فاينينشال تايمز : انخفاض صادرات ألمانيا إلى الصين يخيف اقتصاد الاتحاد الأوروبي
ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أنّ الانخفاض الكبير في الصادرات الألمانية إلى الصين، أدّى إلى هز أكبر اقتصاد في أوروبا، مما أثار مخاوف حول القوة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي، وسبّب تراجع قطاع التصنيع الضخم، عن المنافسين المستفيدين من انتعاش الطلب الصيني.
ونقلت الصحيفة عن خبراء اقتصاديين أنّ الانخفاض بنسبة 11.3% في الصادرات الألمانية إلى الصين، في الأشهر الأربعة الأولى من العام، مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، يسلّط الضوء على مجموعة فريدة من التحديات التي تواجه القوة الصناعية في أوروبا.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ شركات صناعة السيارات، تخسر حصتها في السوق في الصين، فيما يعاني منتجو المواد الكيميائية والشركات الأخرى، التي لديها استخدام مرتفع للطاقة من ارتفاع أسعار التكلفة. كما أن ارتفاع اليورو مقابل الدولار جعل السلع الألمانية أقل قدرة على المنافسة.
وبحسب كارستن برزيسكي، الرئيس العالمي لأبحاث الاقتصاد الكلي في البنك الهولندي، فإنّ المصدّرين الألمان باتوا يشعرون أنّهم ضحايا التوترات الأمنية والتجارية بين بكين وواشنطن.
وقال برزيسكي: “تعتبر ألمانيا الآن حليفة للولايات المتحدة، مما أدى إلى تثبيط أكثر – صراحة أو ضمنياً – لمشتريات المنتجات الألمانية”.
ويعد انخفاض الصادرات إلى الصين، من بين عدد من المؤشرات على أن قطاع التصنيع الألماني يعاني من انخفاض حاد في بداية هذا العام، بما في ذلك انخفاض إنتاج المصانع، وانخفاض الطلب، وتقلّص تراكم الطلبات، وهو ما قد يبطّئ النمو في الاتحاد الأوروبي، خاصةً وأنّ المصدّرين الألمان يمثلون أكثر من ربع جميع صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الخارج.
وأبلغت العديد من الشركات الألمانية الكبرى، التي تملك فروعاً كبيرة في الصين، عن تراجع كبير في مبيعات الربع الأول في البلاد، بما في ذلك مجموعة الكيماويات “BASF”، وشركة “فولكس فاغن” الرائدة، ومنتج قطع غيار السيارات بوش.
يذكر أنّ ألمانيا سجّلت أعلى معدل تضخم سنوي لها، منذ أكثر من 70 عاماً، حيث وصل إلى 7.9% على مدار عام 2022، وتكافح العائلات ذات الدخل المتوسط والمنخفض في ألمانيا، من أجل التأقلم مع التضخم وارتفاع أسعار الطاقة بشكل كبير، وسط اتهامات للحكومة بالتقاعس.
وكان الرئيس الألماني، فرانك-فالتر شتاينماير، قد قال في وقت سابق، إنّ ألمانيا يجب أن “تتعلّم درسها” من حرب روسيا على أوكرانيا. والدرس المستفاد هو أنه “يتعيّن علينا تقليل الاعتماد على الآخرين، حيثما أمكننا ذلك”. وأضاف: “هذا ينطبق بشكل خاص على الصين”.[ads3]