فقط، بل أيضا عن العادات السيئة مثل السباب والقيل والقال والحقد على الآخرين، وهو شهر الجماعة، حيث تجتمع العائلات حول موائد الإفطار والسحور أو صلاة التراويح”.

وقالت روث مجبر، المصورة العربية- الأيرلندية من أصول مسلمة وكاثوليكية، حيث دونت تجربتها كملحدة في مقال بصحيفة “أيريش تايمز” عام 2021 وقالت: “عندما تصوم، تشعر بحس غامر من وضوح الفكر وتصبح أقل قلقا”، و”خلال شهر رمضان، أُجبرت على التأني، ولم يكن لدي الطاقة لمواصلة العمل بشكل كامل وبسرعة جنونية”.

وعلق سيليس قائلا: “أحببت التجربة لأنها جيدة للانضباط”، وكما ينظر للأمر: “لديك 11 شهرا لتفعل ما تريد وهو شهر للتطهير”. ورغم أنه يتعرض لنقد بسبب الفيديوهات التي ينشرها عن صيامه في رمضان، ويُتهم بأنه يحاول وغيره من غير المسلمين الاستيلاء ثقافيا على الصيام، لكنه يتلقى في المعظم تعليقات مشجعة من مسلمين آخرين. وبدلا من القيام بتعليقات مؤذية وساخرة من صيام غير المسلمين وتصويره بأنه “بدعة صحية جديدة وغريبة”، يرى آخرون أنه يجب تشجيع غير المسلمين للمشاركة في الصيام، حيث يجلبهم ذلك أكثر للإسلام أو على الأقل يغرس في عقولهم أفكارا تعينهم على فهم الإسلام والمسلمين.

وهو أمر جيد نظرا لانتشار المشاعر المعادية للمسلمين. فقد عيّن الإتحاد الأوروبي وكندا مسؤولين لمعالجة الظاهرة، في وقت مرر مجلس النواب الأمريكي عام 2021 تشريعا يطلب من وزارة الخارجية تعيين مبعوث خاص لمراقبة ومحاربة مشاعر كراهية الإسلام أو “الإسلاموفوبيا” حول العالم، ولا يزال التشريع عالقا في مجلس الشيوخ.

وقال مدير مركز الدراسات الإسلامية في مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية، البروفيسور محمد عبد الحليم، إن تعريف غير المسلمين بالتقاليد الاحتفالية مثل رمضان، يعطيهم نظرة إيجابية عن الدين، و”هو أمر جيد بهذه الطريقة”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها