بعد قتلها سائحاً روسياً في الغردقة .. ما قصة سمكة القرش ” تايغر ” ؟
أثارت حادثة مقتل سائح روسي إثر تعرضه لهجوم سمكة قرش في مدينة الغردقة الواقعة على البحر الأحمر شرقي مصر، تساؤلات واسعة حول هذا النوع من الأسماك، وقواعد الغطس المطبقة.
وتلك الحادثة ليست الأولى من هذا النوع، إذ أغلقت السلطات المصرية قبل نحو عام تقريبًا، منطقة من ساحل البلاد المطل على البحر الأحمر، غداة هجوم سمكة قرش أسفر عن مصرع سائحة نمساوية كانت تسبح بالقرب من منتجع في مدينة الغردقة.
وأعلن مسؤول صحي مصري آنذاك، وفاة السائحة البالغة 68 عامًا، بعد نقلها إلى المستشفى إثر فقدان ساقها وذراعها بسبب الهجوم، حسب وسائل إعلام محلية.
من هو السائح الروسي؟
أوضح القنصل الروسي في الغردقة، فيكتور فوروباييف، أن السائح الروسي الذي تعرض لهجوم “القرش” جاء إلى مصر في بداية حزيران/يونيو الجاري، ويبلغ من العمر 24 عامًا.
ووصف فوروباييف الواقعة بأنها “صعبة للغاية”، وفق ما أوردته “سكاي نيوز”.
بدورها، حذرت القنصلية العامة الروسية في الغردقة عبر حسابها على “فيسبوك”، الروس من ارتياد الماء، وطالبتهم بتوخي الحذر والالتزام الصارم بقواعد السباحة والغطس المفروضة من قبل السلطات المصرية.
“خلل ما”
يقول رئيس قطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة المصرية، محمد سالم: “من الوارد هجوم القرش على البشر، لكن في الحالات الطبيعية فإن سمكة القرش بمجرد أن تعض الإنسان وتكتشف أنه ليس من مصادر تغذيتها الطبيعية المعروفة تتركه”، وفق “سكاي نيوز”.
وتابع: “إن استمرت سمكة القرش في هجومها على الإنسان، فهذا يعني أنها مصابة بخلل ما”.
قرش “تايغر”
يعد سمك قرش “تايغر” من الأنواع المفترسة المصنفة على أنها “الأخطر”، ويصل طوله إلى خمسة أمتار، ونظامه الغذائي متنوع، فهو يرى في كل من حوله فريسة له حتى براميل النفط، لذلك يطلق عليه “سلة مهملات البحر”.
وينتشر “تايغر” في المياه الاستوائية وشبه الاستوائية، ويسكن خليج المكسيك، كما يكثر حول الجزر الواقعة في المحيط الهادئ، ولديه أسنان حادة تستطيع اختراق الأجسام الصلبة مثل القواقع والسلحفاة والعظام.
ونقلت صحيفة “إندبندنت عربية” عن أستاذ علوم البحار، عبدالله الهواري، قوله إن “قرش التايغر من الأسماك المهاجرة في أشهر الشتاء الباردة إلى المياه الدافئة، ولديه شهية لاصطياد فرائسه بالقرب من الشعاب المرجانية، مما يهدد عشاق الغوص في حال وجوده، كما أن لديه قدرة كبيرة على المطاردة”.
وأضاف الهواري أن “التايغر يسبح على عمق 900 متر، ولديه القدرة على الظهور في المياه الضحلة، كما أنه من القروش عاشقة اللحوم، فهو لا يطارد الأسماك الأصغر منه حجمًا لافتراسها وحسب، بل يستهدف القروش في كثير من الأحيان من الفصيلة نفسها، لذلك فهو من القروش الآكلة للحم جنسها”.
ويمكن لأسماك قرش “التايغر” أن تعيش مدة تتراوح من 20 إلى 50 عامًا، غير أنها شبه مهددة بالانقراض لمعدلات تكاثرها البطيئة.
البحث عن الفرائس
ترى مصادر ملاحية أن اقتراب أسماك القرش من الشواطئ المصرية المطلة على البحر الأحمر في هذا التوقيت من كل عام، للبحث عن الفرائس، يعود إلى إلقاء الأغنام النافقة من سفن الشحن في مياه البحر، بحسب ما ذكرته صحيفة “الخليج”.
وتضيف المصادر أن هذا الأمر يثير أسماك القرش، خاصة التي تعيش في المياه العميقة، ويدفعها للاقتراب من الشواطئ بحثًا عن الفرائس.
إجراءات مصرية
وبعد حادثة مقتل السائح الروسي، وجهت وزيرة البيئة المصرية الدكتورة ياسمين فؤاد، فريق العمل المختصين بإدارة حادث هجوم سمكة القرش على أحد رواد شواطئ الغردقة، وذلك بتطبيق كامل السياسات المطبقة عالميًا لتحقيق أقصى درجات السلامة لمرتادي شواطئ البحر الأحمر، واتخاذ كل ما يمكن عمله من إجراءات لتلافي تكرار حادث هجوم سمكة القرش مرة أخرى.
وقالت الوزارة المصرية في بيان عبر حسابها على “فيسبوك”، إنه في ضوء ما تم رصده من سلوكيات غير طبيعية من سمكة القرش المتسببة في الحادث، وحقيقة سابقة وقوع حوادث هجوم على البشر من هذا النوع من القروش، قام فريق العمل المختص بصيد السمكة المتسببة في الحادث لفحصها للوقوف على أسباب الهجوم المحتملة، وبيان ما إذا كانت هي نفس السمكة التي تسببت في الحوادث السابقة.
وتابع البيان: “في هذا الصدد، نجح فريق العمل المختص بوزارة البيئة وبالتعاون مع جهات الاختصاص الأخرى في السيطرة على السمكة المتسببة في الحادث، وتم نقلها للمعمل لفحصها واستيفاء جميع المعلومات المطلوبة لتحديد الأسباب المحتملة لوقوع الهجوم”.
كما تم إصدار تعليمات باتخاذ إجراءات لإيقاف أنشطة السباحة و السنوركلينج والرياضات المائية بنطاق المنطقة المحصورة بين منتجع الجونة شمالًا، وحتى الحد الجنوبي لخليج أبو سومه جنوبًا، لمدة يومين، اعتبارًا من، الجمعة.[ads3]