إضراب قطاع السكك الحديدية يشل حركة النقل في ألمانيا
تسبب إضراب موظفي قطاع السكك الحديدية عن العمل في ألمانيا في توقف حركة جميع القطارات تقريبا في البلد وسط مطالبات برفع الأجور.
وبحسب “الفرنسية”، قالت نقابة “إي في جي” EVG في بيان “إن هذا الإضراب الثاني في السكك الحديدية في أقل من شهر يظهر أن “إرادة القتال لا تزال عالية”.
وتطالب النقابات بزيادة في الأجور قدرها 12 في المائة على مدى 12 شهرا أو زيادة الراتب بحد أدنى قدره 650 يورو، وترفض مكافأة التضخم لمرة واحدة التي اقترحها أصحاب العمل.
وأضافت نقابة “إي في جي” التي تمثل موظفي شركة “دوتشيه بان” العامة المشغلة للقطارات وموظفي نحو 50 شركة نقل في ألمانيا “أكثر من 25 ألف موظف في أكثر من 1800 موقع شاركوا في الإضراب”.
وشهدت حركة القطارات اضطرابات على الخطوط الرئيسة حتى البارحة، بحسب شركة “دويتشه بان”.
وقال أشيم ستاوس الناطق باسم “دويتشه بان”، أمس، “إن هذا الإضراب غير ضروري في ظل استمرار المفاوضات حول الأجور وبدء طرح اقتراحات على طاولة المفاوضات”.
ولفت إلى أن “القطارات والمحطات شبه مقفرة” بسبب حركة الإضراب.
وشلت حركة إضراب واسعة في 27 آذار (مارس) قطاع النقل في ألمانيا، بما في ذلك المطارات، لمدة 24 ساعة، تلبية لدعوة EVG ونقابة فيردي Ver.di لموظفي الخدمات العامة. وتجري نقابة فيردي، التي تدافع عن 2.5 مليون موظف في القطاع العام، مفاوضات صعبة مع الحكومة والبلديات منذ عدة أسابيع. ومن المقرر أن تستأنف هذه المحادثات اليوم بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن الرواتب.
وازدادت الإضرابات من أجل رفع الأجور في ألمانيا في الأشهر الأخيرة، خصوصا في قطاعات التعليم والاستشفاء وخدمات البريد. وبلغ التضخم في ألمانيا 7.4 في المائة في آذار (مارس) على أساس سنوي وارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 22.3 في المائة.
ويتسع نطاق الاحتجاجات على الأجور في الدولة صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا.
وتشهد ألمانيا منذ العام الماضي بعضا من أوسع الإضرابات، إذ أدت الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء بشدة، ما دفع النقابات إلى الضغط من أجل زيادة الأجور بما يتماشى مع تكاليف المعيشة.
وأدى التضخم الهائل إلى تفاقم مشكلات العاملين في قطاعات منها قطاع الطيران الذي يواجه تحولا عصيبا بعد جائحة كورونا.
وتزامن إضراب عمال السكك الحديدية مع إضراب في أربعة مطارات ألمانية هي دوسلدورف وهامبورج وكولونيا/بون وشتوتجارت، ويأتي بعد إلغاء نحو 700 رحلة إقلاع بسبب الإضراب في أول ثلاثة مطارات يوم الخميس.
وأدى إضراب عمال النقل إلى شلل في معظم حركة السكك الحديدية على مستوى ألمانيا أمس.
وقال مارتن زايلر، مدير الموارد البشرية في “دويتشه بان”، “إن الإضراب في أكثر أيام الأسبوع ازدحاما سيؤثر بشدة في الركاب”، مضيفا أن “النقابة فقدت كل الإحساس بالتناسب وتسعى إلى الصراع فقط”.
وستعقد “دويتشه بان” والنقابة الجولة المقبلة من المفاوضات الثلاثاء المقبل.
وبعد ساعتين من الإنهاء الرسمي للإضراب التحذيري أمس، بدأت “دويتشه بان” تدريجيا حركة السير إلى المسافات الطويلة ثانية.
وقال متحدث باسم السكك الحديدية أمس في برلين “إن نحو 90 في المائة من قطارات المسافات الطويلة المجدولة بانتظام تعمل حاليا مرة أخرى”.
وأضاف “في حركة القطارات الإقليمية والقطارات الداخلية تمكنا من تشغيل القطارات تدريجيا مرة أخرى”، مبينا أنه بالنسبة إلى الخطوط الإقليمية الأطول، فقد يستغرق الأمر وقتا أطول شيئا ما.[ads3]