شركة ألمانية تشرع في بناء مصنع جديد لأشباه الموصلات

أطلقت شركة إنفينيون الألمانية عملية بناء مصنع جديد لأشباه الموصلات، والذي يهدف لتقليل اعتماد ألمانيا وقارة أوروبا على أزمات سلاسل التوريد العالمية.

وفي الحفل الرمزي للشركة في مدينة دريسدن، الثلاثاء، والذي شارك فيه المستشار الألماني أولاف شولتز ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، اعتبر شولتز أن أشباه الموصلات هي “النفط الخام للقرن الحادي والعشرين” و”الرقائق هي أساس جميع تقنيات التحول الأساسية من حقول طاقة الرياح إلى محطات الشحن”.

وأكد شولتز أهمية “تقليل المخاطر وتنويع مصادر التوريد وبناء القدرات الخاصة بشكل استراتيجي”.

من جهتها، اعتبرت فون ديرلاين أن مصنع الرقائق في دريسدن الخاص بشركة إنفينيون “سيكون معلماً مهماً في تطوير الإنتاج الضخم لأشباه الموصلات داخل الاتحاد الأوروبي، وأن المدينة تشكل منارة رقمية في أوروبا”.

وشددت على أن “الاعتماد على موردي المواد الخام بطريقة فردية يمثل مخاطرة”.

وتهيمن الصين على وجه الخصوص حالياً على مادة السيليكون بنسبة 76%، وهي المادة الخام الأكثر استخداماً في صناعة الرقائق.

ويريد الاتحاد الأوروبي توفير بدائل بمشاريع جديدة في أوروبا ولكن أيضاً بشراكات مع دول مثل أستراليا والولايات المتحدة وكندا، وبالتالي تأمين سلاسل التوريد للشركات الأوروبية.

وقال المدير التنفيذي للشركة يوخن هانيبيك إن “الترويج الأوروبي لهذه الصناعة يعد خطوة مهمة في وضع أوروبا في مقدمة نظام أشباه الموصلات العالمي”.

وأضاف أن “الشركة تهيّئ الظروف لتكون قادرة على تلبية الطلب المتزايد على تلك السلع الأساسية في عمليات التصنيع وبأحدث الطرازات”.

ووفقاً لشركة “إنفينيون”، فإن المكونات المصنعة ستهدف إلى تعزيز إزالة الكربون وتعزيز الرقمنة واستخدامها في أنظمة الإمداد الموفرة للطاقة بفعالية، مثل أجهزة الشحن والناقل الكهربائي وفي أدوات التحكم الخاصة بالسيارات ومراكز البيانات.

ومن المقرر الانتهاء من بناء مصنع أشباه الموصلات المسمى “سمارت باور فاب” عام 2026، والذي سيكون حجمه أكبر من 4 ملاعب كرة قدم.

وتستهدف الشركة استثمار 5 مليارات يورو في توسيع إنتاج أشباه الموصلات وخلق حوالي 1000 وظيفة جديدة.

ويعمل في الشركة حالياً 3250 موظفاً، بينما توظف حول العالم ما مجموعه 56200 عامل.

ووفقاً للشركة، يعد هذا أكبر استثمار منفرد في تاريخها، ويهدف لجعل دريسدن واحداً من أهم مواقع أشباه الموصلات الرائدة في أوروبا.

وبحسب ما أوردت شبكة “ايه ار دي” الإخبارية، أمس الثلاثاء، فإن المصنع وبكامل طاقته سيتمكن من تحقيق مبيعات سنوية إضافية بحجم قيمة الاستثمار، أي ما يعادل تكلفة الخمسة مليارات يورو.

وحققت شركة إنفينيون في نهاية السنة المالية 2022 مبيعات بلغت 14.2 مليار يورو.

وعن أهمية الاستثمار الذي يتماشى مع قانون الرقائق الأوروبية والذي ترعاه ألمانيا بخلفية جيواستراتيجية، بيّنت تقارير اقتصادية أنه يهدف في المقام الأول للمساعدة في جعل أوروبا أقل اعتماداً على أشباه الموصلات من الولايات المتحدة الأميركية وعلى وجه الخصوص من آسيا.

ومن المقرر مضاعفة حصة أوروبا من الإنتاج العالمي من أشباه الموصلات إلى 20% بحلول عام 2030.

من جهة ثانية، برزت انتقادات من محاولة الشركات الاستفادة من الإعانات الحكومية لمشاريعها ومصانعها، ومن بينها إنفينيون التي تهدف للحصول على دعم حكومي بقيمة مليار يورو.

واعتبر معهد “لايبنيز” للأبحاث الاقتصادية، وفق ما بينت صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” أخيرا، أن تمويل مصانع الرقائق في ألمانيا بالمليارات يعد رمياً للأموال من النافذة، ومن الأفضل الاستفادة من الأموال في مكان آخر.

مع الإشارة إلى أن شركة إنتل الأميركية تخطط لإنشاء مصنع للرقائق في ماغديبورغ الألمانية.

ووفقاً لموقع مفوضية الاتحاد الأوروبي، تعتبر الرقائق الدقيقة ذات أهمية استراتيجية لسلاسل القيمة الصناعية المركزية، وأظهرت جائحة كورونا آثار النقص في الرقائق على الصناعة مع ضعف سلاسل التوريد، وهذا ما خلق معاناة لقطاع صناعة السيارات على سبيل المثال، وتسبب بخسائر فادحة في الإنتاج.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها