خبراء التكنولوجيا يؤكدون : ثلاث مجالات لا يمكن للذكاء الاصطناعي التفوق فيها على البشر

بعد استقالة عراب الذكاء الاصطناعي، جيف هينتون، من جوجل بدأ بالحديث عن مخاطر ابتكاراته، قائلاً إن الذكاء الاصطناعي لم يتفوق على البشر بعد، لكنه من غير المستبعد أن يحدث ذلك قريباً.

وهناك مخاوف بدأت تنتشر منذ الآن من أن الروبوتات والبرامج الذكية قد تصبح بديلة عن البشر في كثير من الوظائف، مما يعني أننا قد نفقد كثيراً من وظائفنا مع التطور المخيف الذي تشهده التكنولوجيا، ومع ذلك يطمئننا الخبراء بأن هناك ثلاثة مجالات لا يمكن أن يكون فيها الذكاء الاصطناعي بديلاً عن البشر.

في عصرنا الحالي، بتنا نشاهد روبوتات موظفين في بعض المجالات بالفعل، كما نشهد تطوراً ملحوظاً لبرامج ذكاء اصطناعي قادرة على صناعة المحتوى أو توليد الصور وغيرها من المهام التي كانت حكراً على البشر فيما مضى.

وقد قدر تقرير صدر في مارس/آذار 2023 من Goldman Sachs، أن الذكاء الاصطناعي القادر على توليد المحتوى يمكنه القيام بربع العمل الذي يقوم به البشر حالياً. ويشير التقرير إلى أنه في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، يمكن فقدان 300 مليون وظيفة بسبب هذه التكنولوجيا الحديثة.

قد يكون ذلك مروعاً، كما يقول مارتن فورد، مؤلف كتاب “قاعدة الروبوتات: كيف سيغير الذكاء الاصطناعي كل شيء؟”.

ويضيف: “يمكن أن يفقد كثير من الناس وظائفهم فجأة، وهذا لن تكون له آثار على هؤلاء الأفراد فقط، إنما على الاقتصاد بأكمله”.

لكن لحسن الحظ، لا تزال هناك مجالات لا يستطيع الذكاء الاصطناعي خوضها، وفقاً للخبراء. وهذه المجالات تتضمن مهام تنطوي على صفات بشرية مميزة، مثل الذكاء العاطفي والتفكير خارج الصندوق.

تحدث فورد عن ثلاثة مجالات لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتفوق فيها على البشر في المدى المنظور على الأقل.

يشمل المجال الأول الوظائف الإبداعية التي تتطلب ابتكار أفكار جديدة وبناء نماذج تتميز باللمسة البشرية الإبداعية. مع ذلك، فإن هذا لا يعني أن جميع الوظائف التي تتطلب الإبداع في مأمن من التطور المخيف للذكاء الاصطناعي. فعلى سبيل المثال يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بوظائف مثل التصميم الغرافيكي والوظائف الأخرى المتعلقة بالفن المرئي، إذ تستطيع الخوارزميات توجيه الروبوت لتحليل ملايين الصور، مما يسمح للذكاء الاصطناعي بإتقان العمليات المتعلقة بإبراز الفن أو الجماليات، وتقديمها لنا دون الحاجة إلى مصمم.

لكن من ناحية أخرى هناك بعض الوظائف الإبداعية التي تعتبر آمنة من توغل الذكاء الاصطناعي، وتتمثل هذه الوظائف في مجالات مثل العلوم والطب والمحاماة كما يقول فورد، ويضيف: “أعتقد أنه لن يكون هناك استغناء عن البشر الذين تتمثل وظيفتهم في ابتكار استراتيجية قانونية أو استراتيجية عمل جديدة”.

يشمل المجال الثاني الوظائف التي تتطلب علاقات شخصية مهنية معقدة وضمن ذلك عمل الممرضات ومستشاري الأعمال والصحفيين الاستقصائيين. يقول فورد إن هذه وظائف “تحتاج فيها إلى فهم عميق جداً للأشخاص. أعتقد أنه سيمر وقت طويل قبل أن يكون للذكاء الاصطناعي القدرة على التفاعل بالطريقة نفسها التي يستطيع فيها البشر بناء علاقاتهم”.

أما المجال الثالث فهو الوظائف التي تتطلب حقاً كثيراً من الحركة والبراعة والقدرة على حل المشكلات في بيئات صعبة وغير متوقعة. وهذا يشمل العديد من الوظائف التجارية، مثل الكهرباء والسباكة واللحام وما شابه ذلك.

ويضيف فورد أنه “على الأرجح من الصعوبة بمكانٍ أتمتة هذا النوع من الوظائف”، ويتابع أن أتمتة مثل هذه الوظائف، لا تزال ضمن نطاق الخيال العلمي في الوقت الحالي، وفقاً لـbbc.

لكن هل هذه المجالات معزولة تماماً عن الذكاء الاصطناعي؟

بينما من المرجح أن يظل البشر متفوقين في وظائف تقع ضمن تلك المجالات الثلاثة، فإن هذا لا يعني أن تلك المهن معزولة تماماً عن الذكاء الاصطناعي.

في الواقع، تقول جوان سونج ماكلولين، الأستاذة المشاركة في اقتصاديات العمل بجامعة بوفالو بالولايات المتحدة، إن معظم الوظائف، بغض النظر عن طبيعتها، لها جوانب من المحتمل أن تتم أتمتتها بواسطة التكنولوجيا.

وتقول: “في كثير من الحالات، لا يوجد تهديد مباشر للوظائف، لكن من المحتمل أن تتغير مهام البشر في تلك الوظائف بمساعدة التكنولوجيا”.

ستصبح الوظائف البشرية أكثر تركيزاً على المهارات الشخصية، إذ من السهل أن نتخيل، على سبيل المثال، أن الذكاء الاصطناعي سوف يكتشف السرطانات بطريقة أفضل مما يفعل البشر. في المستقبل، سيستخدم الأطباء الذكاء الاصطناعي لهذا الغرض، لكن هذا لا يعني أنه سيتم الاستغناء عن الأطباء.

وفي حين أن الروبوت قد يقوم بعمل أفضل ظاهرياً في اكتشاف السرطان، فإن معظم الناس ما زالوا يريدون شخصاً حقيقياً للتعامل معهم.

ومن الأمثلة على الوظائف التي تمت أتمتتها لكن لا تزال هناك حاجة أساسية لوجود البشر فيها، الصرافة على سبيل المثال، فقد أصبحت مهنة عدّ النقود مثلاً في طي النسيان مع ظهور الآلات الحديثة التي تعد النقود بدقة، مع ذلك لا تزال هناك حاجة للصرافين الذين يتواصلون بشكل مباشر مع العملاء، فالصرافة وظيفة تتطلب مهارات اجتماعية لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تغطيتها.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها