ألمانيا ترفض زيادة عدد مراكز الاقتراع للجالية التركية المشاركة في الانتخابات لهذا السبب

رفضت ألمانيا زيادة عدد مراكز الاقتراع للجالية التركية التي يبلغ عدد الناخبين فيها 1.5 مليون ناخب، مما قد يفشل جهود  الرئيس، رجب طيب أردوغان، للحصول على مزيد من الأصوات، وفقا لما ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.

وكان الأتراك المقيمون في ألمانيا والذين يشكلون أكبر جالية لهذا البلد في الخارج، قد شرعوا بالتصويت، يوم الخميس، في انتخابات رئاسية وتشريعية تمثل تحديا عسيرا لإردوغان.

وأبلغت وزارة الخارجية الألمانية السفارة التركية بأنها ستوافق على ثلاثة مواقع اقتراع جديدة لكنها ترفض 10 مواقع مقترحة أخرى، حسبما قال أربعة أشخاص مطلعين على الأمر للصحيفة البريطانية.

وجاء الإخطار قبل يوم من بدء التصويت في الخارج، بعد مداولات بين العديد من السلطات الألمانية.

وذكر شخصان مطلعان على القرار أن المخاوف الأمنية كانت السبب الرئيسي لرفض طلب أنقرة.

ومن المتوقع أن يؤدي القرار الألماني إلى إشعال التوترات بين أنقرة وبرلين من جديد، فهو سوف يوفر فرصة جديدة لإردوغان لمهاجمة أوروبا في الأسابيع القادمة في أصعب حملة لإعادة انتخابه منذ نحو عشرين عاما.

ومنذ العام 2014 لعبت الجاليات التركية في أوروبا دورًا مهمًا في الانتخابات، وذلك منذ أن منحهم إردوغان حق التصويت دون الحاجة للقدوم إلى البلاد.

ويشكل عدد الناخبين في الخارج البالغ عددهم 3.4 مليون شخص، ويتوجد نصفهم تقربيا في ألمانيا، علما أن معظمهم يحمل جنسيات غربية.

وفي الانتخابات الرئاسية لعام 2018، فاز أردوغان بنسبة 65 في المائة من الأصوات في ألمانيا مقارنة بـ 53 في المائة بشكل عام.

وكانت نسبة المشاركة في الخارج أقل بكثير، حيث أدلى 46 في المائة فقط من الناخبين المؤهلين في ألمانيا أصواتهم، مقابل 84 في المائة في تركيا، ونتيجة لذلك أطلقت السلطات في أنقرة حملة لتعزيز المشاركة من خلال زيادة عدد مراكز الاقتراع في الخارج.

وانتقد أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم في ألمانيا قرار برلين.

وقال فاتح زينغال، المتحدث باسم اتحاد الديمقراطيين الدوليين التابع لحزب العدالة والتنمية ، إن أعضاء الجالية التركية سيعتبرون ذلك محاولة “لتخريب” الدعم لأردوغان، الذي حصل على النسبة الأكبر من أصوات المغتربين في الانتخابات السابقة.

وقال زينغال: “في ألمانيا ذهبت 65 في المائة من الأصوات في الانتخابات الأخيرة إلى رجب طيب أردوغان، وبالتالي فإن زيادة في الإقبال على الاقتراع سوف يقوي من فرص فوزه، ولذلك سيقول الناس إن ألمانيا لا تريد أن يفوز  الرئيس”.

ورفض مسؤول ألماني تلك الانتقادات، وقال لـ “فاينانشيال تايمز” إن برلين منحت الإذن بزيادة عدد مراكز الاقتراع مقارنة بانتخابات 2017 و 2018، مع الموافقة على جميع المواقع المقترحة الموجودة في مقار البعثات الدبلوماسية والقنصلية الفخرية.

وأشار إلى أن ذلك رفع عدد مراكز التصويت في جميع أنحاء ألمانيا من 13 إلى 16 موقعًا، لكن أقل من 26 موقعًا أعلنت عنها هيئة الانتخابات العليا التركية في وقت سابق.

وقال المسؤول إن الحكومة الألمانية “تلتزم بعملية الانتخابات الديمقراطية، ولم يسبق أن تمت الموافقة على هذا العدد الكبير من مراكز الاقتراع فيما يتعلق بالانتخابات التركية”.

من جانبه قال كينان بولات، رئيس فرع حزب الشعب الجمهوري المعارض في برلين، إن صدور  القرار في اللحظات الأخيرة قد سبب ارتباكًا بين الناخبين.

وتابع: “أتوقع أن تكون المشاركة الآن أقل”، محذرا من أنه لا يعرف سبب التوصل إلى القرار وما إذا كانت الحكومة التركية قد قدمت طلبها بشأن زيادة عدد مراكز الاقتراع بشكل صحيح وفي الوقت المحدد.

تجدر  الإشارة إلى أنه سوف يسمح للناخبين الأتراك في ألمانيا بالإدلاء بأصواتهم حتى التاسع من مايو، في حين سوف تجري الانتخابات داخل البلاد في الرابع عشر من نفس الشهر.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها